المقالات

إختزال مقصود من أجل فبركة سلطان متفرد

1387 2022-03-15

حسن المياح ||

 

حقيقة واضحة مستبينة يشهدها القاصي والداني ملاحظة وجود واقع ، يستهدف منها نماء وجود ضئيل لتمثيل وجود أكبر وأوسع وأعظم بفبركة ترويج إختزال ، من أجل فرض سلطان متفرد بلافتة جميلة مستساغة مرادة ، ويافطة محببة مستحسنة مطلوبة ، على أنها مشروع وجود صالح ، يزيح فسادآ عظم شره وإستطار ، ودمر وهدم وخرب ..... ومن يفضل الفساد على الإصلاح والصلاح ، إلا من إنحرف وأجرم وتبلطج وتهاتر وإستهتر ؟

فكل ترويج لفكرة ، أو موضوع ، أو أي حادث من حوادث الوجود الإنساني ، لا بد له --- من وراء أو خلال أو إختباء أو طلاء --- غاية يسعى الى تحقيقها ، ومن خلال نهوض هذا الترويج والإذاعة والإعلان ، وإتساعه ، هيمنته ، ونفوذه ، يكون ، ويتحقق السلطان الفارض نفسه ، وينمو توسعآ وإمتدادآ عرضآ ، ويرتقي صعودآ وإرتفاعآ إعتلاءآ وتميزآ ، حتى يكون هو الدكتاتور الحاكم المتسلط ( الشيطان الأكبر السلطان المتحكم الأوحد ) المفترض الطاعة إستعبادآ وعمالة ، وخوفآ وجبنآ ، لما هو عليه من نفوذ قاهر مجرم ناقم منتقم ..... وخير دليل عالمي على هذا ، هو أميركا المجرمة ( الشيطان الأكبر ) النظام العالمي الأوحد ..... وعلى إقتفاء تقليد هذا الرسل المتصعلك بالمفهوم الجاهلي للصعلكة الطاغية المتشيطن ، بدأ تتلمذ المد الإستعماري بإرتداء زي السلوك السياسي يفرض وجوده المغير سطوة بلطجة وتفرد طغيان ، وأنه ينحو منحى التسلق بإزالة كل ما هو عثرة وإعاقة ومعطل في طريقه بما له من سطوة إمتداد كبح وإلغاء ومحو وإزالة وإخفاء ولبوس لباس وتمظهر نيابة وتمثيل ، على أنه الفارس المقدام الذي يحق له الصولة فروسية ميدان فارض ، بنكهة أنه ظهر سند ، وتمثيل مستوعب ، واليد الضاربة التي تفرض وتخقق ، والوسيلة الداعية لما يطمح اليه ، وما الى ذلك من عناوين فارغة جوفاء ، القصد منها التنمر والإستفحال ، ليكون هو الزعامة والقيادة ومركز القرار وإصداره ؟

وكل هذه الأفاعيل والتصرفات هي خطة سلوك إحتلال وإستعمار ( بالمعنى السياسي والإقتصادي للإستعمار ....《 هو أنشأكم من الأرض وإستعمركم فيها 》كما يشير اليه التعبير القرآني لكلمة الإستعمار )  بزي سياسي مجرم محتال ، بإنطواء على إنحناءات تبريرية خادعة ، وتعرجات إيهامية ماكرة ، وأنها تسلقات جهنمية عبثية ناقمة مستأثرة ، باطنها الفساد والإستيلاء الطاغي المتفرد المستفرد الغاش ، الذي يناقض ظاهرها المتقمص ثوب القيادة الوطنية الصالحة ، والحامل راية الإصلاح والصلاح ، والمهتم بمصالح الشعب العراقي أفرادآ وحدانآ ، وزرافات جماعات ، والمتوسل عطاءآ وتقديم خدمات ..... والهدف منها بعد الترويج اليها هو صناعة زعامات لاهثة ، وإنتاج قيادات مزعومة ، وأن الغاية التي تنشدها هي تتويج طغاة ظلمة ظالمة محتكرة ، كقيادات حاكمة متسلطة ، تتربع على العرش والكرسي لقيادة الحياة ، وإدارة البلاد .

والأمثلة على هذا الذي نقول في الحراك السياسي العراقي كثيرة ومتعددة ، ومنها على سبيل المثال ، الشخص الواحد ( أو الشخوص المتبعضة عددآ التي تعدادها هو أقل من أصابع اليد الواحدة لما تجتمع وتأتلف وتتحد ) الذي يزعم أنه يمثل طائفة مذهبية بكاملها وأنه ممثلها وعنوانها الشخصي ، وبأي عنوان أو تسمية أو تجمع أو إءتلاف أو إتحاد في إطار أوسيادة أو تيار .... وهو لم يكن بقدرها ، ولا هو بالمختار لها ، أو المجمع عليه بتمثيلها والتحدث والعمل بإسمها ؛ وإنما هو ( أو هم ) الذي يسبغ على نفسه ، ويصبغ ذاته من تلقاء نفسه وهواه بصبغتها على أنه هو المنذور لها تمثيلآ رساليآ نيابة عن كل أفراد إجتماعها وتجمعها وجماعتها ، ذلك التكليف وتلك المسؤولية والمهمة ..... وهو ليس المرضي عنه ( إلا من قبل أتباعه ومريديه فقط ) بتمثيلها من قبلها ، أو التحدث نيابة عنها.

ومن الأمثلة كذلك هو إختزال وجود بلد كامل مثل العراق ، أو محافظة ، أو وجود قومي ، وما شاكل ذلك .... ببقعة جغرافية صغيرة ، أو حي صغير منزو ضائع بين أحياء أخر في ذات المنطقة أو المحافظة  على انها ( تلك البقعة أو المحلة أو الحي الصغير ) عاصمة العراق بأكمله ، وأنها مركز قرار المحافظة بكليتها ، وأنها الممثل والناطق بإسم الفئة بتمامها ، أو هو النائب المعتمد المخول عن القومية بأسرها ........ ولا هو ، ولا هي ، التمام ، ولا الكمال .... وإنما هو ، أو هي ، يتصوران أنهما الجرم الأصغر الذي أنطوى فيهما العالم الأكبر ....

وخلاصة القول ، لم يكن ، ولا ، ولن يكون الشخص الفرد أو بضعة أشخاص معدودة هو ( وهم) يختزل به ( وبهم ) الوجود المليوني الإنساني العراقي شعبآ منتشرآ في كل محافظات العراق ...... ولا البقعة الجغرافية الصغيرة من حي أو محلة أو محافظة ، يمكن أن تكون بديلآ شاملآ معوضآ عمن هو أكبر منها وجودآ مسؤولآ .....

ولا الشخص المنسوب لقومية أو وجود إنساني واسع كبير مساحة ، كثير نفوسآ ، يمكن أن يكون بديلآ شاملآ مستوعبآ ومعوضآ ونائبآ عن الكل المجموعي المستغرق لكل تلك القومية ، وذاك الوجود الإنساني الواسع الكبير الكثير .

ولذلك خلق الله الحكيم العادل سبحانه وتعالى الناس مختلفين ( سواء كانوا جنسآ ، أو وجودآ مؤمنآ معتقدآ متخذين ديانات ومذاهبآ  ..... والدين عند الله واحد هو الإسلام ، وأنهم على إختلاف تنوع في التفكير والتوجهات والإتجاهات ..

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك