المقالات

لماذا الزهراء تحديداً..!

1305 2022-12-28

قاسم سلمان العبودي ||

 

تأتينا كثير من المداخلات بعض الاحيان من قبل بعض الأخوة ، منهم السائل على سبيل نجاة نفسه ، ومنهم المخالف والمعاند ، ومنهم من يحاول القفز على التأريخ وحقائقه التي لن ينساها . هو سؤال واحد لا غير :

لماذا تخرج الزهراء ويصمت الأمام علي زوجها ؟ أليس في ذلك تجاوز على المعصوم في دائرة عصمته  ؟

أبتداءاً نقول كدعم لنظرية السائل ، ( وأن كنا غير مقتنعين)  ، هل أن الزهراء خرجت للمطالبة بفدك وما يترتب على فدك من مردودات مالية كبيرة ؟ كيف تخرج الزهراء للمطالبة بحطام الدنيا وهي أبنة رسول الله ! ألم تعلمنا مدرسة الرسول وأهل بيته أن لا نجعل الدنيا أكبر همنا ؟ أذن تلك أزدواجية بالتعاطي مع مشروع الرسالة السماوية التي جاء بها من عند الله أبوها رسول الله وخاتم رسله  ؟ وطبعاً ذلك محاباة مع من تجشم عناء الأشكال على فاطمة الزهراء !

نقول  : أن المطالبة بفدك وبعلم أمير المؤمنين ورضاه ، أنما جاء بعد أن حُرفت بوصلة الأمة بأتجاه آخر . فما فدك ألا وسيلة لتنبيه الأمة التي أنساقت خلف قادة الشقاق بأكبر عملية تضليل أجتماعي مورست من قبل الأفاقين . رِضى أمير المؤمنين بخروج الزهراء لا يقدح بالمطلق بعصمتهِ كون الزهراء هي الأخرى ممن ينطبق عليها مصداق العصمة ، حتى وأن سلبوها ذلك الحق وقالوا ، عصمة صغرى .

المطالبة بفدك الزهراء كان عبارة سن قانون أجتماعي لرفع المظلومية عن الأمة ، والمحافظة على الثوابت الأسلامية ، والحرص على ألسنة النبوية . فقد كان درس عظيم للناس أن لا يتهاونوا في حقوقهم ، والمطالبة بها في كل زمان ومكان بغض النظر عمن يكون حاكم تلك المرحلة . نعم أنه درس كبير في جزئية قد تبدوا للرائي ضيقة الحدود ، ولا تستوجب خروج بنت المعصوم وزوج المعصوم وأم المعصومين على أمتداد التأريخ .

لقد رسمت الزهراء خط المقاومة مع الأستكبار عبر المطالبة بالحق الذي أُغتصب على مرمى ومسمع من الأمة التي كانت بالأمس القريب تلتف حول أبيها ألتفاف الفراش حول النور . أرادت الزهراء عبر فدك تذكير الناس أن لا يكونوا عبيداً للحكام والركون لهم . لقد قالت للتأريخ أن دوائر الأستكبار مهما علا شأنها ، ومهما طال أمدها ، زائلة لا محالة ، لذا فلنكن في حلٍ من تلك الدوائر . نرى بان على الأمة أعادة قراءة التأريخ بعين البصيرة ، والأنتباه لتلك السيدة العظيمة ، وأستلهام منهجها الثوري الرصين بملاحقة كل من سولت له نفسه التلاعب بمقدرات الأمة .

من المعيب جداً ، وبعد تلك الحقبة الزمنية الطويلة ، أن لا نعرف الزهراء كما هي  ! ومن المعيب أيضاً أن نشكل على الزهراء في موضع صناعة الرأي ، التي أرادت به من خلال رفضها  ، رسم مسارات للأمة التي ضيعت حقوقها كاملة تحت مسمى الخضوع المطلق للحاكم ، والصلاة خلف كل بر ٍوفاجر . نرى بأننا اليوم بأمسِ الحاجة الى العودة للتأريخ مجدداً  ، وأنصاف الزهراء بسماع صوتها ، كي تعود ( فدوكنا ) التي أضعناها بأنحراف البوصلة التي ضيعها بعضنا وظل طريقه . فلنجعل من فدك جرس أنذار لكل من غفل عن حقه ولم يطالب به ، في زمن ضاعت به كثير من الحقوق .

 

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك