المقالات

التجربة السياسية العراقية بعد سقوط النظام البعثي؛  فشل، أم نجاح ؟!

1300 2022-09-21

قاسم سلمان العبودي ||

 

تُعد التجربة السياسية العراقية بعد سقوط النظام السابق عام 2003 تجربة  قاسية جدا على أبناء الشعب العراقي ، الذي فُرض عليه التغيير خارجياً  . أن الديمقراطية التي جاءت مع المحتل الامريكي ، عقب النظام البعثي القمعي ، أربكت البنى الأجتماعية التي تعود المواطن عليها في ظل نظام شمولي لا يعترف بالحدود الدنيا لحق المواطنة . لذا كانت الطبقة السياسية التي رافقت المحتل بأسقاط النظام ، ومن ثم التأسيس لدولة عراقية جديدة ، أصطدم مع كثير من العقبات وكان أولها التدخل الأقليمي العربي الذي لم يَرق لهُ نجاح التجربة العراقية في بناء دولة وفق أسس ديموقراطية سليمة .

لذلك دفع أبناء ألشعب العراقي انهاراً من الدماء من أجل تجربة سياسية فرضت عليهم بقوة السلاح  . فقد هدم المحتل الامريكي الدولة بكل مرتكزاتها لأجل أجندة عمل عليها بدقة كبيرة  .

أبتدأت العملية السياسية العراقية وفق أُطر نجاح واضح والدليل على ذلك ، كتابة الدستور ، والنهوض بالأقتصاد ، فضلاً عن التداول السلمي للسلطة حتى أنتهاء ولاية رئيس الوزراء حيدر العبادي .

لكن تم أفشال التجربة السياسية العراقية من خلال بعض الأطراف الداخلية المرتبطة بالخارج ، وخصوصا المحور الخليجي الذي لم يَرق له نجاح العراق من خلال المنظومة الديمقراطية الفتية ، التي كشفت عوراتهم بالهيمنة على السلطة وجعلها ممالك عائلية بحماية أجنبية .

غياب القائد المحنك ، وضياع البوصلة السياسية  ، فضلاً عن المحاصصة المقيتة ، وتدخل المحتل الامريكي في كل شاردة وواردة ، كلها أدوات ساهمت بأفشال العملية السياسية في العراق  . المغانم الكبيرة والأستحواذ على المال العام في ظل غياب للأجهزة الرقابية هو الآخر ( جرأ  )  بعض القوى السياسية بالتجاوز الكبير على الدستور الذي غابت مددهِ الدستورية تحت مسميات مختلفة  .

كثير من القوى السياسية الشيعية لا زالت تستشعر خندق المعارضة الذي زال بزوال النظام البعثي ، ولم ترتقي الى مستوى رجال دولة وهذا أنعكس سلباً على أدائهم السياسي في أدارة الأزمات التي حاقت بالعملية السياسية بل أوصلتها الى الأختناق  . الأخوة الكورد يعملون على بناء دولة قادمة بكثير من المشاكسات السياسية ، والأخوة السنة يحاولون أرجاع فردوسهم المفقود ، عبر تحالفات أقل ما فيها أنها شقت البيت الشيعي نصفين ، وأستضعفتهم .

اليوم لازال هناك فسحة زمن من الممكن أن تتخذ القوى السياسية من خلاله مجموعة قرارات ربما تعيد العملية السياسية الى جادة الطريق والنجاح ، برغم الثمن الباهض الذي ستقدمهُ في مسار التصحيح  . أعادة الثقة بين الشعب العراقي وبين قادته يجب أن تكون بالمقام الاول ، عبر تقديم الخدمات والأمن ، والنهوض الشامل بالأقتصاد الذي يقف على حافة الأنهيار  ، ورفع الحيف والغبن ، وأزالة الفوارق الطبقية التي جاءت من تهميش قطاعات كبيرة من الشعب بسبب القرارات الأقتصادية الغير مدروسة  ، والتي اصبحت مشاكل أجتماعية كبيرة .

 

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك