المقالات

معركة بدر والصحابي السياسي العراقي ..!

1606 2022-04-19

حسن المياح ||

 

( إنتباهة مهمة: أن عير قريش ( تجارة قريش بقيادة أبي سفيان)  وكل عير تستخدم هي وفوائدها ومنافعها لمحاربة الإسلام والرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله، فإنها تدخل في باب الغنائم لما يسيطر عليها وتؤخذ في حرب..ولكن حقوق الشعب العراقي التي يمارس عليها سلطان وطغيان ونهب وسرقة وإستئثار أي مسؤول حاكم، لا يجوز شرعآ، ولا قانونآ، ولا عرفآ، أن يطلق عليها غنائم، وأي أخذ منها مهما كان مبلغه في الضئالة، أو الصغر، من دون وجه شرعي، هو سحت حرام ).

معركة بدر إختبار إلهي عظيم كبير مبكر في طريق ذات الشوكة --- والدعوة الرسالية النبوية تعيش مراحلها الأولى في المهد --- في تهذيب النفس الإنسانية المؤمنة، وأنها الغربال للتمحيص، وتمييز الحق من الباطل في الرجال الذين هم يمارسون حركية الإعتقاد و الإيمان، والتفكير والسلوك على خط منهج عقيدة لا إله إلا الله في مواجهة الصعاب والمفاجئات التي لم يعدوا العدة اليها، وأنها المقياس المميز لرباطة الجأش وثبات الإيمان لما تصل المسألة الى التضحية والفداء جهادآ من أجل العقيدة التي آمنوا بها، ودرجة نباهة الوعي لما تكون المسألة مسألة تخيير بين ما هو مصلحة مادية تتمثل في العير غنيمة، وبين ما هي حالة إيمان لتأدية فريضة الجهاد والدفاع من أجل سلامة العقيدة، وتعزيز الروح الإيمانية الماضية على خط إستقامة الرسالة الإلهية، لما يضحى ويدافع ويذب الإنسان المؤمن الرسالي أغلى ما يملك من أجلها، في نفير وحرب، وقتال وجهاد.

كانت معركة بدر في نظر الصحابة هي إستعداد خروج من أجل كسب غنيمة في عير (تجارة)، وأنهم بهذا التصور تحفزوا الخروج اليها، ولكن مفاجأة الإختبار والتمحيص صدمت الصحابة لما أدركوا أن الخروج قد تبدلت وجهة غايته من كسب غنيمة من عير، الى دخول حرب في نفير معركة مع قريش بما لها من سلطان عز وقوة ومنعة، وما لها من هيلمان مراس حرب بعدة وعدد ..فكانت المفاجئة مذهلة للصحابة، فإنقسموا فريقين، قسم إعترض على أن يخوض الحرب ؛ وإنما هم خرجوا من أجل غنيمة عير وفرهدة تجارة قريش التي يقودها أبو سفيان بن حرب، ولذلك لما فوجئوا بحقيقة واقع قتال وحرب، فإنطلق لسان حال فريق هؤلاء الأعم الأغلب من الصحابة يقول ويعلن رأيه وموقفه، بأن يا محمد إذهب أنت وربك وقاتلا، إنا ههنا قاعدون، كما قيل نفس هذا القول الجبان المتقاعس الى النبي الرسول موسى عليه السلام ..

والفريق الآخر القليل العدد من الصحابة أعلن رأيه بكل وضوح وعي عقيدة، وصفاء ونقاوة طهارة إيمان، وعنفوان مجالدة ومجاهدة ومصابرة ومرابطة رسوخ ثبات بعز شجاعة وشموخ بسالة إقدام وإنتباه عند كل شديدة وتجربة مرة، قالوا يا رسول الله إذهب أنت وربك فقاتلا ونحن معكما ..ومن أمثلة هؤلاء الصحابة الثابتي العقيدة، والراسخي الإيمان، الجلاد الصبرة الواعين علي بن أبي طالب، وحمزة، والمقداد بن الأسود الكندي، وعمار بن ياسر، وأبي ذر الغفاري، ومن على شاكلتهم في التربية الإيمانية الواعية..وهؤلاء عندهم العير والنفير سواء في المقياس لما تكون الفتنة والإختبار والإمتحان، وربما، بل أكيدآ هم يفضلون النفير الذي يكسب الإسلام قوة وشوكة، ويجعل الدعوة في إنتشار واسع عريض، إذا تطلب أمر نشر الدعوة الى الحماية والدفاع، وتسهيل طريقها في الممارسة والتبليغ والإنتشار والتوسع.وما الغنيمة والكسب من العير فإنه عندهم نفل يرزقه الله لمن قاتل، ولمن يشاء . وكل أمر تشريع في مطلبه ومحله ومقامه.

الخروج في بدر يجب أن يكون على أساس الطاعة للأوامر الإلهية التي يبلغها رسوله النبي محمد صلى الله عليه وإله قولآ مباشرآ تبليغآ، أو سلوكآ عمليآ مرئيآ راشدآ، والذي يقرر قيادة وإصدار الأوامر، هو الرسول الأكرم بوصفه القائد العام الذي يأمر وينهي تطبيقآ لما هو تشريع إسلام، وما هي مفاهيم قرآن، لأن الرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله هو الترجمان الحقيقي لكل ما هو أمر إلاهي، وتشريعي، ومفهوم قرآن، وكل ما هو أمر تنفيذي بما هو حاكم عام وولي للأمر..ولذلك، ومن أجل العدل والجري سيرآ على خط الإستقامة الحكيمة الواعية،  يجب تماثلآ أن تكون تصرفات كل القيادات الحاكمة لما تريد أن تكون مستقيمة عادلة مؤمنة كريمة واعية وطنية، وتكون الحكومات التي تشكل في العراق وغيره من الدول مما تنتسب الى الإسلام عقيدة إيمان، وسلوك خط إستقامة عدل، أن تكون بمستوى وعي المسؤولية، وسمو طهارة الأمانة، حتى تكون وطنية، ومرضي عنها..فهل الصحابة السياسيون العراقيون --- الذين يطلقون على أنفسهم أنهم قادة، وزعامة، ومسؤولون مكلفون أداء خدمة وتدبير إدارة، وأن تشكيلاتهم الحكومية --- هم لا تقوم سلوكياتهم الممارسة على أساس نهب ثروات الشعب العراقي، وخيرات العراق وكنوزه وما فيه من مؤسسات، ووظائف ومواقع مسؤولية وتعيينات على مختلف الصعد، وأنها

لم تكن العير المباح الحلال الزلال، وأنها السحت الحرام الذي يجب إجتنابه، وهل أنها (أي القيادات والحكومات التي تشكل في العراق) لا تقعد، ولا تتقاعس عن خوض غمار النفير لما يتطلب الأمر الدفاع عن سيادة الوطن، وحفظ سوره من ولوج، وخرق، كل دخيل محتل، وعميل مذل، وكل ما هو إحتلال وإستعمار، ليؤسس، ويثبت، وطأة قدم من أجل النهب والسلب والظلم، والتعدي على كل ما هو حق مواطن عراقي .

هل قيادات وحكومات العراق بعد عام ٢٠٠٣م ، هي من هذا الصنف الصحابي المؤمن الواعي المطيع لما هو عدل ووطنية، أو هي على شاكلة من إمتثل الى القرار الإلهي النبوي، لما تطلب الأمر أن تقدم التضحيات من أجل الإسلام، بخوض غمار نفير وحرب وجهاد، بطاعة قيادة ربانية حكيمة مخلصة، وبوعي مسؤولية تكليف، وطهارة سلوك حفظ أمانة، ونظافة يد، وحيوية ضمير محاسب، وما الى ذلك من مسؤوليات وتكاليف طاعة؟!

ألم تكن فرصة قيادة العراق، وتشكيل أي حكومة منذ عام ٢٠٠٣م --- بعد سقوط طغيان لئيم مجرم فاجر، وإستبداد دكتاتور  قاتل حارم --- هي إختبار إلاهي، وإمتحان رباني ، وتمحيص رسالي ( ووطني ) يميز كل من هو مسؤول سياسي عراقي يتصدى للقيادة وتشكيل الحكومة، أن يكون الصحابي الذي قد تعرض لتجربة بلاء العير وفتنته الجاذبة التي  يسيل بسببها لعابه فرهدة ونهبآ، أو يكون الصحابي الذي تعرض لأن يخوض معركة إبتلاء النفير، ليمحص، ويميز، وتعلن حالته الإيمانية ..ويظهر موقفه ... هل هو من صنف الذي تصدى لنهب العير ومصادرته كسب سحت حرام ..أو أنه هو من إمتحنه الله بطريق ذات الشوكة الذي يجعل منه على إستعداد خوض غمار النفير، وهول القتال؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك