المقالات

تواضعوا يرحمكم الله ..

1224 2022-04-16

عبدالملك سام ||

 

يقال أن أول معصية اقترفها ابليس اللعين هي التكبر ، ومن ثم أصر وعاند حتى سمي "شيطان" ، والتكبر فعلا صفة لا تليق بمخلوق مهما ظن بنفسه ، وابليس كان مخطئا لما أغتر بعمله وعبادته ، ولكن الأسواء منه عندما يتكبر أي إنسان رغم أنه لا عمل يذكر به بتاتا وينسى قيمته ! ودعوني أحكي لكم قصة ، وأرجو ألا تملوا قبل أن أنهيها ؛ فهي مرتبطة بنا بني البشر ، ولتحكموا عليها بعد أن أنتهي ..

يروى يا سادة يا كرام عن نشأة الكون بأنه بدأ بإنفجار عظيم ، وهذه إحدى النظريات المعتبرة لنشوء الكون ، كما أنها قريبة من قول الخالق عز وجل : { أَوَلَمْ يَرَ‌ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ كَانَتَا رَ‌تْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} (الأنبياء : 30) ، وإلى يومنا هذا لم تأتي نظرية تدحض هذه النظرية .. ما يهمنا أن الإنفجار هذا نتج عنه تبعثر للمادة الأولية ، فأنتشرت بسرعة مهولة في أرجاء الكون ، وتمددت في فضاء من المادة السوداء المجهولة إلى يومنا ، وقد أثبت العلم الحديث - بخلاف ما يعتقد الكثيرون - أن هذه المادة ليست محض فراغ ، بل أنها نوع من المواد ولها كتلة !

في تمدد هذه المادة اللانهائي أنتشرت المادة الساخنة في أرجاء الكون ، وتكونت كتل صغيرة هنا وهناك ، وهناك أجزاء من هذه الشضايا أحتفظت بحرارتها فكانت شموسا ، وأخرى فقدت قشرتها حرارتها وظل باطنها ساخنا فكانت كواكبا ، وتكونت ملايين المجرات التي يحتوي بعضها الآف الشموس ، وحولها دارت الآف الكواكب ، ومنها كوكب الأرض الذي نعيش على سطحه !

وكما ترون فلو أننا أردنا أن نحسب حجم كوكبنا بالنسبة للكون لكان أشبه بذرة غبار على سطح جبل ، ولو أننا أردنا أن نحسب عمر البشرية كلها بالنسبة لعمر الكون لكان أشبه بثانية واحدة في آخر يوم في سنة ، ولو أردنا أن نعرف حجم الإنسان بين مخلوقات الله لوجدناه يحتل جزءا لا يكاد يذكر أمام كم هذه المخلوقات والتي لا نزال نجهل معظمها ، وكلما تقدم العلم أكتشفنا مخلوقات لم نكن نعرفها من قبل ، وبعضها من صغر حجمها يعيش في داخلنا ويعتبرنا نحن الكون بالنسبة له !

بعد هذا كله ألا يعتبر من الشطط أن يعتقد الإنسان نفسه مركز هذا الكون ؟! أوليس من الحمق أن ندمر الحصاة التي نعيش على سطحها بسبب الأطماع والأنانية ؟! ألا يكفي البشر غرورا أن يظن أنه الكائن الوحيد في كون يتمدد بإستمرار حتى يأذن الله بنهايته ؟! من أنت يا أبن أدم حتى تتكبر وتظلم وتقهر وعمرك لا يساوي جزءا يذكر من عمر البشرية الضئيل ؟! وحتى أعظم أسلحة الدمار الشامل التي يتباهى بها الطغاة ليس لها أثر يذكر أمام أضعف إنفجار في سطح الشمس التي تحدث بالآلاف كل يوم !! نسأل الله العفو والمغفرة ، ولنفكر جيدا في تلك الأكاذيب التي تخطر لنا قبل أن نتعدى أو نظلم غيرنا ، والله أحق أن نخشاه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك