المقالات

من يمسك عصا الطبال ؟!


لمى يعرب محمد ||

 

أداة لا تحتاج إلى توضيح مفصل، دوي صوته وصداه يرشد الأعمى والبصير، رفيق الحزن والفرح للإنسان، يقرع بجلده الأزمنة والعصور، القلاع والقصور، عصاه المميزة مزيج كيمائي تأخذ من البشاعة شيئا ومن اللطافة شيء، يتأرجح بين السلم والعنف والأصل هو العنف والسلم هو الاستثناء غير الموجود، يد العصا تحسن تدبير النزاعات، وتعلن رقصة الشياطين والوحوش، تتحكم بمسمى الحرية الجميلة تارة، وبمكابس الكيبورد تارة أخرى، تحرك ثورة وتحمل أعلاما مزيفة، تقص حكاية الدولة بلغة الخفافيش الغابرة والعمة أمريكا تعزف الحان الردح العالي بأنامل ذهبية!!..

لحنها المتدني يخرق أسماع الكبير والصغير، ألوان مختلفة وأهواء عديدة، أخذنا بحصادها منذ عام 2003 عندما بدأت الدولة العراقية بالتقهقر تدريجيا امنيا واقتصاديا وسياسيا وسياديا، أصبح الوطن كلمة ورقية تترجم لكل لغات العالم إلا لغة الضمير، التي هي بعيدة عن سلوك الحكام والمسؤولين، من يتابع العواجل والأخبار الدسمة للبلد يعلم علم اليقين أننا تحت سطوة عصا الطبال.

من المعروف و الطبيعي أن وظيفة  الحاكم هي حماية الناس وأعراضهم ودمائهم وأموالهم وتوفير حياة رغيدة لهم، وهدفه الوحيد الذي يسعى لأجله هو تكوين حكومة تتجه بالمسار الصحيح وفرض قوة وهيبة الدولة، وتنفيذ القانون والابتعاد عن كل فوضى وضعف والسعي لوضع حلول حقيقية لمعضلات البلد.

نحن نسمع غالبا ما يتباهى معظم الحكام والسياسيين باستحداث نظام الديمقراطية لدينا بعدما كان العراق يعاني من ويلات الحكم الديكتاتوري لسنوات طويلة، ومع هذا التباهي إن الواقع يقول عكس ما يفخرون به، صناعة الفوضى والتشويه السياسي المستمر الذي يحصل دائما سبب إعاقة الحكومة وهزالتها وإصابة البرلمان بالشلل وجعله يعجز عن اتخاذ أي قرار  جوهري، وأصبحت الأزمات السياسية التي تتصاعد يوما بعد يوم من أهم أهداف الطبال.

ومن اجل ما تقدم...

الطبل وعصاه ويده أبطال الحقيقة والواقع، ولكن يا ترى من الذي يمسك عصا الطبال!!؟.. ومن يملك أدوات القوة والقدرة على إدارة كل ملفات العراق الداخلية والخارجية؟.. ليس من السهل الإجابة على هذه الأسئلة، خصوصا عندما يكون المبتغى الرئيسي إضعاف المواطن، و فقدان تماسكه بدولته وتحويله إلى حطام بالية، وتمزيق كل صلة تربط المواطن بالدولة ومؤسساتها سيكون عندها القرع على الطبل بأيقاعات مختلفة ومستمرة حسب ماتتطلبه المصلحة ..

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك