المقالات

نجوم السماء...!

1646 2022-09-08

كندي الزهيري ||    ليس معيبا أن نرجع بذكرياتنا لكي نمضي قدما في حياتنا، إلى تلك الأيام التي شخصت فيها الأبصار، التي تبقى حبيسة عقلنا الذي يرفض إطلاقها أو التخلص منها بسهولة، فالذكرى بلسم النفس وترياق الحياة القاسية التي مر بها هذا الشعب، لا أدري أن كانت الآلام وجروح تعد ماضيا جميلا عند الشعب، أم درسا لا ينسى!، أهي زادا لا ينضب... أم شيء آخر؟، ها نحن لا زلنا نسعى لمعرفة الإجابة. مرت على الشعب العراقي أيام مظلمة، وهي تشبه في عتمتها ظلام الليل وأشد، لكن هذا الظلام يناير بنجومه، وبذلك الشق الأخضر الجميل، أتساءل عن مصدر هذا التوهج الأخاذ!، هل هو انعكاس لنفوس البسطاء الذين يحبون يحيون بالخير والأمل؟. أو أن ذلك الضوء المنبعث قادم من تلك الأرواح الطاهرة التي ضحت لأجلنا. جميلة هي المياه لونها سر الحياة... ورائعة دورتها في الطبيعة، فمرة تكون بحارا... وتارة سحابا... حتى تنزل قطرات باردة، لتمتزج بعضها ببعض، وتكون انهارا، وهكذا هم الشهداء... نحيا ونكبر بفضلهم، بتوجيهاتهم بتضحياتهم بإخلاصهم بوفائهم، ويمطرون سيوف أعدائنا بقطرات دمائهم الزاكية ... لتكون انهارا تغرقهم، وتسقي مروج قضيتنا، لتنبت أمانا. إن نجوم الشهداء في السماء تلمع بشدة، تلمع دائما بانتظام متواصل، لا أحد يجرؤ على الاقتراب منها، أو طمر ذكراهم، أو نكران فضلهم، وستبقى ذكراهم تلمع هكذا دائما، أن تصرفات الشهداء تشبه النجوم شبها كبيرا، ليس في السرعة، لكن وحيث إنه لا قدرة لأحد على تغير مجريات حقيقتهم. يذكر بان أحدهم قال ذات مرة؛ إن دروب الشهداء وهم يعيشون حياتهم، لا تأتي مصادفة، بل ما يواجههم محتما ومقدرا، لكونهم شملوا بألطف الأهي العظيم، هذا يعني أن لقاءهم في ذلك اليوم، ونيلهم للشهادة في ذلك المكان كان أمرا بعيدا عن المصادفة بل هي رحمة أخصهم الله بها من دون عباده الآخرين، فحين تلاقت دروبهم في حلكة ذلك الظلام، لمعت هناك مثل النجم أرواحهم الطاهرة، كانت أجمل لحظات لهم وهي لحظة يستحيل أن نفهمها إلا إذا سرنا بدرب العشق كما ساروا هم. إن أحد الدروس لمهمة التي يعلمنا إياها الشهداء في هذه حياة، الطبيعة النبيلة لنكران الذات، فعندما يضع الشهيد جميع أولوياته  جانبا، ويفضل الآخرون على نفسه وراحته وعلى رغباته، تاركا عائلته وبيته وماله خلف ظهره من أجل الحرية والكرامة، سوف نسمو وتكبر قيمتنا بين الأمم، ونرى أن الشهداء يفعلون ذلك صادقا ورائعون حقا، ليتنا لو درسنا ذلك للأجيال، حتى يبقون أعزاء شامخين بين الأمم كشموخ الجبال الرواسي، وهذا ما تؤكد عليه المرجعية العليا من الضروري أخذا  والتمسك بما جاء به الشهداء حتى نعيش أحرارا...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك