الحقوقي علي الفارس ||
روج منذ سنوات، في أوساط تركية وعربية، حديث عن إعادة تركيا ضم ما كانت قد طالبت به، وخصوصا ولاية الموصل العراقية.. فما أولويات الموضوع وأبعاده التاريخية والجيوسياسية؟
لم ينس الأتراك أبدًا معاهدة لوزان الثانية التي قلصت حجم جغرافية الدولة العثمانية كثيرا لتغدو بحجم تركيا الحالية، وإجبارها على التخلي عن مناطق كبيرة كانت تابعة لها، فليس غريباً أن يتعامل الرئيس التركي، أردوغان، في لقاءات منتظمة برؤساء البلديات الأتراك بأن يرسلوا رسائل تاريخية وسياسية إلى الخارج والداخل، تؤكد اهتمام تركيا بالتخلص من آثار الاتفاقية، وإعادة ترميم حقوقها التي اغتصبها الحلفاء. وتنشر تركيا أيضا أن نصوص الاتفاقية غير عادلة، وأنها ستعمل على استرجاع حقوقها!
كانت الجمهورية التركية الحديثة قد تأسّست بموجب معاهدة لوزان الثانية 1923، المبرمة مع الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى: بريطانيا، وإيرلندا، وفرنسا، وروسيا، وإيطاليا. ولا يزال الأتراك يشعرون بالمهانة، لما فرضته بريطانيا عليهم من شروطٍ جائرة ومؤلمة، وعبثها بحقوق الدولة العثمانية، مثل إلغاء السلطنة ثم الخلافة، ونفي الخليفة وعائلته خارج تركيا، ومصادرة جميع ممتلكاته، وإعلانها دولة علمانية، ومنع تركيا من التنقيب عن النفط واعتبار مضيق البوسفور الذي يربط بين البحرين، الأسود ومرمرة ثم البحر المتوسط، ممرًا دوليًا لا يحق لتركيا الحصول على رسوم من السفن المارّة عبره.
وبحلول منتصف العام المقبل (2023)، تنتهي فترة المعاهدة التي مرّت مائة عام على التوقيع عليها. من هنا نفهم تصريحات أر دوغان، حيث ستدخل تركيا حقبة جديدة من التاريخ المعاصر، وستبدأ التنقيب عن النفط وحفر قناة جديدة تربط بين البحرين الأسود ومرمرة، تمهيدا لبدء تحصيل الرسوم من السفن العابرة. وبالتالي، يمكن أن يُفهم بعض جوانب الخلاف الدائر بين تركيا والغرب. والملاحظ أن الأمر لا يخصّ الرئيس أرد وغان وحده، فأغلب الذين حكموا تركيا منذ مائة سنة كانوا يذكرون معاهدة لوزان بألم ممض، وهم يعدون السنين تمضي كي يبطل الزمن شروطها!
اذن نستطيع القول ان ارد وغان الإرهابي، الذي دعم إرهاب داعش قبل خمس سنوات، وبداء بإنشاء قواعد عسكرية ، في شمال العراق بحجج ضعيفة ، وبداء التحرك عسكريا باتجاه شمال العراق ،على أساس حماية مدنه من المتطرفين الاكراد ، كل ذلك لم يكن بقرار تركي ارد وغاني، بل كلن بالتنسيق مع زعماء شمال العراق الانفصاليين المطبعين مع إسرائيل ، الذين يجمعهم هدف واحد ومشروعهم واحد هوه التطبيع القائم على ثلاث ارجل تركيا و دول الخليج والقدم الثالثة التي وضعوها في كردستان العراق .
تمادى "ارد وغان" بقصف محافظات العراق الشمالية، تحت علم وصمت الحكومة العراقية المركزية التي نتوقع على ان تكون هي أيضا موقعه على بيع تلك المحافظات كما ان شحة المياه وغلق وانشاء السدود ، ما هي الى ورقة ضغط على القبول بذلك الاحتلال او المساومة على ذلك بين تركيا وباقي أجزاء العراق بحيث يكون الماء مقابل التخلي عن الموصل ودهوك وكركوك الى ال عثمان ، الموصل كركوك دهوك بعض قرى كردستان تقصف يوميا ، ضحايا من المدنيين ، البنى التحتية ، تهدم تحت صمت حكومي قاتل.
لم نسمع أصوات أصحاب السيادة والوطنية والمركزية، التي بحت من كثر النباح على الحشد والفصائل وعلى الجمهورية الإيرانية الشيعية ،عندما قصفت ايران مقرا للموساد الإسرائيلي في أربيل، والذي لم يقتل ولم يجرح فيه أي مواطن عراقي لذلك خرجت لنا التغريدات، اكثر من بلابل ديالى واليوم الاتراك يقتلون العراقيين والبلابل تحولت الى نادي الصم والبكم الدولي ، نعم انه زمن الخنوع والرضوخ للجبناء.
لكن هنالك طرف فيه رجال الحق وفتية المرجعية وعصبة الابطال وزنود الشجعان ستكون خيمة العراق ترفعها أعمدة الحوزة و اوتاد زعماء الشيعة المخلصين لدينهم ومذهبهم و وطنهم تلك القامات الشامخة ستكون السد المنيع الذي سيقف بوجه ال عثمان ويهودا وال سلول وشاربي بول البعير . نعم انهم رجال الله في ارضة، انهم الحشد الشعبي المقدس وفصائل العز والكرامة الفصائل المسلحة العلوية، لذلك نستطيع القول ان الحشد هو مشروع صاحب العصر والزمان، نسأل الله ان يثبتنا على الطريق الصحيح وعلى نهج ال البيت عليهم السلام
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha