المقالات

ثورة الجياع الحقيقية..!

1154 2022-12-27

ماجد الشويلي ||

 

مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي

 

إن ثورة الجياع الحقيقية في العراق ؛ هي الثورة التي يجب أن تستهدف الوجود الأمريكي الذي أحكم قبضته على مقدرات الشعب وقراره السياسي.

صحيح أن الحكومات والكتل السياسية تتحمل قسطا مهماً من المسؤولية.  الا أن على الجميع أن يدرك بأن أمريكا قد اتخذت من  التلاعب بسعر الدولار وسيلة ابتزاز للضغط على الجهات السياسية برمتها ، بغية ارغامها على الخضوع لإمرتها ، والا فان عليها أن تواجه مصيرها المحترم في مواجهة الهيجان الشعبي الذي استهدفته باتجاهين

الأول ؛أنها مارست عليه التضليل حتى ظن ان امريكا هي المنقذ والمخلص له من مآسيه ، بينما هي المسؤولة عن ذلك منذ عقود من الزمن

والثاني ؛ أنها خلقت عنده حنقاً واشتياط غضب ضد السياسيين بل والعملية السياسية برمتها بنحو عجيب .

 نعم قد تكون الثورة ضرورية للخلاص من هذه الدوامة . وبعيدا عن استيفاء شروطها فإن من الضروري جدا تأمين دوافعها المنطقية، وأهمها الوعي والمعرفة بما يجري من حولنا.

فالدافع ينبغي أن لايكون للحصول على رغيف الخبز فحسب . إذ أن استحصاله قد يكون ميسراً بصيغ عدة.

والأمر الآخر متعلق بالكتل السياسية،  فيما لو اجمعت امرها وهو في غاية الصعوبة  فإن عليها أن تعتذر للشعب وتصارحه بحقيقة الضغوطات والمكبلات الامريكية لها . فان اقتنع بالامر  وارتضى منها ذلك شريطة ان تحسن ادائها قدر المستطاع . فلايستقيم بعدها ان يتحدث  الشعب عن الثورة !

فأي ثورة والدولة والحكومة ليس بإمكانها ان تتحكم بدولار واحد من مبيعاتها النفطية .

وان إراد الشعب وقام بمعاهدة الكتل السياسية على تحمل تبعات الثورة(الرادكالية) لتغيير الواقع ، والخلاص من ربق الهيمنة الامريكية الى الابد،

فان على القوى السياسية الامتثال لذلك

فان أبت فالثورة عليهم  مبررة شريطة أن تأتي بمن هم أفضل منهم وأقدر على امضاء ثورة التغيير الحذري.

فإن قيل أن لا احد يتكلم بهذا السقف العالي من الامنيات والروح الحماسية.

وكل مافي الامر هو أن تعمد الحكومة لتلبية الحاجات الاساسية من مطالب الجماهير (في الهامش المتاح )من هذه المعادلة  المعقدة . فان بامكاننا أن نقول أن هذه مجرد امنيات ، لان الشعب إن كان قد جعل من الخبز غاية لثورته فإن عدوه الذي حرمه منه جعل من تجويعه وسيلة لتحقيق غايات كبرى تمس الدين ،والعرض ،والكرامة .وغير ذلك

وحتى لانتهم بالمثالية نقول ان غاية الامريكان من تجويع الشعب هو  تركيعه

وبالتالي التحكم برغيف خبره.

ولذا فاننا بحاجة الى ثورة تجتث علة الجوع لا أن توفر الخبز بمنة من أحد .

والا ان كان الخبز وحده هو الغاية من الثورة فلا باس بان تُمنح الحكومة مزيدا من التخويل بالخضوع لأمريكا ومنظومة التطبيع في المنطقة  . ولعل هذا الأمر سيكون سهلا عليها شريطة أن لايحاسبها الشعب لو أنها باعت كرامتها ورهنت مقدراته بشكل كامل ، وسارت بمشروع التطبيع .

كما ان على الحكومة الا تجعل من مقتضيات هذا الامر مادة لابتزاز الشعب ووضعه بين خيارين احلاهما مر

؛ اما ان تتركونا نهنأ بعسيلة المناصب

والمكاسب وانتم جائعون واما أن  نذهب لمعالجة الامر من جذوره وان تتحملوا التبعات وقد تجوع حينها اكثر ولكن لمدة وجيزة.

هذا هو الذي يجعلنا  فعلا بحاجة الى ثورة جياع حقيقية ، ولكن ليس على طريقة الضباع وانما على طريقة السباع .

 

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك