المقالات

البصرة والبصيرة خليجي بطعم عراقي..!

1453 2023-01-14

واثق الجابري ||

 

لم ننسَ أبواق جنوب افريقيا، التي عجت بها ملاعبها عندما نظمت كأس العالم، بل بالأمس القريب كل العالم يستذكر العباءة القطرية التي ارتداها ميسّي، وهكذا  بقية البطولات والمحافل الدولية؛ تعكس ثقافة الشعوب وتحضُّرها وتطورها، وتعود عليها بالمنافع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتُصدر ثقافتها وعاداتها وتقاليدها، وسيراها العالم بعين قريبة خلاف ما كان ينقل عنها، وهذا ما ينتظره كل عراقي وتظافرت لأجله جهود حكومية وشعبية.

غياب طال على العراق لمدة 44 سنة عن تنظيم مسابقة كأس الخليج، بعد آخر تنظيم كان في العام 1979م ، ومن الخليج والعراق حكايات وسياسة وتقلبات، لكن ثوابتها أعمق وأبقى، رغم أن العراق لم يشارك سوى 10 مرات  من أصل 21  دورة خليجية، انطلقت في العام 1976م، والتي تقام كل عامين، وإنسحب مرتين خلال مشاركاته.

ستٌّ وعشرون سنة غياب عن معانقة  الذهب للعراق، وآخر تتويج له في العام 1988م، وله في هذه البطولة 3 مرات كأس البطولة، في سبعينات وثمانيات القرن الماضي، ثم غاب عن الخليج من العام 1992- 2003م، وأكثر من مرة حاول تنظيم البطولة، إلاّ أن ذلك اصطدم  بطبيعة الظروف التي  مرت بالعراق، وها هو يعود معافىً جميلًا يحتض اشقاءه.

إن العراقيين لا يفكرون بالذهب، ولا بالفوز ببطولة الخليج، بل الذهب عندما تنجح البطولة ويُحسن استقبال الضيوف، ويرى العالم كرم العراقيين، وحبهم للحياة والسلام  ولشعوب المعمورة، وستعطي انطباعًا مختلفًا عن العالم الذي يتصور أن العراق محطم مفكك مختلف اجتماعياً، وسيرى الخليج حجم  الروابط التاريخية والإجتماعية والمصالح المشتركة التي تربطنا بالخليج والمنطقة الاقليمية والعالم.

البصرة مدينة جميلة وستمثل العراق في المحفل الخليجي والدولي، والبصيرة  هي التي اجتمع عليها كل العراقيين لجعل الخليج بطعم عراقي، فطوره قيمر السدة وغداؤه سمك مسگوف  وولائم عراقية لا يكون لها طعم إلاّ بالاجتماع،  ودهينة النجف ولبن اربيل وكباب الفلوجة  وتمر البصرة، وملوحة تمتد من بحيرة ساوة، والفرات الذي يمر بها بالناصرية الى البصرة ليمتزج بملوحة الخليج،  وطيب عراقي وكلمة ( حبوبي ) على شفاه البصريين، وكلمات الترحيب وكل الهلا الدار داركم، وستفتح بيوت ومضائف البصرة والمحافظات العراقية كلها،  وسيشعر كل عراقي أنه عرس ونيل ذهب ومسؤولية وطنية على الجميع.

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك