المقالات

الثقافة الانسانية دون التجاذب والاهواء المركبة


عبد الخالق الفلاح ||

 

الثقافة هي سلوك اجتماعي و معيار موجود في المجتمعات البشرية ،هي مجموعة العادات و التقاليد والقيم للمجتمع، مثل اي مجموعة إثنية أو أمة و هي مجموعة المعرفة المكتسبة بمرور الوقت.

 وبهذا المعنى، فإن التعددية الثقافية تقدر التعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة التي تسكن نفس المساحات والسطوح و تعدّ الثقافة مفهومًا مركزيًا ، تشمل نطاق الظواهر التي تنتقل من خلال التعليم الاجتماعي في المجتمعات البشرية ، بعض جوانب السلوك الإنساني، والممارسات الاجتماعية مثل الثقافة، والأشكال التعبيرية مثل الفن و اذا اضفنا لها الانسانية سوف تعني الانتقال من الخاص إلى العام، ومن الحيز الصغير إلى الأوسع مدى، ومن الانتماء الجزئي (المؤطر بثقافة محددة) إلى الانتماء الكلي - أي الانتماء للإنسان ذاته.هي إذاً ثقافة خلاقة، تنسجم مع الروح ومكنونها الأكثر عمقاً وعظمة وهي ثقافة نحو الأعلى، في مقابل ثقافة الأنا المتجهة نحو الأسفل، نحو التراب، بما يجسده من تساقط وهبوط .

وتنعكس الثقافة الانسانية خصائصها العظيم على ثقافتنا ثباتاً في أصلها بحيث لا تتجاذبها الآراء البشرية ولا الأهواء النفسية، وانسجاماً مع العقل البشري، فلا تتناقض مع مسلماته وان محاربة البشرية وتربيتها وتدريبها على السيطرة وحل المشاكل التي يمر بها أغلب البشر سواء كانت اجتماعية وثقافية ودينية يؤدي إلى تكوين ثقافة التسامح بين البشر.

والتسامح هو نبذ الكراهية والحقد الذي يسيطر على الإنسان وكبح عقلية الانتقام ورد الفعل السريع لديه والثقافة الانسانية تبقى أصولها ثابتة لا تتغير بتغير الزمان والمكان والأعراف الاجتماعية،كما يشير اليها القراَن الكريم {كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء} (إبراهيم : 24)، كما تنعكس إيجابياً على وحدة الشعوب خاصة الاسلامية منها اذا عملت به ، مصداقا لقوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} (الأنبياء : 92).  الثقافة الإنسانية فطرة ومن شوهها هي تصرفات الإنسان وطمعه وجشعه وانقياده وراء محرمات ومحظورات عديدة في سبيل الوصول الى مبتغاه،

 لا علاقة التمدن والحضارة في تحجيم التعامل بانسانية بين الناس، بل ان بعض الناس استخدموا العلم والحضارة وتم تسخيرها للوصول الى مآرب دنيئة، لذا، الإنسانية مرتبطة بطبيعة الاشخاص، وخلقهم وطريقة تفكيرهم ، ومن المعلوم أن الثقافة الشعبية على الخصوص، موفورة العناصر، توجِدها حاجة الإنسان المادية، بعد التفكير في إيجادها ذهنياً على شكل صورة تتحوّل إلى وجود مادي بالفعل الانساني، ولتلبّي حاجات مادية، وحاجات لا مادية أيضاً. بوجود أدوات الحراثة نشأت عن التفكير في كيفية استنبات النباتات. والرقص الإيقاعي انوجَد لاستجلاب رضى الآلهة وكفّ أذاها. والحاجة إلى المتعة والانشراح أوجدت الآلة الموسيقية..

وهكذا. ما يعني، أن من الصعوبة الفصل بين ما هو مادي وما هو لا مادي في الثقافة الشعبية. وهي لصيقة المجتمع الإنساني في أي مكان من العالم، وفي أي زمان. ذلك أن الانسان منذ وجوده وهو يعمل على استمرار حياته في محيط لا مكان فيه إلا لمن يستطيع العيش بالاستمرار على قيد الحياة، إن كان في تحصيل وسائل معيشته، أو في حماية نفسه من أذى الحيوان و غوائل الطبيعة.

ومن المهم القول إن أي فعل يقوم به الإنسان في هذه المجالات ناشئ عن عقل يعقل وعن تلمّس حواسٍ في عالم لا يزال فيه كل شيء طبيعياً دون تدخل ودون عناية. وعليه، إنّ كل فعل يتأتى عن نشاط الانسان ليبقى على قيد الحياة هو فعل ثقافي؛ فعل مبتكر أوجده الإنسان في لحظة الحاجة إليه، ليومّن بواسطته معيشته ومن ثم، على مر الزمن، ارتقائه في الحياة.

 

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك