المقالات

الحكومة القادمة بنكهة الديكتاتورية..!

1676 2022-06-07

أثير الشرع ||   يحتاج العراق اليوم إلى حكومة خلاص وطني، تُنهي آلام المواطن الذي سأم الشعارات المُستهلكة المبنية على أساس المصالح الضيقة الخاصة، وإن إستمرت هذه الشعارات، ستقضي على العملية السياسية التي وضع دعائمها الحاكم المدني للعراق الأمريكي بول برايمر. أعلنت الكتل السياسية المتخاصمة العديد من المبادرات التي ولدت ميتة ولم نرى مبادرة لعقد حوار وطني حقيقي ينهي ما أسموه (الإنسداد السياسي)،  من المفترض إعلان عدة مبادرات جديدة أحد تلك المبادرات سيطلقها المستقلون ومبادرة أخرى سيطلقها الكرد بعد عقد مؤتمر حواري يجمع جميع الأطراف في العقد الثاني من شهر حزيران الجاري.  من الصعب الوصول إلى صيغة ومقررات وإتفاقات بين الكتل الفائزة السياسية المتحالفة، حول تشكيل الحكومة المقبلة، سواء توافقية أم أغلبية حيث  ستجد أي حكومة تحديات كبيرة وكثيرة ستحتاج بالتأكيد إلى خبرة سياسية ودبلوماسية عالية؛ لتذليل وإفشال الصعوبات والأزمات لاسيما الخارجية منها. تسنمت السفيرة الأمريكية الجديدة فوق العادة السيدة إلينا رومانوفسكي زمام الأمور أخيراً وبالتأكيد تحمل في حقيبتها الكثير من البرامج والقرارات دون الرجوع إلى الحكومة الإتحادية خصوصاً أن العراق ينتظر زيارة قريبة للرئيس بايدن ويبدو بأن العراق سيكون ضمن أولويات الدول الكبرى، كذلك بعد إحاطة بيلاسخارت الأخيرة أمام الأمم المتحدة بخصوص الوضع في العراق، وجهت الأمم المتحدة ممثلتها لدى العراق العمل على إنهاء الإنسداد السياسي ومتابعة ملفات الفساد، وستكون بيلاسخارت ضمن لجنة ترأسها السفيرة الأمريكية الجديدة وعضوية السفير البريطاني.  على الحكومة المقبلة،  إخماد الفتن وتطمين المواطن بإن سياستها ستكون رادعة مع مد جسور الثقة بين المواطن والحكومة؛ وهذا يتطلب مزيداً من الجهد والوقت والعمل، ونبذ الإنتماء الحزبي، بفضل السياسات الخاطئة أصبح العراق دولة مُستهلكة بعد أن كان مُنتجاً ومَصْدراً ومُصدّراً للكثير من المُنتَجات الإستهلاكية والمعمرة، والتي كانت تكفي لتلبية حاجة المواطن العراقي، وبالتأكيد لن تجد الحكومة العراقية المقبلة، سوى أرض قاحلة جرداء وشعب متذمر؛ حيث سيكون على عاتقها، وضع حلول وخطط كفيلة بتحويل الأرض القاحلة إلى أرض مِعطاء مُنتجة.  العراق أصبح مكبّاً للسياسيين الفاشلين، الذين عاثوا في الأرض فساداً وجوراً، ولا ينعم بالأمن والإستقرار إلاّ بعد محاسبة هؤلاء بالقِصاص العادل، وفتح آلاف ملفات الفساد التي أزكمت الأنوف. إن مطالب إعادة  الإنتخابات بعد تعديل قانونها لا تروق لجميع الكتل السياسية ولا تجد ترحاباً جماهيرياً بسبب الفجوة الكبيرة بين المواطن والطبقة السياسية وبقاء الأوضاع كما هي الآن ستؤدي الى مزيداً من الأزمات، وستتحول بالتدريج إلى صراع قد يؤدي الى ما يخشاه المواطن؛ من مواجهات مسلحة مباشرة وحرب شوارع للدفاع عن المكتسبات، إذا ما إختلف الفرقاء من الرابحين والخاسرين على حد سواء، فالحكومة القادمة سيكون على عاتقها بناء أساس جديد للدولة، وتمتين العلاقات الخارجية، والسيطرة على جميع مفاصل الدولة.  لا يمكن تحقيق أي نوع من أنواع الإستقرار في العراق، ما لم يتم توزيع الأدوار بمهنية وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الحزبية، وحسم مبدأ المحاصصة.  وفق ما هو معلن وغير معلن، فأن معطيات المباحثات بين الكتل والتحالفات الفائزة،  تشير إلى إمكانية حصول إنفراجة مطلع شهر تموز والسيناريو الأبرز هو الإبقاء على حكومة الكاظمي مع بعض التعديلات في الوزارات والصلاحيات، والإتفاق على موعد إنتخابات مبكرة جديدة.   فهل سينقلب رئيس الوزراء المقبل ويغير جميع المعادلات، بحماية دولية ومن غير المستبعد الإنقلاب على الأصدقاء والفرقاء؛ لتشكيل حكومة بطعم الديكتاتورية وهذا ما يتمناه المواطن ؟!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك