د. علي المؤمن ||
كل ما أكتبه وأقوله؛ أعبر فيه عن آرائي وأفكاري الشخصية، ولا أنطق بلسان أية جماعة دينية أو حزب سياسي أو تيار فكري أو مؤسسة اجتماعية أو سلطة حكومية؛ لأنني لا أنتمي لأية توصيفات من هذا القبيل؛ ليس لأني أرفض هذه الظواهر العميقة في الواقع الإجتماعي والإنساني؛ بل لأني لا أريد التفريط بنشوة الإحساس بالحرية والتعبير عن نفسي وأنا أكتب وأتكلم.
وإذا ما كانت بعض آرائي وأفكاري تشابه أفكار شخص آخر أو جماعة أو سلطة؛ فإنما هي مشتركات لا أكثر، ولا تمثل انتماءً أو تبعية.
كما لا يعني تأييدي لفكرةٍ محددةٍ أو عملٍ معيّنٍ لشخصٍ أو جماعة؛ تأييداً لكل ما يقوله هذا الشخص ويفعله، وكل ما تفكر به تلك الجماعة وتمارسه؛ بل هو تأييد مجتزأ في زمان معين ومكان معين، وله علاقة بقناعاتي، و لا يمثل التزاماً وظيفياً أو اجتماعياً أو سياسياً أو تنظيمياً.
إن آرائي هي نتاج مناخاتي الخاصة التي خلقتها قنوات الوراثة الزمانية والمكانية من جهة، وتراكمات الفعل والإنفعال والخبرة الحياتية من جهة أخرى، و التجوال بين مختلف الأفكار والبيئات الاجتماعية والظروف السياسية من جهة ثالثة.
وبرغم أن هذا اللون من التجوال الدائب يقود غالباً الى التحول وعدم السكون الفكري؛ إلّا أنه بالنسبة لي يكرّس فلسفتي في الحياة، ويراكم قدرتي العقلية على التجديد في مناهج التعبير ووسائله وأساليبه. فوعيي بالحياة؛ بكل ما فيه من حقائق وأوهام وآلام وآمال وانفعالات وطموحات خاصة و عامة؛ وُلد وأنا في الخامسة عشر من عمري؛ ولادةً عسيرة من رحمٍ مركب؛ صنعه الماضي الموجع، و الحاضر الملتهب، والمستقبل الواعد، وبعد مخاضاتِ خوفٍ ورجاء.. لا يستشعر وجعها إلّا من أولد وعيه ذلك الرحم.
ــــــ
https://telegram.me/buratha