المقالات

أبو مهدي المهندس…. إنه إيزنهاور وليس باتون


تبارك الراضي||

 

ينتمي الشهيد أبو مهدي المهندس إلى فئة القادة الاستثنائيين في التأريخ، فبالرغم من أهميته خطورته، إلا أن الغموض يكتنف إلى الآن تفاصيل الأدوار التي أداها المهندس طيلة حياته. أما التعلق الجماهيري به، والتشيع التأريخي، يستند في أغلبه إلى الدور الأساسي والمحوري والحاسم له في معارك تحرير العراق ضد ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).

باعتقادي إذا أردت أن تعرف الشهيد القائد أبو مهدي المهندس أو رفيقه الجنرال قاسم سليماني، فلا تبحث عنهما على أللسنة من رافقوه فقط، هولاء لن يقدموا لك غير ذلك الجانب الذي يتعلق بتواضعه وخلقه وصفاته، أبحث عن ذلك الرجل الخطر على مشروع ما بعد الكولونيالية لدى أصحاب المشروع ذاته، أعرف من هو أبو مهدي؟ وكيف يصف محللي الغرب عبقرية هذا القائد؟ وما هي أهميته وخطورته التي يحسب لها حساب عند وضع الاستراتيجيات؟

يقول مايكل نايتس واصفًا أبو مهدي المهندس ما قلته في عنوان مقالي، ولكن لماذا ليس العكس؟ أي لماذا ليس أبو مهدي باتون ولماذا هو آيزنهاور؟

كلا الرجلين (دوايت آيزنهاور وجورج باتون) كانا من أعظم العسكريين الأمريكيين في الحرب العالمية الثانية، كان باتون يلقب بالقوي الجسور، إذ كان يتجاهل حتى أوامر قادته ويشن الهجمات بقرارٍ فردي، هزم الألمان بأسلوبهم، لقد إستخدم أسلوب الحرب الخاطفة ضدهم وأنتصر عليهم. أشتهر باتون بأنه قائدًا ميدانيًا افتتنت به الناس وألهم رجاله روح القتال ببسالة، لكنه لم يكن سياسيًا أو حاملًا لفكراً عسكريًا.

لم يكن آيزنهاور بأقل من باتون عسكريًا، إذ كان جنرالاً عسكريًا يحمل فكرًا عسكريًا وقائدًا لجيش الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية، وقائدًا أعلى لقوات الحلفاء، تولى التخطيط والإشراف على غزو شمال أفريقيا وغزو فرنسا وألمانيا، وأصبح أول قائد أعلى لحلف الناتو عام ١٩٥١، لكنه كان سياسيًا كبيرًا أختطف رئاسة الولايات المتحدة لدورتين بفوز ساحق على منافسه أدلاي ستيفنسون ليصبح الرئيس الرابع والثلاثين للولايات المتحدة من عام 1953 حتى 1961.

تشكل رئاسة آيزنهاور مرحلة مهمة من تأريخ الولايات المتحدة وهي مرحلة الحرب الباردة والصراع الأمريكي السوفيتي. أبرز انعكاسات سياسات آيزنهاور على منطقتنا كانت ما عرف بمبدأ آيزنهاور، الذي رأى فيه أن تطورات الوضع تتطلب بشكل ملح تغيير السياسة الامريكية في الشرق الأوسط، ومنع أي نفوذ شيوعي من خلال المساعدات العسكرية والاقتصادية. كان آيزنهاور أحد أعمدة سياسة مواجهة الإتحاد السوفيتي والتي إنتهت بانهياره وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على زعامة النظام الدولي.

لهذه الأسباب أبو مهدي المهندس من وجهة نظر مايكل نايتس آيزنهاور وليس باتون كما يقول مقالي بعنوانه.

 

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك