كوثر العزاوي ||
هفيفُ نسائمَ عاطرة قطَعت عليّ خلوتي، مرّت على خاطري بشميم عبق عاشوراء كأنها رائحة الشهداء
تشير بلغزٍ لم افهمهُ! ترى ماذا هناك!! هنيهة وفهمت..أنّ الذكرى على الأبواب، ذكرى عروج ثلة منسِيَة من شهداء العقيدة في درب الجهاد!
هممتُ أن اكتب بضع سطور تصف عظيم لوعتي بكم وحاجتي إليكم أخوتي الشهداء، ياوصفَ قافلة العشق التي تحكي تفاصيل الطهر في حياةٍ وقسماتٍ ونوادر وبطولات، ولو توقّفتُ أمام أنّاتٍ وعبراتٍ وتهجّداتٍ ومحاريبَ
تَنعاكُم أوان الصلوات، لسجدَ القلم
وخشعتِ الكلمات، لحكايةٍ بعمر شمعة فانطفأت، لكنها أوقدت جذوة اليقظة في نفوسٍ مازالت متوهّجة،
وإن لم ترُق لأيٍّ كان، لكنها تبقى
قناديلَ تنيرُ طريق العشق بحكايا نجومٍ زيَّنَت سماء المجد، فلم تغرّهم الدنيا ببريق زينتها، بل أعرضوا وهم عاشقين خطّ الشهادة ودرب الجهاد، فتنافسوا على حب الحسين وراهنوا على لقائه، في حقبة سُجِّرَت فيها نار نمرود العراق واستَعرَت فاغرة فاهَها،
فأقدَموا صناديدَ كسرت جبروتَ جلّادها، وامتشَقت حسام الكرامة، محبِطةً أحدوثة الظالم على مرّ الزمن، فاعتلَت هاماتهم مقاصلَ الطغاة، لتتحوّل إلى قممٍ للمجد،
فكلما تمر ذكراهمُ، تراها تنفث براكينها في الروح، تغتال كل صمت يتبختر على جراحاتنا التي لم تطيب ولن..وفي كل يوم تعزف ترنيمة الصبر على وَتر الإباء، لاتليق الا بأرواح عانقت العلياء في ليالي الشجن المريرة!! نبضات القلب تردّد باسمكم كلّ صباح، مع كل سطر من دعاء العهد المتجدد مع بقية الله، ليمثُلَ طيفُكم معانقًا عبارة
{فاخرجني من قبري مؤتزرًا كفني شاهرّا سيفي مجرّدا قناتي ملبيًا دعوة الداعي...}
فتسرح مخيّلتي في عالَمِكم الموسوم ب-{مفقود الأثر، مجهول الذّكر والقبر} حينئذٍ يتجدّد الأمل مع العهد، واليقين مع الشكر والحمد، أملًا برجعتكم يومئذ مع القائد الأقدس"عجل الله فرجه" والى ذلك اليوم، يبقى الحديث عنكم صَامِت خجول، يُوقِظُ مَارِد الغيرة فِي نفوسِ المخلصين، عبر فوّهات قلائلَ الأقلام؟!!! وليست الثكلى كالمُستأْجَرَة!! لأنّ سلعة الله غالية الثمن أوّلها التّرفّع عن دنيا العَفَن!
ومن هنا..أُراهنُ وكلّي يقين.."أنّ جَميع الذين وَقَعوا في حُبّ السَماء إرتقُوا شهداء"!!
٢٧-ذوالحجة١٤٤٣هج
٢٧-٧-٢٠٢٢م