المقالات

الحزم مطلوب..


المحامي عبد الحسين الظالمي

 

الدولة في كل شعوب العالم تتحمل جملة من المسؤوليات  ومن ابرز هذه الواجبات فرض الامن

والمحافظة على السلم الاهلي  من خلال تطبيق القانون وفرضه على الجميع  ولا يخلو دستور في العالم الا وشدد على هذا الواجب باعتبار ان مصالح الناس كثير ما تتقاطع وينتج عن هذا الاختلاف والتقاطع ان البعض يتجاوز حدود ما مسموحه به وفق القانون ولاسباب متعدده منها طمع او اختلاف سياسي او جشع  او نزعة  نفسيه للتمرد وحب الظهور او مجند بعلم وبدون علم لخلق الفوضى  او لكونه يعتقد ان الدولة لا تستطيع حمايته  فيقوم بحماية نفسه ومصالحة وجماعته لهذا كله اصبح فرض القانون

واجب الدولة وبما ان فرض القانون يحتاج الى قوة لذلك اصبحت  احد اهم واجبات القوى الامنية والتي اسست اصلا لهذا الغرض بمختلف تشكيلاتها  ليصبح وجودها بالشارع مبعث اطمئنان للمواطن الذي يرى في وجودها حماية حقوقه ومصالحه والطرف الوحيد الذي يرى في وجودها عدو له هو ذلك الذي ينوي خرق القانون والتجاوز على حرية الاخرين  وعلى مصالحهم او على المصلحة  العامة او عندما تسخدمها السلطة

المنحرفة خارج حدود اختصاصها كوسيلة قمع

ضد الشعوب ، اما في النظم الديمقراطية فاقوات الامن هي قوات لخدمة المجتمع من خلال حماية المصالح العامة والخاصة وبالتالي هي تمثل سيادة الدولة على اراضيها ونجاحها وقوتها تكمن في قدرتها على فرض الامن والاطمئنان

بالاساليب  القانونية َ اما ان تتحول قوات  الامن الى ( حديده ضد طنطل ) كما يقول المثل الدارج

فلا فائده ترجى من وجود هذا العدد الكبير من هذه القوات ، فاقوات حماية المنشاءات يعني واجبها من اسمها هو حماية المنشاءات والمؤسسات الحكومية والبنى التحتية للدولة  واي ا خلال بهذا الواجب هو مخالفة قانونية او ربما جريمة فكيف يسمح لحرق هذه المؤسسات

وما فائدة وجود مثل هذه الحمايات اذا ! ،

حماية الطرق ، حماية النفط ، حماية الطاقة

وووو وكل هذه تحرق وتقطع ويمنع الناس من الذهاب والاياب  بل وصل الامر الى قتل وضرب واهانة رجل الامن كل ذلك يجري ليس من اجل احترام الديمقراطية بل من اجل ان تبقى الفوضى الماء الذي تتحرك فيه اسماك المنحرفين والفسدة واعداء الشعب  وكل ذلك ناتج من سببين رئيسين :

الاول : هو عدم فهم البعض حدود اساليب التعبير مما جعل البعض يتجاوز هذه الحدود ويستخدم العنف بحجة ان الاحتجاج والتظاهر السلمي لا يجدي نفع   لذلك استطاع المندسين الولوج من هذه الثغرة  لتنفيذ مارب اسيادهم

لذلك شاعة ظاهرة الحرق وقطع الطرق والتجاوز على البيوت وكل من اسس لذلك يتحمل مسؤولية كل قطرة دم تسقط ومن اي جهة كان .

الثاني : تهاون الدولة في واجباتها من خلال عدم قدرتها على رسم الحدود الفاصلة لهذه الممارسات وفرضها على من يريد  ان يمارس حقه الدستوري لذلك اصبح الحرق وقطع الطرق

ورمي القوات الامنيه بالسلاح والصواريخ واستخدام المواد الممنوعة  شىء طبيعي خصوصا

وهو يرى القائد العام يصدر اوامر بتجريد قوى الامن من اي سلاح للدفاع عن الاهداف بل حتى من اجل الدفاع عن النفس  مع عدم قدرته على فرض الاسلوب الموازي لمنع الاخرين من استخدام السلاح ضد قوى الامن والحمايات

بل وصل الامر الى اصدار اوامر انسحاب

مما شجع الطرف المقابل ان يتمادى ويطور ادوات خروجه على القانون مما تسبب في زيادة ارقام الضحايا عند الطرفين والمعروف ان اساليب

الدفاع السلبي اتجاه الاخر تنتهي حين يبدء الاخر

باستخدام ادوات غير مسموح بها في التظاهر او الاحتجاج ( الملتوف او الات الجارحة او مواد حارقه ) فكيف اذا استخدم الرمانات اليدوية والصواريخ والقاذفات والكرات الزجاجيه ؟.

للاسف الشديد وصل الامر الى درجة ان قوى الامن الان لا تستطيع تنفيذ حتى امر القبض او منع التجاوز او مطاردة تجار مخدرات دون ان تنطي ضحايا والخطير في الموضوع ان هذا الخرق اخذ يتطور الى معارك بمختلف الاسلحة .

هيبة الدولة هي مصلحة عامة تسقط امامها كل الحقوق الفردية الاخرى  مهما كان المبرر

لان فرض القانون وتطبيقة حق عام لايمكن لرئيس الوزراء او وزير ان يتنازل عنه، حفظ الدماء

يكمن  في القدرة على منع الجميع من استخدام ما يخالف القانون في اي ممارسة شعبيه كانت او امنية وعدم الانجرار  مع ارادة من يريد اشاعة الفوضى بحجة الثورة او الانتفاضة او اصلاح

لان ذلك يعد سببا مباشرا لانحراف الامور نحوى الفوضى وهذه تعد افضل فرص الاعداء والفاسدين لتحقيق غاياتهم لذلك يعد

فرز  الخيط الابيض من الاسود و ما هو مسموح وماهو غير مسموح من اوجب واجبات الدولة في هذا الملف  متى يكون واجبها حماية الحق  ومتى يكون واجبها الردع واتخاذ اسلوب الحزم وعدم التساهل في فرض القانون لان خلاف ذلك سوف يودي الى الفوضى عاجلا ام اجلا   وسوف تكون الضحايا اكثر واكبر كما ان ذلك يعد من الواجبات  الشرعية والوطنية على النخب الوطنية بمختلف توجهاتها  من خلال التوعية وعدم الانجرار وتشجيع ماهو خارج اطر القانون .لان النار اذا اشتعلت سوف تحرق الكل فهي لاتعرف

الأخضر من اليابس خصوصا مع وجود من يسكب عليها الزيت .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك