المقالات

البعد السياسي في زيارة الاربعين الحسينية   

1250 2022-09-14

قاسم سلمان العبودي ||   لزيارة الأربعين الحسينية خصوصية مطلقة في أدبيات الأئمة سلام الله عليهم ، والحث عليها ، بل بالغوا في وصف الأثر المترتب على قاصد كربلاء . لذلك نعتقد بان لهذه الزيارة أكثر من بعد موضوعي ، و على الأمة الاسلامية  أن تغوص في واقعة الطف الأليمة في بعدها المادي والروحي.  نرى أن البعد السياسي هو جذوة الفكرة الحسينية ، وهو قطب الرحى في تلك الثورة الكبرى الخالدة . أن محاربة الطواغيت على مر التأريخ لكربلاء وثورتها ، لهو دليل على أن تلك البقعة التي تشرفت بالحسين الرمز ، لها دور كبير في أسقاط عروش كبيرة في حال أُستغلت أستغلالً جيداً في زرع روح الثورة في نفوس الزائرين . نعتبر أن الحسين صاحب نظرية الأصلاح العملي ، قد ترجم الواقع الإصلاحي ضد سياسات حكام الجور  ، وعلى الأمة السير باتجاه سلوك ذلك الأمام الهمام الذي أرسى الثوابت الأسلامية الحقة والتي غيرت مجرى التأريخ .  نعتقد أننا لم نستغل هذه المناسبة العظيمة ، زيارة الأربعين أستغلالً صحيح بنشر الوعي عبر تثقيف الأمة وتنشيط دورها بالتصدي للأنحراف عبر وسائل الاتصال الجماهيري المباشر من خلال أقامة ندوات وورش فكرية وثقافية للزائرين في مواكب تخصصية لهذا الغرض  . بجانب المواكب الخدمية المباركة التي تقدم للقادمين الى كربلاء ما لذ وطاب ، كان يجب على مراكز الفكر والدراسات أن تنتدب أساتذة أكفاء لبيان الدور الحسيني في تغيير مفهوم العمل السياسي الحسيني  . أن الأعداد الكبيرة التي تقصد كربلاء تعتبر مادة أساس في أحداث التغييرات السياسية الكبيرة في مفهوم الأمة ، وخصوصاً أن القادمين من خارج العراق عدداً لايستهان به فضلاً عن العراقيين القادمين من مختلف المحافظات العراقية ، لذا نرى من الضروري أن تتشكل لجان من مختلف البلدان الأسلامية لوضع مناهج جديدة في الأبعاد الاستراتيجية المختلفة للنهضة الحسينية ، فضلاً عن أقامة النشاطات الثقافية والاجتماعية في طريق كربلاء الحسين وبأشراف وأشراك المؤسسات الحكومية والمراكز البحثية .  نعتقد أن الوقت قد حان لأخراج الثورة الحسينية من الجغرافية المحدودة  ، الى مفهومها الشامل  ، الى العالمية عبر تلك اللجان المشتركة مع بعض الدول الأسلامية وعلى رأسها الجمهورية الاسلامية الايرانية ، وباقي البلدان الاسلامية الأخرى .  بدأ العالم ينظر الى واقعة الطف ويتحسس الحاجة الى منهجية تلك الثورة والذهاب بها الى كل مستضعف ، وبذلك نكون قد حققنا بعض الأهداف الحسينية من جهة ، ومن جهة أخرى نكون قد رسمنا ملامح المرحلة القادمة والتي نطمح بأن نكون جزءا مهماً من عملية التمهيد للتغيير القادم بأذنه تعالى  . نعتقد أعتقاداً جازماً أن على عاتق العراقيين والأيرانيين تقع مهمة النهوض السياسي لمبادئ الثورة الحسينية الكبرى ، الممهدة لدولة العدل الألهي . أن العبور بالمفهوم الحسيني من القطرية الى العالمية يرتكز على مفهوم بناء الذات الحسيني أولاً ومن ثم الذهاب للتعريف بأهداف الثورة الحسينية من خلال صناعة فكر حسيني عابر للآخرين وفق صياغات أسلامية حقة تتناغم والتطور الهائل الذي وصلت له البشرية .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك