المقالات

كلام في الاقتصاد

1076 2022-04-20

ضياء المحسن ||   تغلب على المجتمع العراقي صفتين هما الفتوة وشدة الساعد، لكن في المقابل فإن المجتمع العراقي يعاني من آفتين تكادان تقضيان على الميزتين الأوليان هما الإنحدار الاقتصادي والإجتماعي، وقد يعترض البعض عندما يقرأ هذا الكلام ونقول له مهلا. تعتبر الدراسات أن سن العمل يبدأ من 15ـ 64 سنة ففي هذا العمر يستطيع الإنسان أن يعمل بجد ونشاط ويقدم أفضل ما لديه لنفسه وللمجتمع الذي يعيش فيه، وهذه الفئة تمثل أكثر من 60% في المجتمع العراقي لذلك نحن نصفه بأنه مجتمع فتي وساعده قوي يستطيع أن يعمل في أشد الظروف وأقساها. أضف الى ذلك فإن هذه النسبة من المجتمع الغالب فيها لديه على الأقل تعليم جامعي أولي، بالتالي فهو يمتلك عقلية مثقفة يستطيع فيها أن يتعامل مع أي متغير تكنولوجي يدخل الى سوق العمل، خاصة مع تطور التكنولوجيا ودخولها الى بيوت العراقيين والإطلاع الواسع من قبلهم، لكن هذا لا يمنع من أن النسبة العظمى من هؤلاء تعاني من البطالة بأنواعها المتعددة، لكن الأخطر فيها هي البطالة الطبيعية والناتجة عن توقف سوق العمل لسبب أو لأخر. تبلغ نسبة البطالة بين هذه الفئة العمرية حوالي 35% وهي نسبة عالية إذا ما قيست بنسب البطالة الطبيعية التي لا تتعدى 3%، وأسباب البطالة هنا متعددة لكن الأهم فيها هو هروب رؤوس الأموال الى خارج العراق بسبب الأوضاع الأمنية غير الطبيعية، والتي يرافقها محاولة الهروب من الواقع بتعاطي المخدرات والتي تعتبر آفة يجب الإنتباه لها من قبل الجهات الحكومية، وذلك من خلال التضييق على من يتاجر بهذا النوع من الآفات وإنزال أقصى العقوبة لتكون رادع لهم، ذلك لأن من أمِن العقوبة أساء الأدب كما يقول المثل الشائع. كما أن على الحكومة إشراك القطاع الخاص في المشاريع ومنحه فرصة حقيقية للنهوض بالإقتصاد العراقي ففي هذه الحالة يستطيع سحب جزء كبير من البطالة الطبيعية الموجودة في السوق الأن بما يساهم في تقليل  المتعاطين والمتاجرين في آن واحد، ولا ننسى أن للقطاع الخاص علاقات جيدة مع شركات لها باع طويل في إدارة المنشآت ذات القدرة الإنتاجية العالية بما يتيح للعراق الإستفادة من هذه الخبرات بالإضافة الى الإستفادة من الأسواق التي يمكن أن تقوم بإدخال البضائع المنتجة في العراق.  إن تنويع مصادر الدخل في الموازنة يبعد شبح التعرض الى هزات إقتصادية عن الاقتصاد العراقي، ناهيك عن أنه يعود على المواطن بالنفع كونه يرفع من مستواه المعيشي، وفوق هذا وذاك فإن عجلة التنمية تتحرك قدماً كون العمالة في العراق رخيصة نسبياً بالإضافة الى أن المواد الأولية الداخلة في جميع الصناعات موجودة في العراق، لكن بسبب ضعف الإمكانيات نجد أن هذه المواد مهملة ولم يتم إستثمارها بما يُفقد الاقتصاد من مداخيل كثيرة يمكن توظيفها في مشاريع تنموية كبرى تقلل من الإعتماد على العوائد النفطية.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك