المقالات

الحسين؛ الانعطافة الكبرى..


 

سميرة الموسوي ||

 

·        الحسين ؛ المثل التربوي الاسمى لطريق الإباء والكرامة الانسانية يسطع من بين يدي أم أبيها

·        لمناسبة ولادة الامام الحسين عليه السلام .

في الثالث من شعبان ،من السنة الثالثة او الرابعة للهجرة ولد الامام الحسين عليه السلام .

  والنظرة الموضوعية لمولد إنسان بمواصفات الامام الحسين عليه السلام ومقارنته او مقاربته لبيئة مولد ثوار العالم سنكتشف الكثير من الفروق في نوعية نسب ونشأة أولئك الثوار ونشأة الحسين وصولا الى يوم العاشر من محرم حيث إستشهاد الامام ومن معه وسبي عائلته ثم ما حدث بعد ذلك من إنعطافات إجتماعية وسياسية وفكرية حادة في الواقع الاجتماعي تعدت الى يومنا هذا .

  فمن خلال دراسة الواقع التربوي الاسري والاجتماعي للامام الحسين سنعرف أن هذا الانسان ملهم ومسدد بمنزلة لها خصوصيتها عند الله سبحانه وتعالى ، ومهيئاً لإحداث إنعطافة تاريخية في الفكر الاسلامي والانساني وذلك لحدوث شرخ مفاهيمي إسلامي في أذهان الناس آنذاك أحدثه النظام الاموي مع تدني المشاعر الانسانية في واقع النظام .

... فجده عليه السلام النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

.... ووالده إمام المتقين عليه السلام.

... ووالدته فاطمة الزهراء عليها السلام .

 ولن نستمر بايراد أسماء أفراد أسرته الممتدة المميزين بين رجالات القبائل ،في حين أن ثوار العالم لم ينبتوا في هكذا نوعية من بيئة أسرية شكل عناصرها العظماء وعلى رأسهم نبي .

   وهذه المعطيات التربوية لا نرى أنها تشكلت إعتباطا بقدر ما نوقن أن ثمة دورا ثوريا إنعطافيا فريدا سيعبده هذا الانسان طريقا سالكة للحياة الكريمة لكل أبيّ نقي بحيث يجعل الطريق الذي دعا اليه والده عليه السلام يستحق التضحيات حين قال ( لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه ) .

ولقد وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم إبنته والدة الحسين ب ( أم أبيها) فكيف لا يسطع من بين يديها الثائر الاسلامي الانساني الاعظم .

__ ثوار العالم لم يحظوا بهذا النوع من البيئة الاسرية المتفردة ( المقدسة ) ولذلك فإن ثوراتهم وإن كانت مؤثرة فهي لم تعمر طويلا بأفكارها الاساسية ،فبعضها أنحرف ،والبعض الاخر فشل أو مات ،ولكن مباديء ثورة الحسين أخذت مسارها الافقي لتنتشر في جميع أنحاء العالم ، والعمودي لتتسامى أكثر وتستقر في صميم ضمائر الناس حتى يومنا هذا والى يوم الدين ،وازاء ذلك صار إسمه عليه السلام مفزعا للطغاة ، وصارت ثورته شاملة لكل المباديء الخيرة في الحق والحرية والعدالة والكرامة الانسانية .

   إن نوعية التربية الحسينية لها مواصفات غير مسبوقة ومهما كانت  مستويات المنظومات التربوية الحديثة فإنها لن تخلق جيلا أو فردا يشابه التربية الحسينية ( بعدم الاشارة الى النسب واللطف الإلهي ) ولكن إذا تم إيجاد بيئة تربوية مستخلصة من البيئة الاسرية التي تربى فيها الثائر الانساني فيمكن عندئذ إيجاد من يخلصون لطريق الحق ولا يحيدون عنه .

  لقد أعطى الامام الحسين عليه السلام الامة الاسلامية درسا عمليا في مجابهة الطاغية والوقوف بوجه العتاة في واقعة الطف العظمى.

   يقول الامام الحسين عليه السلام

.... الصدق عز والكذب عجز والسر أمانة والجوار قرابة والمعونة صداقة والعمل تجربة والخلق الحسن عبادة والصمت زين والشح فقر والسخاء غنى والرفق لبّ.

ويقول عليه السلام

(قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : رأس العقل بعد الايمان التحبب الى الناس ) .

وقال عليه السلام

... لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد ..

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

... حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا ...

فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد إستمسك بالعروة الوثقى ...

السبت ١ شعبان ١٤٤٣هـج

٥ آذار ٢٠٢٢

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك