علاء طه الكعبي ||
ماذا كان ينتظر المواطن الشيعي من سياسيه اولا؟ وحكومته ثانيا؟ الاعمار، الصحة، الخدمات العامة،وو..!
ولو حصل على كل هذه، هل سيرضى؟ هل هناك علماء نفس واجتماع، يطرح لنا بواقعية عن طبيعة المجتمع العراقي عامة، والشيعي بالخصوص؟ وكيف يفكر؟، هل هو بسيط ورغباته محدودة؟، ام انه مزاجي، ورغباته لا تنتهي، هل سنرجع إلى المقولة: أن رغبات الناس غاية لا تدرك.
بعد ما عاناه الشيعة من الحكومات ما قبل 2003, من اضطهاد، وحروب، وحصار نفسي ومادي، ثم جاءت اللحظة التي تخلص الشعب من تلك الحكومات الظالمة لاهلها، وتوقع الشيعة بأن حياتهم اليومية سوف تتحسن وان الحرية التي لا يُعرف معناها الى الآن قد تحققت.
السبب الرئيس للاخفاقات السياسية في العراق ترجع الى بداية التأسيس، والتي تبناها الحاكم المدني بريمر لنتعرف على اهم تلك التأسيسات والاعراف بشكل مبسط، ومختصر، والتي اصدرها بريمر وكان قاصدا لها ويعلم بنتائجها،:
اولا، حل الجيش العراقي، وكلنا نعرف القيادات الامامية فيه هم من المكون السني، وتحويل مثل هكذا قيادات إلى التقاعد جعلهم يذهبون إلى تنظيمات أخرى بحجة الانتقام وبحجة مقاومة المحتل فتحولوا إلى تنظيم القاعدة، وجيش المجاهدين، ووو، ومنصات وقنوات فضائية تهاجم ليل نهار الحكومة، دون ان تمس بقية الرئاستين، والسبب هو الحكم الشيعي.
ثانيا، العرف السياسي بإعطاء رئاسة الجمهورية للمكون الكردي، ورئاسة البرلمان للمكون السني، ورئاسة الحكومة للمكون الشيعي، وهو تقسيم طائفي محاصصاتي، وبالنتيجة انتقل إلى الوزارات والمدراء العامين، والهيئات، على نفس التقسيم، وهو باب من ابواب الفساد الاداري والمالي.
ثالثا، التصويت على دستور غير مكتمل، واغلب فقراته، ويشرع بقانون.
رابعا، فتح باب الحريات على مصراعيه، المسموع، والمرئي، والمقروء، وهذه الحرية غير المقيدة اباحت كل شئ، وهو اشبه بنقل شخص من البداوة إلى المدينة.
خامسا، الانتقال من الدكتاتورية مباشرة إلى الديمقراطية التي يجهل معناها الكثير ، الشخص الذي عمره سنة في النظام البائد، عندما جاءت الديمقراطية أصبح عمره( 35) سنة، وهذا الانتقالة المفاجئة غير المتدرجة، اشبه بحقن ابرة ستفرياكزون جرعة واحدة.
سادسا، الكهرباء التي اغتصبتها أمريكا، وهي العصب الزراعي والصناعي والخدمي وبدونها لا تطور ولا تقدم، وأمريكا كانت متعمدة بعدم تطوريها.
سابعا، الرواتب العالية للرئاسات الثلاث والنواب والمحافظين، والدرجات الخاصة، والتي سرقت موازنة العراق.
لنرجع لاصل الموضوع، كل هذا كان بدراية وعلم المسؤولين، واخذهم الغرور والتساهل، والامل بالبقاء في السلطة، والاستخفاف بالمستقبل، لا تخطيط وفوضى في اتخاذ القرارات ، وفساد مستشري، واصبحت الطبقة الحاكمة طبقة برجوازية، انفصلت عن العالم الخارجي، وبدأت تأسس امبراطوريتها الداخلية.
ابتلعنا الطعم الأمريكي وبجدارة، وسرنا على السكة البريمرية التي أسسها ووضع قواعدها بريمر الحاكم المدني، بل بدؤا يؤسسون قواعد جديدة ، ابتدأت بداعش، ومن ثم التظاهرات، ومن ثم المدونيين والنواشيط، والانتقال إلى مرحلة التخريب الفكري، والعقائدي.
هكذا ينظر المواطن الشيعي للمستقبل، وعلى القوى السياسية تدراك الأمر، والاسراع بتشكيل حكومة قوية، تعمل على شطب كل سلبيات القواعد البريمرية، وتخفيض الرواتب والمخصصات وتغير شكل النظام السياسي، على القوى السياسية تحمل المسؤولية، اما أن تنجحوا أو تنجحوا لا خيار لكم آخر، فهناك من يتربص بكم، وينتظر أن تخطئوا مرة أخرى لينهي عملكم السياسي.
هذا ما يراه اليوم المواطن، رغم الفرق الشاسع والكبير ماديا ومعنويا بين الحكومة الشيعية وحكومة الدكتاتورية.
لازال الوقت وامكانية ترتيب البيت الشيعي ليست مستحيلة، والتطورات الدولية والاقليمية من جانب العراق ومن الممكن استثمارها ، لتعديل الوضع السياسي والاقتصادي والامني.
ــــــــ
https://telegram.me/buratha