المقالات

العلاقات المنتجة والجيوايكونمك يلتقيان في باريس

1690 2023-01-27

هيثم الخزعلي ||

 

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يتبنى نظرية ( الجيو ايكونمك) ، التي تعتمد الاقتصاد وسيلة لتمديد مجالها الحيوي، ومع ان هذه الاستراتيجية لا تختلف عن الاستراتيجية الصينية كثيرا.

الا آنها تختلف عن الاستراتيجية الأمريكية القائمة على (الحماية Protection,) ولكن تبقى هذه النظرية منحسرة لصالح النظرية الأمريكية في المنطقة. مالم تجد مجالا للتنفيذ.

كما أن السيد السوداني يتبنى نظرية( العلاقات المنتجة)

 وهذه النظرية من المدرسة الواقعية السياسية، التي تهدف لبناء علاقات دولية على اساس المصالح المشتركة ومبدأ (مصلحة العراق اولا).

وعند ملاحظة كلتا النظريتين نجدها يلتقيان بالمصالح الاقتصادية لكلا البلدين.

ومن منظور العراق فان أوربا بحاجة للموارد الاقتصادية خصوصا موارد الطاقة، والعراق بحاجة لتطوير هذا القطاع خصوصا في جانب استثمارات الغاز المصاحب، الا ان هذا لا يمنع تنمية القطاعات الأخرى من بنى تحتية وتعليم وصحة وزراعة وسياحة والدفاع ومكافحة الفساد والبيئة.

وبنظرةواقعية لبناء عراق حر وقوي ومتمكن اقتصاديا لابد أن نعتمد على الاستثمارات الأجنبية، وهذه الخطوة جوبهت برفض أمريكي لعقد العراق اتفاقيات مع الصين في فترة حكومة السيد عبد المهدي.

فاتجه السيد السوداني لفرنسا لتحقيق هذا الأمر بأيدي فرنسية مستثمرا ثلاث عوامل :-

١) حاجة أوربا وفرنسا خصوصا لمصادر الطاقة خصوصا الغاز.

٢) عدم ممانعة الولايات المتحدة الأمريكية لهذه الاستثمارات واتفاقيات مع حلفائها الاوربيين خصوصا في فترة الحرب الاوربية الحالية.

٣) الامكانيات الفرنسية التكنولوجية في القطاعين العام والخاص وحاحتها لدعم الاقتصاد الفرنسي بالاستثمار في دول غنية بالموارد كالعراق.

هذه النظرة العميقة للسيد السوداني انتجت اتفاقية استراتيجية بين العراق وفرنسا تكونت من ٦ فصول و٤ أبواب و٥٠ مادة و٦٤ فقرة وتم عقد الاتفاقية  في قصر الاليزيه لاهميتها بالنسبة للفرنسيين، و كان اهم جوانبها :-

قطاع الطاقة :- حيث اتفق العراق وفرنسا على استثمار الغاز المصاحب لإنتاج الطاقة الكهربائية وبناء محطات كهربائية جديدة وصيانة المحطات القائمة ومعالجة مشاكل التوزيع فيها.

كما تم الاتفاق على تطوير استخدامات الطاقة النظيفة ضمن اتفاق باريس للمناخ وزيادة إستخدام العراق للمواد الصديقة للبيئة.

اما في المجال الصناعي فاتفق الطرفان على دخول الشركات الفرنسية للاستثمار وتطوير القطاع الصناعي العراقي من حيث الاستثمار او إدخال التقنيات المتطورة وتأهيل الكوادر فنيا.

وفي مجال البنى التحتية اتفق العراق وفرنسا على تطوير طرق النقل والمواصلات وتنفيذ مشروع( مترو بغداد) وتطوير المواصلات العامة للتخفيف من أزمة الزخم المروري في المدن العراقية.

وفي المجال الزراعي اتفق العراق على حوكمة  الزراعة  واستخدام طرق ري وزراعة  حديثة، وبناء وتطوير السدود المائية، وتنمية الصناعات الحيوانية وتربية المواشي من أجل توفير الأمن الغذائي العراقي.

اما في جوانب الأمن والدفاع فاتفق العراق على أن تقوم فرنسا بتطوير الصناعات العراقية العسكرية، (ولاول مرة تزويد العراق ب منظومة دفاع جوي متطورة) ، وتدريب وتأهيل الكوادر الأمنية العراقية. بالإضافة للتعاون في مجال مكافحة المخدرات .

وفي مجال النزاهة ومكافحة الفساد تم الاتفاق على مكافحة غسيل الأموال وتهريبها وتعهد فرنسا بإعادة الاموال المهربة والأشخاص المطلوبين بتهم فساد، خصوصا ان العراق لديه اموال من زمن النظام السابق في البنوك الفرنسية.

وفي مجال الثقافة اتفق الطرفان على تطوير قطاع التعليم العالي وزيادة ابتعاث الطلبة العراقيين لباريس والجامعات الفرنسية الأخرى، وتطوير أساليب ومناهج التعليم في العراق.

بالإضافة لصيانة المتاحف والآثار العراقية والمناطق التراثية، ومساعدة العراق في استرجاع تراثه المنهوب واشتراك العراق في المؤتمرات الفنية مثل (مهرجان كان) الفرنسي.

وتطوير قطاع السينما والمسرح وزيادة التبادل الثقافي بين البلدين، إضافة لزيادة الاستثمار في القطاع السياحي واعادة الخط الجوي بين البلدين لزيادة وتسهيل  الزيارات:-

·        التوصيات :-

١) وفي صدد هذه الاتفاقية الكبيرة لابد للعراق آن يزيد احتياطياته من (اليورو) ويسعى لتنويع سلة عملاته الأجنبية.

٢) كما نتمنى أن يزيد احتياطياته الذهبية، خصوصا ان فرنسا تستثمر كثيرا في إنتاج الذهب في أفريقيا.

بالنهاية اعتقد ان هذا الانفتاح سيجلب التحرر الاقتصادي للعراق، وقيادة عملية تنمية شاملة مبنية على رؤية واقعية ومستفيدة من الظروف الدولية.

فقد آن الأوان للعراق لتسنم موقع الدولي والاقليمي متصدر... مادامت هناك قيادة وطنية وارادة سياسية حقيقية.

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
حيدر : انا لله وانا اليه راجعون يعني منين نبدي هو انتو سامعين بشي اسمه نقابة معلمين او فد ...
الموضوع :
السوداني يستقبل وفد نقابة المعلمين ويشيد بدور الملاكات التربوية وجهودها في العملية التعليمية
Hussain Hamza : سبحان الله انقل السحر على الساحر!! لماذا تدعمون إسرائيل ضد العرب؟ وضد غزة؟ هل لكم الحق في ...
الموضوع :
ردا الى تصريحات ترامب :: الناتو : الدول الأعضاء متمسكة بمبدأ الدفاع عن بعضها البعض
علي عباس مراد : اني احد منتسبي الشرطة الاتحادية المفسوخ عقدة من جراء الاصابة بعبوة ناسفة والمرض ولم استلم اي تعويض ...
الموضوع :
دائرة شؤون المواطنين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء تستقبل شكاوى المواطنين عبر موقعها الإلكتروني
فيسبوك