المقالات

حكومة السيد السوداني والتحدي الأكبر ..!

1208 2022-12-24

قاسم سلمان العبودي ||

 

 

العملية السياسية في العراق تعرضت الى التهشيم بمعاول الأجندات الخارجية والداخلية على حد سواء . وصول مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء السابق الى أدارة الحكم في العراق كان آخر المعاول التي أذهبت بالعملية السياسية العراقية الى المجهول أو كادت .

هذا التحدي الكبير الذي واجهه ولايزال السيد محمد شياع السوداني الذي جاء بعد الأرهاصات الضخمة التي خلفها حكم ذلك المسمى مصطفى الكاظمي ، والتي توجت بأقتحام الخضراء والمقار الحكومية من قبل التيار الصدري .

لذا نقول أذا كان السوداني يريد أن يعيد العملية السياسية الى نصابها الطبيعي ومسيرتها الديمقراطية الصحيحة عليه أن يتخلى عن الأعتماد الخارجي وخصوصاً السفارة الامريكية وأدواتها الخليجية التي تحاول بشكلٍ وبآخر جر العراق الى المنظومة الخليجية التي أوغلت بالتطبيع مع الكيان الصهيونى  ، تحت مسميات مختلفة  ، مره أقتصادية وأخرى أمنية   .

بداية تكليف السوداني شرع بكشف ملفات الفساد في محاولة منهُ للتناغم مع الرأي العام العراقي الذي خبر فساد بعض الطبقة السياسية  ، ظناً منه ان هذا السلوك سيجمع الشعب العراقي حوله ، لكنه أصطدم بالدولة العميقة التي تدير عجلة الفساد والتي تحميها بعض الأحزاب المتنفذة ، مما أجبر السوداني على التراجع وبالتالي أُحرج أمام الشعب الذي توسم فيه الخير  ، وخصوصا بعد أرتفاع سعر صرف الدولار أمام العملة المحلية والذي ألهب أسعار السلع الأستهلاكية للمواطن العراقي  ، الذي كان متوقعاً أن يعاد سعر الدولار الى سابق عهده أيام حكومة السيد عادل عبد المهدي .

الأطار التنسيقي هو الآخر متهم من قبل الشارع العراقي بإعتباره هو من أتى بالسوداني الى رئاسة الحكومة  ، وعليه أثبات النوايا الحسنة للشعب الذي أذاق مر الذل والهوان في جميع بناه التحتية ولا يزال .

أذن التحدي الاكبر الذي يواجه حكومة السيد السوداني هو أستقلال القرار السياسي بعيداً عن التوازنات الأقليمية التي فشل فيها جميع رؤساء الوزراء في الحكومات السابقة . ما لم يكن هناك قرار وطني عراقي صحيح ، فأن التدخل الاميركي والأقليمي سيتجذر أكثر فأكثر ولن تستقيم العملية السياسية في العراق وسنعطي للآخر فرصة جديدة للأنقاض على ما تبقى حتى وأن كان نزر يسير .

المراهنة على تقديم الخدمات التي حرم منها الشعب العراقي ، رهان فاشل ، لأن من واجبات الحكومات في أرجاء المعمورة بأجمعها ، هو تقديم الخدمات الى شعوبها بلا منَّه منها على الشعب . نرى أن أستقلال القرار السياسي ، وتفعيل قرار البرلمان السابق بأخراج القوات الأجنبية ، هو المنجز الحقيقي الذي أذا تحقق ، ستصلح بهِ جميع الملفات العالقة والتي تمس حياة المواطنين الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية .

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك