المقالات

الاعلام و (الطشة!!)


د. قاسم بلشان التميمي ||   في متاهات الجهل وقصور الفكر في مجال ما ؛ علينا ان نترك لكل ميدان او مجال رجاله أصحاب الاختصاص ، هذا هو المنطق  اذا ما اردنا ان نطور اي مجال  ، سواء كان مجال اعلام او  مجال تربية او مجال طب؛ وغير ذلك من المجالات المختلفة، وانا هنا  اتكلم عن مجال وتخصص الاعلام ، وكيف يقوم  الاعلام المهني بدوره وفق خطوات اكاديمية؛ مدروسة كي يحقق الهدف الأكبر؛ الا وهو  التاثير على المتلقي واقناعه فكريا  لا عاطفيا ؛ بالمادة التي يطرحها، ومن هذا المنطلق علينا ان نميز وندرك  بين قواعد واسس  ( علم الاعلام) وفيما يسمى ( الطشة)،  فهناك من هو  لا يفقه علم الاعلام ؛ بحيث  يتصور  ان ما يسمى  ( الطشة ) اعلام؛  لأنه ينظر الى كثرة المتابعين لحالة معينة من الحالات( الشاذة)، ويتصور انه اذا حدث التاثير والانجذاب فهذا اعلام مؤثر !!، وفي نفس الوقت ينظر الى الاعلام الرصين  على انه غير  مؤثر  على مساحة واسعة  ، وفي حقيقة الامر ان الفرق مابين الاعلام الحقيقي المبني على قواعد علمية وبين ( الطشة ) الكاذبة والفارغة هو فرق جوهري وكبير، لان الاعلام الجاد والحقيقي اذا ما أثر على عدد قليل من الناس ؛ فهذا  يعني انه استطاع أن يكسب عقولهم وبالتالي يتحول هذا العدد القليل الى مصدر  إشعاع وتغذية للفكرة التي  طرحها الاعلام الجاد،  على عكس ( الطشة ) فأن تأثيرها مؤقت بعيد كل البعد عن اقناع او اقتناع الطرف الاخر، لانها  ( الطشة)لاتستند على العقل ولاعلى قواعد علمية  ؛بل تستند على امور شاذة ومخيبة  للامال، سرعان ماتندثر وتزول ؛ وهناك شواهد عديدة وكثيرة  في هذا المجال؛  ولعل خير شاهد على ما أقول هو ماحدث خلال القرن الماضي بين  الكاتب المصري الحاصل على ( نوبل) نجيب محفوظ و ( المهرج) محمود شكوكو حيث صرح الأخير( شكوكو) لإحدى الصحف قائلا ؛ ان نجيب محفوظ غير مشهور وغير مؤثر وانا اشهر منه وجمهوري واسع جدا ،وإنني ادعو نجيب محفوظ ان يقف معي في ميدان التحرير  ويرى بعينه كيف ان الناس سوف تتجمع حولي ولا يتجمعون حوله ، فلما  سمع نجيب محفوظ هذا الكلام ابتسم وقال ؛ ليس هناك حاجة ان اذهب بنفسي الى ميدان التحرير ؛  بل ارشح ان تذهب راقصة ( عارية) ويذهب شكوكو لنرى   كيف تتجمع التاس حول الراقصة وتترك شكوكو ، بمعنى ان الكثرة حول الشيء ليس معناه الأفضل او انه مؤثر  بل يعني في الكثير من الأحيان انه ارديء وأقل قيمة.  حقيقة ان نجيب محفوظ قدم درسا كبيرا وعظيما في كلامه؛ وهو ان الامور الشاذة لاتصمد وانها  تختفي بنفس سرعة قدومها على عكس الامور الجادة المبنية على اساس علمي وممنهج؛ فانها باقية ومؤثرة جدا  والدليل بقى فكر وارث وكتب وروايات نجيب محفوظ واصبحت تدرس في الكثير  من مدارس وجامعات العالم ؛وفي المقابل لاذكر يذكر ل ( طشة) شكوكو  علينا ان نكون واثقين في عملنا الاعلامي وان نثق بتأثيره على المدى البعيد ؛ ولكن للأسف الشديد  ؛مازال من يتحكم بمقدرات  وادوات الاعلام  عقول  بعيدة كل البعد عن فهم الاعلام جيدا ؛ومازالت تؤمن ب ( طشة) النكرات من أمثال( جوجو دعارة)  أجلكم الله وغير ذلك الكثير.  لا ياسادة اذا كنتم ترغبون في اعلام جاد ومؤثر؛ فعليكم ان تدركوا الفرق بين الاعلام الحقيقي و ( الطشة ) المتمثلة ب( شكوكو وجوجو دعارة) أجلكم الله.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك