المقالات

الشباب العراقي بين الواقع والطموح


  عبد الرحمن المالكي||   الشباب هم الطاقة البشرية الكامنة والاحتياط المكنون وشريان الأمة النابض بالحيوية والطموح والأمل, في تغيير الواقع نحو مستقبل أفضل, وتفتخر الشعوب بنسبة الشباب العالية في تركيبة سكانها, لانهم الفئة التي يقع على عاتقها النهوض في تنفيذ الخطط التنموية للبلاد, وتتشابه احتياجات الشباب في كل بقاع الأرض, أيضاً تختلف الحكومات حسب نوع السياسات التي تتخذها في معالجة قضايا الشباب. ان استثمار طاقة الشباب في عملية البناء والأعمار يكون على شكلين: أولاً: الاستثمار السلبي, يقوم على هدر هذه طاقة الشباب فتصبح معطلة دون الاستفادة من قدراتها وإمكانياتها الكامنة وتتحول خطراً على الأمة وتصبح فيما بعد من الأسباب الرئيسية في تحطيم عجلة الاقتصاد وعدم الاستقرار والأمني وتصيب جراء ذلك جميع مرافق الحياة الأخرى بالشلل التام إذا لم تتداركها حركات الاصلاح لتوفير الخدمات اللازمة لها ومعالجة الواقع وإصلاح منظومة القيم. ثانياً: الاستثمار الإيجابي, لشريحة الشباب والتعامل معهم باعتبارهم هم المحور الأساسي وعصب الامة في عجلة التنمية المستدامة للشعوب وذلك من خلال مخرجات تنموية بشرية صحيحة فتصبح الرافد الأساسي، والطاقة المحركة التي تتمتع بالقدرة على الأعمار والبناء والتقدم في كافة مجالات الحياة فتنهض بها الشعوب وينتعش بها الاقتصاد وينتشر الأمن والأمان والاستقرار، فترتقي البلدان بسواعد شبابها وعقولهم وذلك من خلال توظيف طموحاتهم المستقبلية وقدراتهم على التحدي في مواجهة الصعاب في عملية البناء والأعمار. العراق وعلى مدى عقود من الزمن ونتيجة العديد من الظروف ومنها السياسية المعقدة على وجه الخصوص يتعامل مع الشباب من خلال الشكل الأول في هدر هذه الطاقة ويعتبر العراق على وجه الخصوص ولعقود من الزمن قوة طاردة للكفاءات وللشباب ولم يضع خطط فعلية للاستفادة من قدراتهم في التنمية لذلك يعتبر من الدول التي لم تعرف الاستثمار في الطاقة البشرية بل استثمرها النظام السابق وعلى مدى عقود فقط في الحروب وساحات القتال فضلاً عن الرواتب القليلة في ذلك الزمن مما جعلهم يعملون كاسبين, بدل من مختصين في مجال معيين. وكذلك لم يستفيد العراق من تجارب الدول الأخرى التي لها تجارب إيجابية رائدة وشهدت واقع متشابه لما مر به العراق من أزمات اقتصادية وسياسية وحروب، ولكن استطاعت هذه البلدان أن تتجاوز كل الصعاب والعراقيل وأصبحت تجربتها من التجارب العالمية الرائدة في استثمار الطاقة البشرية وفي الشباب بشكل خاص، مما أدى الى تطور خطط التنمية فيها وأصبحت لها مكانة متقدمة بعدما خرجت من حروب طاحنة ولسنوات عديدة أنهكتها اقتصادياً وجعلتها تعاني العديد من الأزمات الاقتصادية وتحولت فيما بعد من التي لها تأثير كبير في الاقتصاد العالمي والقرار الدولي والتجمعات الاقتصادية الدولية المؤثرة عالمياً وذلك بفعل سياساتها الناجحة في معالجة قضايا الشباب.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك