المقالات

الإنتهازية، ما هي، وكيف تكون؟!

1689 2022-07-12

حسن المياح ||

 

الإنتهازية هي الذبذبة لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ، فهي التيه والخواء ، واللاإنتماء والهواء ، وهي الضلال الذي ما بعده ضلال .... وليست الإنتهازية هي التردد ، لأنها عزم على إتخاذ موقف مكيافيليآ رخيصآ ؛ بينما التردد هو عدم إمكانية النفس لإتخاذ موقف يعزم ويستقر عليه ..... وليست الإنتهازية هي جهل ، لأن الإنتهازية فهم بمكر ، وسلوك بإحتيال ، وتوجه بخسة ونذالة ؛ بينما الجهل هو إنعدام معرفة فضلآ عن أنه هو فقدان قدرة تقمص الخداع والإحتيال ، والغش والغدر ..... فالإنتهازية هي عبث خبيث قاصد ، وتنقل مجرم منخرف هادف ... ،بين هذا ، وبين ذاك ، فالقريب منها يمكن أن تستبعده ، والبعيد منها يمكنها أن تستقربه وتنجذب اليه ..... والإنتهازي هو كالمرأة المومس التي ترتمي إنجذابآ بين الأحضان مكيافيلية نفعية ، لا لشبع شبق جنسي ؛ ولكن لجمع دنانير ودولارات سحت حرام ، فهي لا تنتمي وتستقر في حضن، ولا تمنح ولاءآ الى حضن آخر، لأن الأحضان كلها عندها مرغوبة سواء، لما تدر أرباحآ، وتعطي إمتيازات ومناصبآ ومواقعآ وكومشنات .

الإنتهازية تلون مظاهر توسل إنتماء بخداع، وتمظهر ولاء بإلتواء، وتدحرج تغنج بإنحناء ... والإنتهازية عاهة أخلاقية لها جذور منشأ من إنحراف ذات، أو إنسلال، وأنها تعبير سلوكي عن تعويض عقدة نقص في شرف، أو كرامة، أو منحدر ولادي، أو تيه إعتقادي، أو ضلال إتخاذ إستقامة طريق لما للوراثة والتربية من شأن تأثير .

الإنتهازية تميل الى الباطل وتنجذب اليه لا عن إعتقاد وإيمان ؛ وإنما من أجل تحقيق منفعة ذات متصعلكة بالمفهوم الجاهلي للصعلكة، والصعلكة ثراء سحت حرام بأسرع وقت، وأقصر طريق، وأجرم سلوك وسيلة ... ولذلك الإنتهازية تنصب العداء الى الحق، وتحاربه حربآ متوحشة غاضبة شعواء مفترسة، وتتفنن برسم الخطط المجرمة الناهبة مكرآ، وترتب المكائد دهاءآ شيطانيآ متأبلسآ، وتحيك المؤامرات إحتيالآ مراوغآ .... كل ذلك بخداع وغش، وحذلقة وتأبلق، من أجل كسب حظوة إقتراب ممن هو القادر على تنفيذ ما يتمناه الإنتهازي اللهلوب، المجرم المنحرف اللعوب، النزوي الشقلوب .

ولذلك ترى معاوية بن أبي سفيان تحفه شلة من الإنتهازيين القذرين المجرمين الجبناء الفاسدين، من مثل المغيرة بن شعبة الطامع في ولاية الكوفة، وعمرو بن العاص الطامع في ولاية مصر، وزياد بن أبيه الطامع في ولاية البصرة ( إبن سفاح وزنى، حيث كان أبو معاوية الذي هو أبو سفيان، أحد الزانين بأم زياد، وتبناه تغطية وتجنبآ وتفاديآ للخزي والعار ) الذي تعقد من زنا أمه الفاحش المكشوف المعروف المستعرض الغليظ، والذي خبث لا يخرج إلا نكدآ، ولذلك أولد زياد إبنآ له من لوثة نطفة لؤم وإجرام حقد هو عبيدالله بن زياد الذي قتل الإمام المعصوم الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام يوم كربلاء، يوم وقف الباطل بوجه الحق ليحاربه ويقاتله .

والإنتهازية هي سبيل من سبل المكيافيلية المجرمة العابثة السافلة الرخيصة، وهي من أردأ طرقها، وأقذر توسلاتها، وأوطأ وسائطها، وأخبث إحتيالاتها، لأنها كلها إنحراف بقصد، وخبث ولؤم وإجرام بعمد .... وما المكيافيلية إلا أسلوب رخيص من أساليب الصعلكة الجاهلية، لما يغير الصعلوك لصآ محترفآ ليلآ، متأبطآ غدرآ سلاحه لتنفيذ إجرامه نهبآ وسرقات، وحتى لو تطلبه الأمر الى القتل والذبح وقطع الرؤوس، فهو المستعد الذي لا يتوانى، والمهيأ الذي لا يتردد ..وتلك هي صعلكة الجاهلية، التي تماثلها المكيافيلية الغربية والأميركية والماسونية سلوك لصوصية نهب وإحتلال وغصب وإجرام .

وأخيرآ أقول : أن الإنتهازي يغدق ويمنح، ويعطي ويقدم، ويهدي ويتبرع، ويتوسط ويتوسل، ولا يتوقف أو يمانع من إراقة ماء وجهه عندما يريد أن يتوصل، فإنه يتمسكن ليتمكن، وهو المتقلب اللعوب، المهتز الطروب، الراقص اللهلوب، المتثعلب التعوب .... وهو الخائن الذي لا يؤتمن، والسافل الذي لا يستحي، والبروع الذي لا يخجل، والتافه الوضيع الذي لا يعقل ..وما الى ذلك من مترديات السلوكات، وتجاذبات العقد النفسية التي تثير وتحفز، وتقض المضجع وتؤثر .

والإنتهازي لا يكل ولا يمل، ولا يتراجع ولا يتردد، فهو المحاول مرات ومرات، وتكرار التجارب بأساليب مختلفة، وسلوكات متنوعة، لأنه يجيد حسن صنع الإحتيال المتثعلب، ولو إطلعت عليه وعلى حقيقته، لوجدته إبن أوى الجبان الذي يتسلل ليلآ لقنص الفريسة في الظلام ... وهذا هو أسلوب من أساليب الصعلكة اللصوصية الجاهلية، والمكيافيلية الغربية الأميركية البريطانية الماسونية، السارقة الناهبة .

أقول : دائمآ وأبدآ الإنتهازي يبذل الجهد، ويريق ماء الوجه، ولا يتردد في تقديم كل ما يملك، لأن يكون طاغية دكتاتورآ سلطانآ متفردآ، لأنه يعرف نفسه أنه وضيع منبوذ، محتقر مهمل، لا قيمة له في سوق الرجال، إذا حالفته الصدفة أن يكون سلعة تعرض السوق لتقدير قيمتها...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك