المقالات

إصلاح أم انقلاب ؟!

1966 2022-07-31

فهد الجبوري ||

 

ما يجري في العراق هو انقلاب على الشرعية ، وعلى العملية الديمقراطية ، وعلى الدستور ، ولا علاقة له بما يطلق عليه البعض بالثورة على الفساد ، والفاسدين .

ما يحدث ليس أمرا عفويا حتى نحسن الظن بمن يقف وراء هذا التصعيد الخطير الذي يهدد السلم المجتمعي ، وينذر بعواقب خطيرة قد تنسف العملية السياسية برمتها ، ويسفر  لا سامح الله عن صراع دموي وحرب داخلية .

من يراقب تطورات الأحداث ومسارها منذ انسحاب التيار الصدري من العملية السياسية ، واستقالة نوابه من مجلس النواب يجد بسهولة أن هناك مخطط مرسوم بعناية هدفه واضح وهو الانقلاب على الشرعية ومسك السلطة تحت يافطة الإصلاح ومحاربة المفسدين .

لقد انسحب الصدريون بمحض ارادتهم بعد أن فشلوا في محاولتهم لتحقيق النصاب المطلوب لانتخاب رئيس الجمهورية ، وقد حاول الإطار التنسيقي ثنيهم عن هذا القرار ، وإقناعهم بالعدول عنه حفاظا على سلامة وسلاسة العملية الديمقراطية ، وتفادي استمرار الانسداد السياسي الذي يضر بمصالح الشعب ، ويعرض أمنه واستقراره للخطر .

إن معظم القوى السياسية مقتنعة أن السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة السياسية الراهنة هو الاحتكام الى الدستور ، والتقيد باحكامه ، وقد ظهر ذلك جليا في البيانات التي صدرت عنها والتي أكدت على ضرورة انهاء التصعيد ، واعتماد لغة الحوار ، وتغليب المنطق والعقل على النزعات الفردية التحريضية وعدم الانجرار الى الفتنه والصراع الداخلي .

الهجوم على مؤسسات الدولة بالطريقة التي حصلت ، وتهديد السلطة القضائية ، والاعتداء على مقرات الأحزاب تطور خطير جدا ، وعلى السلطات الثلاث اتخاذ الموقف الصحيح الذي ينسجم مع الدستور ، ومع الإجراءات القانونية التي تحرم استخدام العنف ، ومحاسبة كل من يحاول تعكير صفو الأمن والاستقرار لابناء الشعب العراقي .

إن الغالبية العظمى من الشعب ترفض أساليب الفرض والإكراه ، ولا تقبل أن يفرض فصيل سياسي واحد آرائه وموافقه على الآخرين ، ويتصرف تحت عنوان الوصي والقيم على شؤون البلد ، ويعرض نفسه المصلح الأوحد ، ويسيق الاتهامات للآخرين بالفساد والتبعية ، وهو بهذا الأسلوب يضع نفسه فوق الشبهات في الوقت الذي هو مازال يستحوذ على حصة كبيرة من المواقع المهمة في الدولة .

الفرصة ما زالت سانحة لتفادي التصعيد ، وعلى جميع القوى السياسية اتخاذ الموقف الوطني الصحيح ، المنسجم مع الدستور ، ونأمل أن يستجيب الطرف الآخر الى نداءات التهدئة والحوار التي صدرت عن معظم القوى السياسية في البلد وفي مقدمتها قوى الإطار التنسيقي التي أكدت موقفها واضحا وصريحا أنها لا تريد التصعيد ، بل هي مستعدة للحوار والتفاهم على موقف وطني مشترك يكون فاتحة خير على الوطن وعلى الشعب العراقي ، ويحقق له الأمن والاستقرار والطمأنينة .

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك