المقالات

التجربة السياسية العراقية بعد سقوط النظام البعثي؛  فشل، أم نجاح ؟!

1478 2022-09-21

قاسم سلمان العبودي ||

 

تُعد التجربة السياسية العراقية بعد سقوط النظام السابق عام 2003 تجربة  قاسية جدا على أبناء الشعب العراقي ، الذي فُرض عليه التغيير خارجياً  . أن الديمقراطية التي جاءت مع المحتل الامريكي ، عقب النظام البعثي القمعي ، أربكت البنى الأجتماعية التي تعود المواطن عليها في ظل نظام شمولي لا يعترف بالحدود الدنيا لحق المواطنة . لذا كانت الطبقة السياسية التي رافقت المحتل بأسقاط النظام ، ومن ثم التأسيس لدولة عراقية جديدة ، أصطدم مع كثير من العقبات وكان أولها التدخل الأقليمي العربي الذي لم يَرق لهُ نجاح التجربة العراقية في بناء دولة وفق أسس ديموقراطية سليمة .

لذلك دفع أبناء ألشعب العراقي انهاراً من الدماء من أجل تجربة سياسية فرضت عليهم بقوة السلاح  . فقد هدم المحتل الامريكي الدولة بكل مرتكزاتها لأجل أجندة عمل عليها بدقة كبيرة  .

أبتدأت العملية السياسية العراقية وفق أُطر نجاح واضح والدليل على ذلك ، كتابة الدستور ، والنهوض بالأقتصاد ، فضلاً عن التداول السلمي للسلطة حتى أنتهاء ولاية رئيس الوزراء حيدر العبادي .

لكن تم أفشال التجربة السياسية العراقية من خلال بعض الأطراف الداخلية المرتبطة بالخارج ، وخصوصا المحور الخليجي الذي لم يَرق له نجاح العراق من خلال المنظومة الديمقراطية الفتية ، التي كشفت عوراتهم بالهيمنة على السلطة وجعلها ممالك عائلية بحماية أجنبية .

غياب القائد المحنك ، وضياع البوصلة السياسية  ، فضلاً عن المحاصصة المقيتة ، وتدخل المحتل الامريكي في كل شاردة وواردة ، كلها أدوات ساهمت بأفشال العملية السياسية في العراق  . المغانم الكبيرة والأستحواذ على المال العام في ظل غياب للأجهزة الرقابية هو الآخر ( جرأ  )  بعض القوى السياسية بالتجاوز الكبير على الدستور الذي غابت مددهِ الدستورية تحت مسميات مختلفة  .

كثير من القوى السياسية الشيعية لا زالت تستشعر خندق المعارضة الذي زال بزوال النظام البعثي ، ولم ترتقي الى مستوى رجال دولة وهذا أنعكس سلباً على أدائهم السياسي في أدارة الأزمات التي حاقت بالعملية السياسية بل أوصلتها الى الأختناق  . الأخوة الكورد يعملون على بناء دولة قادمة بكثير من المشاكسات السياسية ، والأخوة السنة يحاولون أرجاع فردوسهم المفقود ، عبر تحالفات أقل ما فيها أنها شقت البيت الشيعي نصفين ، وأستضعفتهم .

اليوم لازال هناك فسحة زمن من الممكن أن تتخذ القوى السياسية من خلاله مجموعة قرارات ربما تعيد العملية السياسية الى جادة الطريق والنجاح ، برغم الثمن الباهض الذي ستقدمهُ في مسار التصحيح  . أعادة الثقة بين الشعب العراقي وبين قادته يجب أن تكون بالمقام الاول ، عبر تقديم الخدمات والأمن ، والنهوض الشامل بالأقتصاد الذي يقف على حافة الأنهيار  ، ورفع الحيف والغبن ، وأزالة الفوارق الطبقية التي جاءت من تهميش قطاعات كبيرة من الشعب بسبب القرارات الأقتصادية الغير مدروسة  ، والتي اصبحت مشاكل أجتماعية كبيرة .

 

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك