المقالات

شرب شرب..!


 

عباس زينل||

 

مساكين أولئك الذين يعتقدون بأن الغرب يواجهونهم بالجدية، ويعتقدون بأنهم لا يحتاجون إلى تعمق وتفكر لمعرفة العدو وما يقوم به، زمن المواجهات الجدية قد ولى، فالمقابل ليس أحمقًا لهذه الدرجة ويأتي ويقول لك أترك دينك وفكرك ونهجك، ولا يأتي ويقول لك لا تتبع المراجع ولا تحترم الشيوخ وأهل العلم والثقافة، ولا سوف يدون مقالات وكتب لكي يسقط رمز من رموزك.

النهج الاستهدافي تطور كثيرًا ووصل مراحل لا تتخيلها بتلك البساطة، في الفكر الجديد للتوغل داخل ملعبك وبيئتك؛ ليست مشكلة بأن يمدحون رمز كبير من رموزك مثل المرجعية، فالاطمئنان على صحة المرجع إن واجهته أزمة صحية؛ أمر بسيط لا يكلفهم شيئًا بل يضعهم في الاتجاه الصحيح، فهو ليس غبيا إلى هذه الدرجة ان يأتي ويتمنى الموت لمرجعك، بل سوف يظهر بهيئة المتضامن مع مرجع ويسيء إلى مرجع ثاني، وبذلك قد اكتسب عطفك بالتضامن مع مرجعك، واساء إلى مرجع آخر، وبذلك قد عمل على إضعاف صفوفك، وشتت الأنظار عن مخططاته في نفس الوقت.

الإعلام ومن خلال إستخدام السخرية والتي تعتبر سلاحًا فتّاكاً، وكما ذكرنا في المقدمة بأن زمن الجدية قد ولى، فمن الطبيعي اليوم البرامج التي تحاول استهداف قيمك ومبادئك؛ سوف لن تكون بذلك الوضوح الذي تتصوره انت، فبدل ان يسقط رمزك بشكل واضح؛ سيخلق ندًا له ولكن بهيئة أخرى، بهيئة قريبة منك يلاطفك ويضحك معك ويقرأ لك النكات، حيث يستهدف الأعمار الحديثة التي تحاول بناء شخصيتها حديثًا،والعقول الشابة تعتبر ارض خصبة لزرع أي فكرة جديدة، فلو أراد تغيير فكرة قد تربى عليها الشاب المسلم، لا يغيرها بطريقة واضحة وجدية؛ بل بطريقة استهزائية وكوميدية، فبدل ان يقول لك شرب الخمر حلال الذي يحرمه دينك بشكلٍ واضح وصريح، سيغني لك وهو يضحك ويرقص "شرب شرب"، كثير من كبائر الذنوب جعلوها أمرًا طبيعيًا من خلال إستخدام السخرية، فهي أقرب طريقة للوصول إلى قلب وعقل المراهق، المراهق الذي فتح عينيه وهو محروم من ابسط حقوقه، فيقولون له ماذا حصلت من حياتك لكي تلتزم بالدين، (عمي عيش حياتك + فشار وغلط ع العراق والسياسيين)، منطقيًا كلامه صحيح فهو لم يحصل أبسط حقوقه، ولكن لماذا يربطه بدينه ويحثه على الانحراف هنا تكمن الفكرة.

إذن من الخطأ الكبير نقلل من خطورة البرامج الكوميدية بحجة الترفيه، وتحت عنوان الحياة منتهية (هية خربانة)، فيجب الالتفاف حول العلماء وحول منابر العلم وخطبائها، ومعاونتهم في محاربة هذه الأفكار التي تحاول هدم المجتمع وقيمه، هدمه بعنوان الكوميدية والسخرية والضحك.

ــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك