المقالات

لماذا الزهراء تحديداً..!

1399 2022-12-28

قاسم سلمان العبودي ||

 

تأتينا كثير من المداخلات بعض الاحيان من قبل بعض الأخوة ، منهم السائل على سبيل نجاة نفسه ، ومنهم المخالف والمعاند ، ومنهم من يحاول القفز على التأريخ وحقائقه التي لن ينساها . هو سؤال واحد لا غير :

لماذا تخرج الزهراء ويصمت الأمام علي زوجها ؟ أليس في ذلك تجاوز على المعصوم في دائرة عصمته  ؟

أبتداءاً نقول كدعم لنظرية السائل ، ( وأن كنا غير مقتنعين)  ، هل أن الزهراء خرجت للمطالبة بفدك وما يترتب على فدك من مردودات مالية كبيرة ؟ كيف تخرج الزهراء للمطالبة بحطام الدنيا وهي أبنة رسول الله ! ألم تعلمنا مدرسة الرسول وأهل بيته أن لا نجعل الدنيا أكبر همنا ؟ أذن تلك أزدواجية بالتعاطي مع مشروع الرسالة السماوية التي جاء بها من عند الله أبوها رسول الله وخاتم رسله  ؟ وطبعاً ذلك محاباة مع من تجشم عناء الأشكال على فاطمة الزهراء !

نقول  : أن المطالبة بفدك وبعلم أمير المؤمنين ورضاه ، أنما جاء بعد أن حُرفت بوصلة الأمة بأتجاه آخر . فما فدك ألا وسيلة لتنبيه الأمة التي أنساقت خلف قادة الشقاق بأكبر عملية تضليل أجتماعي مورست من قبل الأفاقين . رِضى أمير المؤمنين بخروج الزهراء لا يقدح بالمطلق بعصمتهِ كون الزهراء هي الأخرى ممن ينطبق عليها مصداق العصمة ، حتى وأن سلبوها ذلك الحق وقالوا ، عصمة صغرى .

المطالبة بفدك الزهراء كان عبارة سن قانون أجتماعي لرفع المظلومية عن الأمة ، والمحافظة على الثوابت الأسلامية ، والحرص على ألسنة النبوية . فقد كان درس عظيم للناس أن لا يتهاونوا في حقوقهم ، والمطالبة بها في كل زمان ومكان بغض النظر عمن يكون حاكم تلك المرحلة . نعم أنه درس كبير في جزئية قد تبدوا للرائي ضيقة الحدود ، ولا تستوجب خروج بنت المعصوم وزوج المعصوم وأم المعصومين على أمتداد التأريخ .

لقد رسمت الزهراء خط المقاومة مع الأستكبار عبر المطالبة بالحق الذي أُغتصب على مرمى ومسمع من الأمة التي كانت بالأمس القريب تلتف حول أبيها ألتفاف الفراش حول النور . أرادت الزهراء عبر فدك تذكير الناس أن لا يكونوا عبيداً للحكام والركون لهم . لقد قالت للتأريخ أن دوائر الأستكبار مهما علا شأنها ، ومهما طال أمدها ، زائلة لا محالة ، لذا فلنكن في حلٍ من تلك الدوائر . نرى بان على الأمة أعادة قراءة التأريخ بعين البصيرة ، والأنتباه لتلك السيدة العظيمة ، وأستلهام منهجها الثوري الرصين بملاحقة كل من سولت له نفسه التلاعب بمقدرات الأمة .

من المعيب جداً ، وبعد تلك الحقبة الزمنية الطويلة ، أن لا نعرف الزهراء كما هي  ! ومن المعيب أيضاً أن نشكل على الزهراء في موضع صناعة الرأي ، التي أرادت به من خلال رفضها  ، رسم مسارات للأمة التي ضيعت حقوقها كاملة تحت مسمى الخضوع المطلق للحاكم ، والصلاة خلف كل بر ٍوفاجر . نرى بأننا اليوم بأمسِ الحاجة الى العودة للتأريخ مجدداً  ، وأنصاف الزهراء بسماع صوتها ، كي تعود ( فدوكنا ) التي أضعناها بأنحراف البوصلة التي ضيعها بعضنا وظل طريقه . فلنجعل من فدك جرس أنذار لكل من غفل عن حقه ولم يطالب به ، في زمن ضاعت به كثير من الحقوق .

 

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك