المقالات

الصحة ( ١٨ )الصلاة والسلامة النفسية ..


  د.مسعود ناجي إدريس ||   إن أداء العوامل والواجبات الدينية ، بما في ذلك الصلاة ، بالإضافة إلى إثارة المشاعر الروحية للإنسان ، يقلل من المصائب والمتاعب اليومية ، فالصلاة أسلوب حياة وأسلوب حياة منتشر يشمل الأخلاق والقيم والفضائل السلوكية. وبهذه الطريقة يخطو المؤمن في الصلاة ، بانسكابه العاطفي وتفريغه من الشوائب والأفكار السلبية ، خطوة نحو تطهيره النفسي. الصقل العقلي له نتيجة محددة ، وهي الصحة العقلية للفرد. أظهرت نتائج العديد من الأبحاث أن أداء الشعائر والممارسات الدينية فعال في تخفيف التوترات والمعاناة (الآلام اليومية وتوفير الصحة العقلية للناس). بمجرد أن يروي الإنسان مشاكله مع الله ويدعو الله بعد الصلاة  ويطلب شيئًا ما ، ستتحسن حالته العقلية إلى حد ما. يُلاحظ أن نفس النتيجة التي تتحقق في علاج نفسي ناجح وفعال يتم الحصول عليها من الصلاة.  يقول القرآن الكريم: <وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي> ( طه / ١٤ )  ويقول تعالى في آية أخرى: <وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ> ( العنكبوت / ٤٥ ) . حقيقة أن الصلاة مذكورة في الكتاب السماوي كأفضل مثال على ذكر الله قد تكون بسبب حقيقة أنه أثناء قيام الإنسان للصلاة ، فإن الروح البشرية ، بسبب الاهتمام بالأصل الأعلى والخالق الواحد ، تبتعد من الداخل عن القلق وتنسى المصاعب والمصائب. لذلك لا يوجد أدنى شك في هذا الأمر في أن ذكر الله يهدئ القلوب من كل يأس واضطراب ، والصلاة هي أوضح مثال للذكر الإلهي. كما تم تقديم الصلاة باعتبارها العامل الوحيد الذي يمنع الانزلاق وهي الدعم الوحيد الآمن والقوي للإنسان. هذا يمكن أن يحمي الروح من الوقوع في فخ الحوادث ويمنحه راحة البال. يقول القرآن الكريم: <إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ> ( العنكبوت / ٤٥ )  ▪️ الصبر والصحة النفسية وفقا لسنة الأئمة عليهم السلام، يتمتع الشخص السليم الفاضل بروح الصبر، ويتجنب دائما الغضب في علاقاته الاجتماعية. غالبًا ما تؤدي السلوكيات الغاضبة إلى الحزن لفترات طويلة. ( مستدرك الوسائل ، میرزا حسن نوري طبرسي ، مؤسسة آل البيت ، الم . ١٤٠٨ ه ق ج ١٢ ، في ۱۲) قال الإمام علي (عليه السلام): 《إياك والغضب فأوله جنون وآخره ندم، الغضب عدو فلا تملكه نفسك، من لم يملك غضبه لم يملك عقله》(میزان الحکمة ، محمد محمدی ری شهری ، مرکز تحقیقات دار الحدیت قم ، ١٣٨١ ، ج ٩. ص ٤٣٢٩ ) إن تقوية الصبر والتحمل يزيد من قدرة الإنسان على التحمل في مواجهة صعوبات الحياة ويحافظ على اعتداله العقلي. يدعو القرآن الكريم الجميع إلى هذا الأمر المهم ويقول: < وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاة وَإِنَّهَا لِكَبِيرَة إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ > (البقرة  / ٤٥) لذلك لا يمكن للإنسان أن يحقق الصحة النفسية والكمال دون الصبر  والأخلاق الحميدة.    الأنس بالقرآن والصحة النفسية من التعاليم المهمة في الصحة النفسية والتي تم التأكيد عليها في حياة المعصومين تلاوة القرآن وتطبيق تعاليمه في الحياة الفردية والاجتماعية. قال نبي الإسلام (ص): 《كتاب الله عز وجل، فيه نبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تلتبس به الألسن ولا تزيغ به الأهواء ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا يشبع منه العلماء ولا تنقضي عجائبه》(همان ، ج ٩٢. ص١٩) قال الله تعالى: <يَا أَيُّهَا اَلنَّاس قَدْ جَاءَتْكُم مَوْعِظَة مِنْ رَبّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي اَلصُّدُور وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ> (يونس / ٥٧) القرآن الكريم شفاء؛ لأنه يطهر القلب من كل الأمراض والانحرافات، ويهيئ أرضه لمكان الفضائل، ويطهر الباطن من العوائق التي تعيق النعيم، ويهيئها لقبول النعيم. يقول الرسول الكريم (ص): 《یا بني لا تغفل عن قراءة القرآن يحيي القلب وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي》 (میزان الحکمة ، محمدی ری شهری ، مرکز تحقیقات دار الحدیث ، قم ، ج ۳ ، ۱۳۸۹ ، ج ٣ ، ص ٤٨٥٥) لذلك، فإن التلاوة المستمرة للقرآن والإلمام به وخلق جو قرآني في البيئة المنزلية والمدرسية بشكل منسق يوفر أرضية للنمو والازدهار وصحة الفرد والمجتمع.  الأشخاص المطلعون على القرآن يتمتعون بالصحة النفسية وراحة البال...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك