حازم أحمد فضالة ||
رصَدْنا ردود فعل انفعالية، كانت تمثل تداعيات قرار بعض كتل الإطار التنسيقي، الذي أعلنت به عدم انتخابها (د. برهم صالح)، رئيسًا للجمهورية بجلسة مجلس للنواب في: 13-تشرين الأول-2022؛ إذا رأى بعض المحللين والكُتَّاب والمدونين والإعلاميين… أنَّ الإطار التنسيقي كان يجب عليه بالإجماع انتخاب (د. برهم)! وأنَّ بارزاني نجح في شق الصف، بعملية مزدوِجة بين الإطار التنسيقي والاتحاد الوطني الكردستاني! وبين كتل الإطار التنسيقي وأحزابه نفسها! نعتقد أنَّ هذا الرأي ناتج بعد عملية رصد وتحليل تعاني من (مناطق عمياء)
من أجل ذلك نقدم هذه النقاط المختصرة؛ لبيان العملية والمعالجة:
1- إنَّ عملية (الرصد والتحليل) التي تُتَرجَم مخرجاتها مقالاتٍ ودراسات، تكون متصلة في قراءتها للأحداث، في سلسلة طويلة معقدة، أما القراءة اللحظية فلا عجب أن تكون انفعالية، ونتائجها صادمة لمن وضع مقدماتها التي بنى عليها نتائج مغايرة، فإذا بالنتيجة خلافًا لما كان يتوقع!
2- الرصد والتحليل لا تُقيِّده جغرافيا الحدث أو زمنه (محليًا)، فمن كان مقيدًا في جغرافيا معينة في الرصد؛ تكون مخرجاته غير دقيقة، مثل الذي يرى سطحًا أخضرَ في بقعة مربعة، فترجم رؤيته في مخرجات نهائية، لكن! لو وسَّع أفق رؤيته؛ لاكتشف أنه ينظر إلى جزء بسيط من أحد وجوه (مكعب روبيك - Rupik’s cube)، هذا المكعب الذي لكل وجه منه تسعة مربعات بألوان مختلفة، يمكن تنسيقها في معادلة خاصة.
3- أحيانًا المحلل والكاتب… لا يتعب نفسه في الرصد والتحليل، يقرأ حدثًا قراءةً انفعالية لحظية، فيصدِّر يأسه وانفعاله للجمهور في نتيجة نهائية، وهو مثل الذي يقف إزاء (مكعب روبيك - Rupik’s cube) في عملية تحدٍ لتنسيق وجوه المكعب، لكنه سرعان ما يمسك فرشاة، ويغمسها بالصبغ الأحمر؛ فيصبغ أحد وجوه المكعب بها مستغرقًا (ثانية واحدة) وقُضي الأمر!
4- إنَّ الذين يقيدون رصدهم جغرافيًا وزمنيًا، ويحللون لحظيًا، ويكتبون في القضايا الإقليمية والدولية؛ هؤلاء تكون لديهم (مناطق عمياء) في الرصد والتحليل (Blind spote)، وهي تشبه العيوب الموجودة في كاميرا المراقبة، أو مجال الرؤية البصري لسائق سيارة، فالمطلوب منهم معالجة هذه المناطق، لأنَّ مخرجاتهم لا تكون دقيقة! ونحن هنا نتكلم بالمعنى العلمي، أي: معالجة الجغرافيا والزمن في عملية الرصد والتحليل.
الخلاصة:
1- كانت خطوة الكتل والأحزاب في الإطار التنسيقي بعدم تجديد ولاية (د. برهم صالح)، في رئاسة الجمهورية؛ خطوة مدروسة ودقيقة وتناسب مسار المرحلة وعنوانها.
2- مرحلة بارزاني لا تؤهله لمركز اللاعب المقتدر المتحكم في المشهد، ولا تسمح له بالانتقال من (تحت المطرقة) إلى (القابض عليها)! لأنه الآن صار تحتها.
3- نحن لا نعتقد بارزاني أراد العبث في ملف انتخاب رئيس الجمهورية، بل خضع للمعادلات الجديدة وعنوان المرحلة من قصف الإمارات إلى مراكز الموساد إلى حرب روسيا - أوكرانيا (الغرب) وتداعياتها على ملف (مصادر الطاقة) صاحب الأولوية القصوى الأولى في العالم، وقدم تنازلًا منطقيًا على قاعدة (رابح - رابح) مع الاتحاد الوطني، وموقفه لا يسمح له أن يبتز الحكومة العراقية الاتحادية.
4- المطلوب من المحللين والكُتَّاب… معالجة (المنطقة العمياء) في الرصد والتحليل، ولا يقيدوا القراءة في الجغرافيا المحلية والزمن.
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha