المقالات

من اين لهم هذا؟!


الشيخ مجيد العقابي ||

 

تسلط الاضواء في هذه الحقبة الراهنة على السياسة بكل ما أوتيت من قوة. ويهمل فيها الجوانب الاخرى دون التعامل معها بتوازن واعتدال.

ولذا كلما ضعف الواعز الديني والاجتماعي والثقافي كلما تسلطت السياسة اكثر فاكثر.

لتتحول تدريجيا الى المرجع الوحيد الذي يتابعه الناس بشغف ويتعاطى مع احداثه بلهفة تصل الى حد الشبق الذي يعرف بحدوثه في اماكن معينة.

ومع هذا فالسياسة هي التي تتشكل فيها حياة الامة فاما ان تنحدر بها واما ان تصنع من تمظهراتها المدينة الفاضلة.

ولا ينبغي ان نجانب الحقيقة والواقع من لعبة الامم والابداع الكبير الذي بات يستخدم في تحديد المحاور وتغيير الادوات ورسم الخارطة من جديد لتقسم الامة وفق رغبات ابراكماتية وتترجم مكافيلية.ضمن بروتوكولات ال صهيون.

اذا ماهو المطلوب في مثل هذه الحيرة وهذا التيه في بحر لوجي نصبت فيه  أيادي الاستعمار شباكها ليلة السبت لتصيد ما حرم الله صيده . فأحلت ما حرم الله وحرمت ما احل الله.

حرمت على الامة الواحدة ان تبقى واحدة ونصبت الحدود بإبعاد ديمغرافية بدقة عالية تكيف معها الوضع الى يومنا هذا.

وأحلت ما حرم الله وهو القتل والفرقة والاساءة للاخر والبطش بالشعوب والاستيلاء على مقدراتها والهيمنة باسماء كاذبة واختطاف رزق الناس وسرقته في وضح النهار.

فما عادت الكعبة للامة الاسلامية ولا المدينة مركز اشعاش الفكر والرحمة. هدموا ما لم يجرؤ على هدمه أولياء الامة واستدعوا الجاهلية التي قتلها الاسلام بجاهلية اسوء.

ونحن في ذكرى تهديم قبور ائمة البقيع عليهم السلام يعتصرني الالم ليس لهدم القبور فحسب اطلاقا فمتى كان القبر يدل على الحبيب. ومتى كان الموت يغيب الانبياء والأوصياء وهم احياء عند ربهم في حياة لا موت فيها ابدا.

انما الالم ان يقاد المجتمع الاسلامي من قبل عقليات وزعامات اقل ما يقال عنها انها بدائية لا ترتقي الى مستوى الانسان فضلا الى الاسلام. صبية ينزون على منبر رسول الله صلى الله عليه واله بلا حق ولا شرع.

مجاميع كفرت وقتلت باسم الدين. هدمت ومزقت باسم الدين. ارادوا بكل وسيلة ان يطفوا نور الله في ارضه. نهج أموي تبناه محمد عبد الوهاب واصل له بامتياز. نهج يحسب على الاسلام عنوة بحجة انهم سدنة الكعبة والمدينة وياللعجب فمتى كانت السدنة هي الاساس والله يقول في كتابه المجيد بسم الله الرحمن الرحيم ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن امن بالله واليوم الاخر).

نهج ينظر بعين واحدة اذ انه اقبل على تهديم قبور اهل البيت صلوات الله عليهم مع ان قبور الخلفاء موجودة فلماذا لم يسعى لهدمها ( وهل يرضينا هذا قطعا لا) فاي دين تجتزء به الحقائق واي صحاح تحمل صفة العصمة عندهم ومع هذا فان الصحاح فيها ما يخالف مافيه يفترون!

هذه هي السياسة التي غطت معالم الروح الاسلامية الوحدوية وقتلت التساؤلات لدى الامة ولدى المجتمع المسلم. باي ذنب تهدم قبب الجمال وباي ذنب بعد ان كانت البقيع قمة الجنان والعمارة تتحول الى خراب وتراب.

فبربكم اليس هؤلاء هم مصداق لقوله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم( قالت ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا أعزة اهلها أذلة وكذلك يفعلون)

ودونك سوريا والعراق وانظر ماذا فعلوا بهما استباحوا الموصل ام الربيعين وهدموا فيها كل معلم يدل على عمق الانسانية وكل جمال يظهر ابداع الخالق في خلقه.

وسوريا الشام وما فيها من معالم اسلامية وأثار معمارية.

نعم انهم مصداق الاية فانهم ملوك وكذلك آثارهم تدل على جرائمهم الى هذه الساعة يقتل الاف الاطفال في اليمن وتدفع اموال تمويل الاٍرهاب بكل العالم ويباع شرف العروبة بطلب الحماية من بوارج امريكية.

اي دين يتبعون واي عقل يحملون.

ولكن الله لن يتركهم هكذا فاذا كان من عنده علم من الكتاب جاء بملك بلقيس فان الامام المهدي عج. سياتي على ملكهم البائس وعروشهم الخاوي على عروشها ان شاء الله باسرع من لمح البصر ان شاء الله. فانتظروا اني معكم من المنتظرين.

 

*مركز الفكر للحوار

٢٠١٩/٦/١١

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك