محمد الكعبي ||
كثيرا ما تداهمنا الازمات والمشاكل وتنهزم جيوشنا ونفوسنا وتخرب البلاد والعباد
بسبب التقديرات الخاطئة والخطط الفاشلة والتي ترتكز على حسابات غير دقيقة بل وعشوائية في غالبها، والكثير من الاحزاب لاتمتلك برنامج محّكم مدروس قابل للتطبيق بل مجرد ردات فعل آنية ومعالجات وقتية نتيجة برامج وخطط فاشلة متهالكة تنم عن صغر حاملها وتدني صاحبها، فكانت النتائج موجعة، والضربات مؤلمة، فالكل يلوم الكل، والجميع يتهرب من المسؤولية ويلقي التهم على الاخرين، لم نستطع أن نُنتج أحزابا أو رجالا تتحمل المسؤولية وتقف وقفة شرف وتقول انا المسؤول، بل الهروب ديدنهم والقاء التهم مهنتهم، والتنصل والتخاذل والخنوع سياستهم، حتى أصبحت الاغلبية مستضعفة تستجدي من الاقلية التي اجادت التحكم برسم المقدمات الصحيحة لتاتي النتائج كما تريد، وهذا يحسب لهم لأنهم عرفوا ما يريدون وكيف ومتى يحققونه، أما سياسيو الصدفة فليس لهم هم سوى ملئ جيبوهم وخطابات مملة وشعارات فارغة ليس لديهم برنامج ولا نظام ولا آلية عمل، بل فوضى وتخبط واعتماد على العصبيات والبيوتات المتهالكة مجاميع فوضوية متبعثرة متقاتلة فيما بينها وضيفتها التسقيط والسرقة، حتى اصبحوا لعنة على لسان الارامل والايتام والعاطلين عن العمل، بل لهم حضور دائم في مجالس الفقراء من السب والشتم، واصبحوا وصمة عار في جبين أمة قد انجبت الاخيار والافذاذ لكنهم ضيعوا بجهلهم وعصبيتهم وفسادهم وخنوعهم وتفرقهم حقوق الاغلبية، فتعسا لمن لا يعي خطورة المرحلة والاتعس منه من لايستثمر الفرص والمتغيرات المحلية والعالمية لمصلحة بلده وشعبه، داهمهم العدو بكل قدراته فدخل بيوتهم وحصونهم وأخذ منهم اولادهم واتباعهم وهم غافلون لأنهم غفلوا عن رسم المقدمات الصحيحة، وتقوقعوا داخل غرف صفراء وخضراء وهذه نتيجة طبيعية لمن يدخل في أمر ليس اهلا له.
نعيش اليوم التخبط والضياع والتراجع والانقسام على جميع المستويات بسبب أن الفاعل السياسي لم يحسن التدبير والتخطيط والعمل حتى تفاجأ بانهياره وهزيمته وأصبح يستجدي من الاخرين، فضلا عن مداهمته افكار ونظريات لم تكن تخطر على باله حتى فقد جماهيره، وذهبت مكتسباته بعيداً، إن بناء المجتمع و أدارة الدولة يتطلب العمل بروح الفريق الواحد ومضافرة الجهود والعمل بشكل استثنائي ببرنامج واقعي يتعاطى مع المكان والزمان وفق زمان محدد وعلى جميع المستويات ليحقق الاصلاح المنشود مع الاستعانة بالخبراء واهل الاختصاص من المخلصين الوطنيين، هل يعقل ان النساء عقمت عن ولادة هؤلاء الافذاذ.
حارت العقول من معرفة كيف يفكر السياسي وماذا يريد وهل تقف اطماعه إلى حد، كل الحضارات التي مرت كانت قوية متحدة لكنها تفتت واندثرت ولم يبقَ منها الا اسمها، وقصصها تحكى وتاريخها يدرس إلى طلاب المدارس ، ومن جمال الدنيا انها لاتقف عند موت أحد ولا تهتم لاحد مهما كان بل تنساه وتتركه خلفها تاكله الاتربة وتذوبه القراطيس، فكم من عظيم لم نعرفه وكم من إمبراطورية عملاقة لم نسمع بها، أما الانسان بجهلة يعتقد انه يستطيع ان يوقف الزمن، أو يغير مسار الدنيا وهذا هو الجهل بعينه فلا الزمن يتوقف ولا المصير يتغير، فقد تحدد الاتجاه نحو النهاية الحتمية وهو الرجوع الى الله، لكن كل له مسلكه وطريقته، لايعي المتصدي أنه سيطول وقوفه امام محكمة الله تعالى ويسال لماذا لم تفكر وتخطط وتجتهد واذا اجاب انه لم يستطع سيقال له لماذا لم تترك الامر لغيرك ؟
ولماذا تمسكت بالسلطة رغم فشلك طمعا بالدنيا التي تركتها للورثة فتعسا لك يا فاشل.
(يمكن الفوز في الحرب منفردا ، لكن السلام الدائم لايمكن الفوز به او ضمانه بدون توافق الجميع) . لويس ايناسيو لو لادا سيلفا