المقالات

لم يعُدْ اهلنا يخافون علينا في الغربة، نحنُ نخاف عليهم في الوطن .


د. جواد الهنداوي ||

 

سفير سابق / رئيس المركز العربي الاوربي  للسياسات و تعزيز القدرات /بروكسل

             

                  العنوان مُقتبسْ من رسالة مُغترب الى اهله في العراق . ويجسّدُ بحق واقع حال وشعور متبادل بين المُغترب و ذويه و ابناء شعبه ، ويبدوا أنَّ هذا الحال وهذا الشعور بالخوف ، والذي صاحبنا في زمن الدكتاتورية و الحروب و الحصار ، يصاحبنا الآن ونحن في عهد يدّعي الديمقراطية و الدستور وتعّدد الاحزاب وتداول السلطة والحريات ، الامر الذي يستدعي التوقف و الاستفهام ؟

             نتوقف ونتساءل هل هذا ما كُنّا ننتظره ونتمناه

من النظام الديمقراطي ؟ وهل نظامنا السياسي ديمقراطي ؟ وهل الفوضى و الفساد المالي و الادراي ( وحسب آخر كشف رسمي وردَ في رسالة السيد وزير المالية وصاحبَ استقالته ) تعني الديمقراطية ؟

        بعد مايقارب عقديّن من الزمن على تطبيق النظام السياسي ، والذي وُلِدَ من رحمْ الدستور ،  اصبحت الاحزاب السياسيّة تعملُ ،ليس في اجواء " عدم ثقة " ، وانما في اجواء يسودها التهديد و العداء ، بعضها يرفض الحوار ، واخرى تشارك من اجل الحضور ويائسة من الوصول الى حل ، والشارع ، وليس السلطات و ارادة فرض الامن ، هو سيد الموقف والقرار .

      الموقف والمشهد في حالة استعصاء ، و الارادة المنقسمة للشارع ،والمتمثلّة في تظاهرات و اعتصامات وتهديد هي السائدة و الحاكمة ، والوطن الدولة بمكانتها وهيبتها ، والمواطن برزقه وأمنه ،هم المتضررين من الواقع و والمشهد .

       لا أحدَ ينكر حقيقة ،الا وهي انحسار التدخل العربي و الاقليمي والدولي ،في احداث المشهد السياسي الحالي في العراق ، لا امريكا و لا ايران و لا غيرهما ،لهم ترف الانغماس في الشأن العراقي المستعصي ، والذي اصبح " كيساً من الفحم " تتسّخ اليد عند ملامسته . أصبحَ عدم استقرار العراق وخطر انزلاقه ( لا سامح الله) نحو حرب اهلية يهدد الامن النفطي لامريكا وللغرب ،ويهدد الامن القومي لايران . وكلا البلدان يترددان في فرض حلْ ، لا يوّدُ ايران سماعها هتافات " ايران برّه برّه " ، ولا تريد امريكا التدخل و وضع العراق في هذه الدرجة من الانقسام والانعدام السلطوي . وربما دولة عظمى اخرى متكفلّة الآن في أمر العراق ، وتتابع عن قرب وبتنسيق مجريات الاحداث والامور ، وسيكون تدخلها في الوقت المناسب ،وتحت شعار منع البلد من الانزلاق نحو حرب اهلية .

      استمرار التيار في المقاطعة وتعطيل عمل مجلس النواب ، وتهديده بالتصعيد ، و رفضه الحوار ، وترّدد الاطار في تشكيل حكومة مؤقتة لاخذ زمام الامور و فرض سلطة القانون ،جميع هذه المواقف تثير ريبة وشكوك المواطن بقدرة الاطار والتيار والحكومة ؛ جميعهم عاجزون او لايريدون ايجاد حلْ او حسم الموقف ، كل طرف يخشى من الاقدام وكأنه في وجلٍ او في حذرٍ من شئ او اشياء …

   لاذَ المواطن بالصبر وقادر على تحمّل الصبر ، ولكن المواطن يخشى من امرٍ لا يُحمدْ عقباه…

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك