المقالات

فشل السياسة تنتج الحروب والفوضى


  عبد الخالق الفلاح ||   حين تفشل السياسة، تكون الحروب هي البديل، والمفارقة أن الحروب تعود إلى حضن السياسة كي تجد نهاية للحرب أو مخرجاً تتميز بشكل عام بالعنف والتطرف و الفوضى الاجتماعية ومحاولة إلحاق الدمار الاقتصادي بين الأطراف المتنازعة، منها.،والحرب:" هو نزاع مسلح تبادلي بين دولتين أو أكثر من الكيانات غير المنسجمة، حيث الهدف منها هو إعادة تنظيم الجغرافية السياسية للحصول على نتائج مرجوة ومصممة بشكل ذاتي ، باستخدام العنف المسلح المنظم بٌين الجماعات االانسانٌية، و تعرف بأنها الوسٌلة الاكثر قسرا لتحقٌيق أهدافها"،  • وٌعرفها العالم الالماني كالوزفٌتز بإنها: الاستمرار بالسٌياسة ولكن بوسائل أخرى، ولم تعد اثارها محدودة النطاق، اواستثنا ء في الاهداف وليس كل استخدام محدود للقوة ٌيعتبر حرب والحرب بالمعنى المادي قديمة التاريخ، وباتت  لا تميز بين حرب واخر و بٌين هدف دون أخر، بل أصبح الشعوب كلها أهدافا فًي الحروب، وأصبح نطاقها أوسع بكثٌير، وباتت الدول تجند كافة امكانٌاتها المادٌة والتكنولوجٌية الحدٌيثة، وأصبحت هجمات الحرب إخضاع نفسي للمقابل، واضعافه قبل المواجهة المسلحة،  أسباب الحروب الاساسية يمكن من ان نجمعها في مايلي: البشر عنيفين و عدوانيين بشكل طبيعي، مما يجعل حدوث الحرب أمراً لا مفر منه ، النزاعات على الموارد غالباً تؤدي إلى الحرب، بعض الأنظمة تكون أكثر ميلاً لشن الحروب وتكون عدوانية،والقليل من الدول تتدخل في بعض الأحيان من أجل تحقيق السلام وترسل قوات عسكرية إلى دولة أخرى لتكون كـقوات حفظ للسلام ،بعض المعتقدات السياسية اسست على هذا الاساس وتفضل و تؤيد الحرب أكثر،ولا شك بعد انتهاء الحروب يظهر دور القادة من سياسيين وعسكريين في إشعال الحروب والتحريض عليها نظراٍ لما يتحقق لهم في أجواء الحرب من تمجيد وتقدير من قبل شعوبهم فضلاٍ عن غض النظر عن تجاوزاتهم وسلبياتهم كما أنها (الحرب) تمنح الفرصة للمجرمين لممارسة نشاطهم. ولكن الخطير في الأمر أن المغلوب في السياسة والحرب يصير مولعاً بتقليد الغالب،  وسر ذلك أن المغلوب يفقد ثقته بنفسه، ويحيل هزيمته إلى ضعفه في معتقده وسلوكه، فيبدأ بجلد ذاته، ثم يتخلى عن هويتها، وينتحل هوية الغالب، ويصير مقلداً له، حتى يذوب في كيانه..مظاهر جميع الحروب وآثارها تكاد تكون متطابقة في كل مكان وذلك لأن الحرب تولد (ثقافة خاصة) منها المظاهر والآثار غير الأخلاقية التي تواكب اندلاع الحروب وتعقبها منها عمليات (التهجير) بما يترتب عليها من مآسُ وجرائم ونشوب طبقة من المجرمين الذين يستغلون ظروف الحرب ليقوموا بعمليات سلب ونهب وتهريب مخدرات وتسهيل دعارة وغيرها من الأنشطة التي تدمر أخلاقيات الشعوب مما يؤدي إلى حالة من (الانهيار الروحي) كما أن الجنود الذين يقتلون الأبرياء في الحروب يدفعون ثمناٍ عاطفياٍ ونفسياٍ كبيراٍ بعد انتهاء الحرب وعودتهم إلى المجتمع المدني تهيمن بها على كل الثقافات وتؤثر بها على السلوك البشري الذي يصل إلى مستوى الحضيض بين طرفي الحرب اللذين تجرعا (مخدر الحرب) فتصبح على درجة واحدة من الهمجية والوحشية والعدوانية،تتدهورالاوضاع في اتجاهات أكثر حدة وسرعة،  و تتجاوز سمة عدم الاستقرار إلى مستوى من التفكك الذي قد يصل إلى فوضى حقيقية، وأول ملامح التهديدات فوق التقليدية تبدو في حقيقة وجود وقت متصدع بشدة وتحت التشكيل. وتحمل الأحداث شهادة واقعية على حجم التصدعات وقوتها التي تحفر عميقا في الجغرافيا السياسية وتشكيلاتها الاجتماعية والثقافية، وفي وسط التصدع توجد بقايا نظام ضعيف ومترهل قابل للقسمة والتقاسم بين كل الفرقاء. 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك