المقالات

الاحتلال الامريكي ليس عسكريا فقط

1489 2023-01-19

حافظ آل بشارة ||

 

الاحتلال الامريكي للعراق تجاوز حالة الاحتلال العسكري ، واصبح احتلالا متعدد الاشكال ، فهو:

1- احتلال سياسي لأن اميركا هي التي تتحكم بالانتخابات وموعدها ونتائجها ، كما ان اميركا تحتضن ساسة الكرد والسنة ونصف ساسة الشيعة فهم اصدقاؤها وهم الذين ينوبون عنها في تنفيذ مخططاتها وقد خصصت لهم امتيازات هائلة.

2- كما ان اميركا تحتل العراق اقتصاديا وتتصرف بعوائده النفطية عبر البنك الفدرالي ، ولا يوجد اي قانون عالمي او محلي يسمح لاميركا بالاستيلاء على عوائد النفط العراقي بهذا الشكل والتحكم بالمبلغ الذي يعطى للعراق شهريا من امواله !

3- كما ان اميركا تحتل العراق امنيا لانها ترسل عصابات داعش التابعة لها الى اي مكان تريد في العراق ، وتشن هجمات باستخدامها كيفما تشاء ، وتعد مواقع وادي حوران الشهيرة نموذجا للاحتلال الامني الامريكي الذي لا يستطيع احد مناقشته.

4- اميركا تحتل العراق اجتماعيا وذلك باختلاق جماعة فوضى او اكثر من جماعة دربتها ومولتها وهي قادرة على تأزيم الوضع الاجتماعي متى ارادت اميركا ذلك ، فيحتلون الشارع ويشعلون الاطارات ويعتدون على القوات الامنية ، ويغلقون الجسور والدوائر والمدارس ويعطلون الحياة اليومية، ومعهم فريق مكلف بقتل بعضهم لالقاء اللوم على القوات الامنية .

عندما تريد اميركا اسقاط الدينار العراقي ليكون مثل التومان الايراني او الليرة اللبنانية ، وفي الوقت نفسه تهاجم محافظات عديدة باستخدام داعش ليقتلوا المدنيين ، وفي الوقت نفسه تطلق المتظاهرين في شوارع الوسط والجنوب ليحرقوا الشارع ويعطلوا الحياة . ثم ترسل قادة سنة وكرد وشيعة من اصدقاءها الى الفضائيات ليصرحوا بأن ايران هي السبب في هذا الوضع !!! هذه التوليفة من الاجراءات الامريكية اذا تم استخدامها بشكل متزامن فهي كافية لانهيار العراق واسقاط العملية السياسية.

اذن كل هذه الاشكال من الاحتلال الامريكي للعراق تجعل الاحتلال العسكري من خلال قواتها الموجودة في قاعدتي عين الاسد وحرير والمنطقة الخضراء ومطار بغداد احتلالا ثانويا ، فسواء انسحبت تلك القوات ام لم تنسحب فالاحتلال اعمق واخطر ، كل الذين كانوا ينادون باخراج القوات الامريكية ثم سكت بعضهم يعرفون هذه الحقائق ويعرفون ان القضية ليست قضية قوات امريكية ، بل القضية قضية هيمنة متعددة الاشكال اخطر من الاحتلال العسكري التقليدي.

حل هذه المشكلة يكون من خلال النظر الى ملف الاحتلال من كل الزوايا ، ليصل الجميع الى قناعة تقول ان الاحتلال لا يخرج من بلد ما عبر التفاوض والنقاش والاتفاقات ، ولم يحدث ذلك يوما في تأريخ الاحتلال ، بل يخرج بالقوة.

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك