المقالات

رسالة مفتوحة الى الاطار.


محمد صادق الهاشمي ||

 

بلا شك انكم تابعتم ردة فعل الجمهور، وصدمته الكبيرة؛ بسبب تصويتكم على مشروع الامن الغذائي، من هنا نشيرباسم النخب الى مايلي:

اولا / نسلم ان العمل السياسي فيه تضاريس معقدة، وقد يعلمها الحاضر دون الغائب، وهذا يفرض عليكم ان تمارسوا الخطاب المتزن والمعتمد في اي موقف على معيار مهم وهو :ان تدرس المواقف مسبقا ويتم التصريح بها بكل احتياط دون الحاجة الى التناقض؛ حتى لا تخسروا جمهوركم حينما يكتشف انكم تقرون ما ترفضون .

ثانيا / انكم رسمتم صورة في عقل الجمهورمن عدم التاني والدراسة في الامور، ولا توجد لديكم روية عميقة وموحدة، بل انتم ما زلتم مجرد تجمع تحكمه الخلافات ، وان ما يقال عن وجود الاطار لاحقيقة له بسبب تباين المواقف علما انكم تعلمون ان الذي عليه الحال الان من التردي هو نفس السبب المحيط بكم منذ أعوام من التشتت والخلاف والتعارض .

ثالثا / لايوجد اشكال لدى الجمهور على اقرار اي مشروع اذا كان الاقرار نتج عن دراسة وحكمة ومصلحة انما الاشكال في امور اخرى وهي :

1/ نظرة الجمهور لكم والتي تضررت كثيرا بسبب التناقض في المواقف والتصريحات .

2/ تكرار الاخطاء يفقدكم رصيدكم الشعبي، وقد خسرتم الكثير والان تخسرون اكثر، وعليكم ان تراجعوا مواقفكم غير المدروسة منذ تم التصويت على الكاظمي ثم  اسعار الدولار ثم غيره من المواقف وصولا الى قانون التطبيع والتجويع ( الامن الغذائي )، ويمكنكم معرفة ما يقال عنكم عبر الفضاء المجازي من المقربين فضلا عن الاخرين .

3/ عدم فهم الجمهور دواعي المواقف يفقدكم ثقة الامة بكم ويجعل التفاسيرمنه تتجه بان اصل الخلاف بينكم وبين غيركم ينتهي حينما تتحقق مصالحكم الشخصية، ولايوجد خلاف لاجل الامة، وان واقع الامر المؤلم وما وصلتم اليه كان ويبقي بسبب ضعفكم.

والنتيجة ان الاخر هو الحاكم وانتم تبع له وبهذا سلمتم القياد وانتهى الامر، وقضي الامر فعليكم ان تتلقوا نتائج ضعفكم بعد ان منحتم الاخر الحق في القرار.

4/ شعر الجمهور انكم لا تمتلكون القدرة في اتخاذ القرار بل البعض منكم يسير  تبع مصالحه فكيف يعتمد عليكم الجمهور في قضاياه المهمة والمصيرية كثلث معطل (بالكسر ) والان تحول الى ثلث معطل (بالفتح).

 رابعا / ايها الاخوة: المرجعية وصفت خلافات القوى السياسية  عام 2019، بانها خلافات ((مغانم ))، كان هذا  قبل اندلاع التظاهرات، ويمكنكم مراجعة بيانات المرجع والمالات التي حصلت، وهذا يوجب عليكم ان تكونوا امام المرجعية والتاريخ والمستقبل والامة قد قمتم بمراجعات هامة في السلوك والمواقف لكن كما يبدو ما زالت  عقلية المغانم حاكمة كما يقال وليس ادل التنافس غير المدروس بينكم، الأمر الذي افقدكم مقاعد كبيرة في الانتخابات، ومن هنا تكون الصدمة  للامة كبيرة حينما نجد ان العقلية لم تتجاوز السلب الى الايجاب والكلام موجه ايضا الى البعض منكم .

 خامسا / الان تدركون بنحو واضح ان الجمهور منشطر بانشطار القوى السياسية بين الثلاثي والاطار، وبسبب تناقض البعض منكم  يجد جمهور الثلاثي الدليل على انه الاقدر على رسم الواقع السياسي، وانتم تعلمون ان جمهوركم-- وهو واقع حال بحكم هذه المواقف-- لا يعتمد عليكم في اتخاذ القرار في انقاذ الموقف السياسي بل ستبقون في دائرة التبعية فالاخر يقرر وانتم تنفذون، وهو ما انتم عليه الآن فكيف تعالجون القضايا الكبيرة؟.

 سادسا / عدم صدور اي بيان من الاطار يجعل الامور واضحة في ان الاطار لايمتلك مواقف محددة وبينكم من التباعد والخلاف والتباين الكثير فلا معنى للثلث المعطل ولا حكمة ولا جدوى فكما سايرتم التيار في ما يقره تحت أي مبرر، لذا يصح القول عليكم ان تسايروه  في تشكيل الحكومة لنفس التبرير وهذا لسان حال الجمهور الذي لاتريدون ان تسمعوا صوته وهذه هي الطامة .

سابعا / التبريرات التي صدرت عن بعضكم كسبب للتصويت تكون مقبولة لو كانت من اليوم الاول بان تقولوا عبر بيان موحد وعام بانكم توافقون وفق الشروط التي اعلنت بعد الاقرار  اما ان يتم رفض القانون ثم القبول به فلا شفيع  لكم، واعلموا ان الامة فيها عقول ومراجع وعلماء ومحللين ونخب لابد ان تحترم، علما ان حاكمية الامة اكبر من حاكميتكم والمنطق سيد الموقف.

 انتم ايها الاخوة فقدتم رصيدكم وكان يمكنكم التريث والاعتماد على العقول والمشورة والحرص على توحيد الموقف افضل لكم من تحويل الاطار الى قوة مستسلمة مهما تم تبرير الاستسلام .

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك