المقالات

هل ينجح الرئيس محمد شياع السوداني ببناء دولة ؟؟

1462 2022-11-04

قاسم سلمان العبودي ||

 

ولدت حكومة السيد السوداني من رحم أزمة سياسية واقتصادية خانقة ، هي الأكبر والأخطر في تأريخ العراق السياسي منذُ عام 2003 الى ما قبل تشكيل الحكومة  .

لذلك نرى أن مشروع أصلاح النظام السياسي ومحاربة الفساد وبناء ركيزة الدولة جاء على أنقاض سياسة فاشلة ومأزومة أدارها بمنتهى الفشل الرئيس السابق مصطفى الكاظمي . نرى لحد هذه اللحظة  ، أن الكتل السياسية قد فوضت السوداني تفويضا مطلاقاً بأتخاذ القرارات التي من شأنها محاربة الفساد الذي أصبح ( سبة ) حكومية وعادة دأبت عليها المفاصل الحكومية بشكل مخيف .

مشروع السوداني مشروع بناء دولة ، وهذه الدولة بحاجة الى جهود الجميع حتى من الممكن نوقف عملية سرقة المال العام في أقل تقدير ولو مرحلياً . أن نجاح السوداني في كبح جماح الفساد يُعد بحد ذاته نجاح على مستوى أقتصادي .

هذا النجاح مرتبط بطريقة وأخرى مع الوضع العام الأقليمي والدولي .   هناك دعم واضح من قبل المنظومة الأممية العالمية وحتى الأقليمية ، فضلاً عن الوفرة المالية الجيدة والتي من الممكن أن تكون عاملًا من عوامل نجاح السيد السوداني . نعتقد أن الضروف مهيئة للأصلاح في ظل الطلب على النفط العراقي بسبب الحرب الروسية الاخيرة مع أوكرانيًا .   بمعنى أن اللاعب الرئيسي الخارجي داعم لحكومة السوداني من أجل الحصول على مصادر الطاقة .

لم يمض سوى أيام على تنسم السيد محمد شياع السوداني منصب رئيس الوزراء حتى لمس المواطن بأن هناك جدية في الأصلاح ، وبانت ملامح خيوط العدالة الأجتماعية التي ذهبت في فترة حكم الكاظمي  . أن ألغاء الأوامر الديوانية السابقة ، وكشف رؤوس الفساد وأحالتهم الى القضاء ، رمم ولو جزئيا العلاقة بين الشعب والمنظومة السياسية  التي ذهبت أدراج الرياح  ، وبسببها عزف المواطن عن الذهاب الى صناديق الاقتراع ، مما أحرج الأحزاب السياسية كثيرا.

التحكم بالمفصل الأمني ، وتنظيف الأجهزة الأمنية من الشوائب التي عمل عليها الكاظمي في الفترة السابقة بمنح المناصب الى أشخاص غير مهنيين وغير كفوئين هو رافد آخر يصب في عملية بناء الدولة ، فضلاً عن صيانة المؤسسة العسكرية والحيلولة دون العبث بها من قبل القائمين عليها . كما أن تفعيل دور المفاصل الرقابية على عمل الوزارات والمؤسسات الحكومية سيبعث رسائل أطمئنان الى الشعب العراقي الذي لحقت بهِ الهزائم النفسية بسبب الأدارات الفاشلة السابقة .

سينجح مشروع السيد السوداني عندما يرى الشعب المستضعف بملفات الفساد وداعش والأحتلال الأمريكي والتركي ، ملتف حوله قيادته التي وضعت نصب عينيها مصلحة الشعب العراقي وجعلتها أولوية وطنية قصوى ، وخصوصاً عندما تكون هناك قرارات تمس حياة المواطن مثل خفض قيمة الدولار أمام العملة الوطنية  وبناء أقتصاد قوي يرتقي بشرائح المجتمع الذي تضرر كثيرا  .

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك