د. حسين فلامرز ||
كانت ثورة البرتقال في اوكرانيا عبارة عن "طشة" اعلامية عالمية وصلت اخبارها وصورها الى جميع انحاء العالم تنقل كيف يعتدي الشباب والمتظاهرين الاوكرانين على رموز السياسية والوجاهة في دولة لانعرف عنها الكثير وكان معظم هؤلاء الثوار أناس مزيفون فارغون يمتدون على طول سفرة الغرب مثل ماحصل في العراق بالضبط في فوضى تشرين الاسود.
حيث سعت الدول الغربية الى استقطاب قرقوزات العراق واشباه السياسين والى فتح القنوات الفضائية لاشخاص باعوا شرفهم ووطنهم بحجج متعددة وسمحوا لهم ببرامج مرئية ساخرة تثير سخط المواطن الجاهل مثل برامج الاستهزاء السياسي والنيل من القادة العسكرين وامثال كثيرة لمرتزقة الاعلام وكذلك قنوات فضائية صفراء مدفوعة الثمن ومحللين سياسين من الدرجة الدنيا ليفسحوا المجال الى دعاة السياسة الذين لايفقهون شيئا في ذلك! في كل الاحوال وصل الامر بنسبة كبيرة من الشعب الاوكراني السادج الى اختيار حكومة يقودها فنان ساخر بالتاكيد عديم الاحترام كما هو سائد في الخلق العام عند الفنانين من هذا النوع حيث يسيؤون لكل من لايدفع لهم ويدافعون عن كل من يملأ جيوبهم او يحقق رغباتهم.
هذا هو ديدن العملاء الذين يأتون بقرارت خارجية وعملهم هو تنفيذ الاملاءات ولدينا مثل واضح بالقرب منا، كما ان هذا الفنان الاوكراني الواطىء تعامل مع ملف روسيا بشكل ساخر من دون ان يعي بانه يمثل اعلى سلطة في البلد ومسؤول عن حمايتها وأنه لم يفهم او حتى يفكر بانه ليس بسياسي اصلا واستمع واطمأن الى دول دفعته ليكون في الواجهة وهو على يقين بانه لايفهم في السياسة وجاء بالصدفة بسبب سذاجة عدد كبير من سفهاء القوم الذين جاءوا به ليضعوا اوكرانيا في هذا الموقف الذي لايحسد عليه الشعب الاوكراني في يومنا هذا. ان الانسداد السياسي والتعنت الاوكراني ماكان ليحدث لولا وجود الاوامر الخارجية التي وضعت الفيتو على المباحثات السياسية بين الكرملين وكييف وقطعت بينهم حبل الود بالرغم من ان لهم تاريخ مشترك وحدود طويلة وبدلا من زيارة ماكرون الى بوتين والتباحث معه، كان يجب ان تكون زيارة الرئيس الاوكراني ساعيا لحماية وطنه شعبا وارضا!
لكن ماذا يمكننا ان نقول عندما يتم تفعيل الفيتو الخارجي على سياسيين جاءوا للعمل السياسي لاسباب مختلفة! ها قد حدثت الحرب وسيدفع ثمنها شعوب لاحول ولاقوة ويبقى الخارجيون يضحكون على الداخل ويكتفون بالتصريحات التي لاترضع طفلا ولاتنقذ كهلا.
ان الانسداد السياسي الذي زلزل كييف هو ذاته سيزلزل بغداد ونعود الى نقطة الصفر! ومن يقول غير ذلك لايمكن ان يكون الا شبيها لرئيس الصدفة الاوكراني الذي امتد نتيجة تيار الموجه الغربية ولايختلف كثير عن موجة السعودية والامارات في العراق! ان الفيتو على السيد المالكي هو ليس داخليا، بل خارجيا وبامتياز وان حكام السعودية مستعدون ان يبيعوا كل مالديهم من اجل تحييد المالكي ان لم يكن القضاء عليه!
مايختلف هنا في الامر هو عنصرين مهمين، فالاول هو أن العراق عراق الحروب ليس اوكرانيا الاستقرار وفيه من الرجال عاهدوا الله على حمايته وقد جربوا الخائبون سابقا! والثاني اذا ماحصلت حرب فلن تكون من الخارج بل ستكون داخلية وسيقتل الاخ اخيه.
لاتستهينوا بالانسداد السياسي لانه قد يؤدي الى حرب لايطفئه بيان ولا شعار! واعلموا ان من جاء مع تشرين او ركب تشرين او من صنع تشرين لايليق ان يكون على قمة الهرم السياسي لاننا ليس في برنامج تلفزيوني ساخر.