المقالات

من هم الفاشلين..!


علي حسين الاشرفي||   إن أهم ركيزتان، التي في حال السيطرة عليهما، تتم السيرة على الشعوب والحكومات بصورة عامة وسهلة، هما المخابرات، والإعلام. ولنترك المخابرات، وشؤون المعلومات، لأصحاب الأختصاص، ولتكلم بالإعلام فقط، إعلامنا الفاشل! ولعدة أسباب، من أهمها، إننا لا نتمكن من إستخدام الأساليب التي يستخدمها خصومنا، فلا يمكن أن نصدر السافرات، والمتبرجات، و نستغل الوجوه النسائية الجميلة في إعلامنا، بإعتبارنا جهات إسلامية محافظة، وهذا الشيء يعتبر محرم، وينافي ثوابتنا. ثم إننا لا يمكننا، تلفيق الأخبار، والكذب على المجتمع، فقياداتنا ترفض ذلك، وبما إن الحرب خدعة، وحربنا اليوم إعلامية، أصبح لزومًا أن يكون الإعلام خدعة، وهذه الحرب إستسلمنا فيها، قبل بدايتها، بإعتبارنا لا نرتضِ لأنفسنا التعامل بالخداع، فأهدينا خصومنا نصرًا مجانيًا. وهذا الشيء نفسه، تم إستخدامه مع سفير الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى أهل الكوفة، عندما أرسل مسلم بن عقيل ( عليه السلام )، وأمره بتنظيم أمر الجند، وأن يرسل نصفهم لنتصرته في كربلاء، وأن يبقى معه النصف الآخر، يسيطر به على الكوفة، فكان جيشة في البداية يتكون من 18000 مقاتل، إلا إن خصومه سخروا الأموال والإعلام، لتدمير هذا الجيش، فأبواقهم الإعلامية، بثت بأن هذه حرب بين سلاطين، فأصبحت الناس تقول: ( ما لنا بحرب السلاطين ) فإنسحب الجيش كله، وبقي مسلم ( عليه السلام ) وحيدًا، فتمكنوا منه.  فهذه الأسباب للفشل، نعتبرها مدعاة فخر، بإعتبارنا متمسكين بثوابتنا، ولا يمكننا التخلي عنها، حتى لو كلفنا الأمر أنفسنا. لكن المشكلة هنالك أسباب أخرى، لو أخذنا بها، لأصبح إعلامنا أفضل بكثير، منها تولية أصحاب الإختصاص، على مراكز الإعلام وأقسامه، في جميع منظماتنا، وحركاتنا الإسلامية، وهذه النقطة لم تأخذ بها أغلب الأحزاب والحركات الإسلامية الشيعية، فنجد إن زيد مسؤول الإعلام، ليس لخبرته وكفاءته المهنية، بل لأنه ابن عم أو صديق أو مقرب من الشخصية الفلانية، وهذا النوع في بعض الأحيان، يريد أن ينفعنا، فيضرنا، لجهله بأساسيات وأساليب هذه المهنة، التي تعتبر ( مهنة المتاعب، والمصاعب ) فعلينا تصحيح المسار الإعلامي، وإختيار الشخصيات الكفوءة، وترك العلاقات الشخصية جانبًا، لأننا نتكلم عن قسم، يعتبر من أهم الأقسام في كل المؤسسات، حيث يعتبر واجهة المؤسسة للمجتمع ونافذتها، فإن نجح الإعلام، نجحت معه المؤسسة والحركة، وإن فشل فقد فشلت معه المؤسسة أيضًا، وهذا ما لا نتمناه لكل حركاتنا السياسية، وفصائل المقاومة، ومحورنا بأسره.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك