المقالات

ما الذي تبقى للعراق؟!


 

ا. د جهاد كاظم العكيلي ||

 

ما الذي تبقى للعراق؟، سؤال يَشغل ذاكرة العراقيين، وسيظل يَطوف في مُخيلتهم الناجمة عن وحي الواقع المُعاش .. والكثير يتخيل أن الأمل أصبحت بوارقه كغروب الشمس لا كشروقها، وإن نهارهم لم يعد فيه ومضة للحياة بعد أن تبدلت كل المقاسات، وأن البلاد تحولت إلى بطاقات سكن يحملها الأشخاص، ولهم الحق أن يفعلوا ما يشاؤون .. فيما أرباب السيادة يتبادلون الألقاب لكي يعلوا شأنهم يوما بعد يوم .. ولا شأن لهم بالعراق، سوى شخوص وأسماء وألقاب مقترنة بصاحب الهيبة والزعامة والريادة والسيادة التي إكتضت بها بورصة السياسة، ورفعت من أسهمهم في بلد لم يتبقى فيه شيء، وما علينا إلا أن نستعد لِنعيهُ في يوم لا ينفع فيه الندم ..

وإن بكى العرب على غرناطة يوما ما .. فمن يبكيك يا عراق، بعد أن قُطعت كل حِبال حناجرك، وصرت بلا أصوت أو بأصوات مبحوحة لا أحد يسمعها، وخناجر الغدر وسكاكين الخيانة هي الأخرى قسَّمت أشلاءك بفعل من باعوا ضمائرهم .. فما الذي تبقى لكَ يا عراق، وأنت صاحب أطول عُمر في عمق التاريخ منذ أن كُنت غضا طريا ويافعا .. 

ومنذ آلاف السنين كان مجدك يا عراق باق، ولم يجرؤ أحدا أن يقطع حبلا واحدا من حِبال أوردتك .. لكنك اليوم لم تعد كذلك، يا عراق، وكأنك تواجه قدر محتوم كتبه عليك أرباب السياسة، وكأنهم يقولون لكَ عُد، يا عراق، لتبضع حطب  الشوك والعاقول لتدفئة أطفالك ..  

فالنفط لم يعد ملكك ولا ملك أبنائك فقد ذهب عنك وعنهم بعيدا .. حتى صحاريك، يا عراق، إبتاعوا كل ما فيها من خيرات لكي تكثر مغانمهم .. وإن كل ما تبقى لكَ مُجرد شعارات وأصوات مبحوحة تُمجد هذا أو ذاك، وإبق لوحدك لمقارعة مِحن أنت لست سببا فيها ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك