المقالات

الحشد الشعبي من منظور الغرب ..

2302 2022-01-08

..كندي الزهيري. ||

 

بعد الحرب العالمية الثانية ، التي خرج منها الدول الغربية ، منهكة بسبب الصراع الدموي فيما بينها ، لكي لا يحدث ماسي اخرى لدول الغربية ، التي رات نفسها بين قطبين القطب الامريكي والقطب الاتحاد السوفيتي ، ارتمت الدول الغربية في احضان امريكا خوفا من الاتحاد السوفيتي ، لينقسم العالم الى نصفين ، نصف الليبرالي والنصف الاخر الشيوعي .

حاول الغرب في ما بعد انشاء نضام ثالث مكون (الاتحاد الاوربي )، لكن مساعيهم فشلة لكونهم اضعف من ان يخرجوا من الهيمنة الامريكية ، لتتحول اوربا الى حديقة خلفية للسياسة الامريكية .

في عام 1979م ولد في الشرق نظام جديد، اطلق عليه نظام (المستضعفين ) يذكر بان كان هناك قول  يردد بان ( الشيعة اهل ثورة لا اهل دولة ) بعد الثورة تغير هذا القول   فاصبح ( الشيعة اهل ثورة ودولة )  ، ولد النظام الجديد في  ايران ، هذا النظام خرج من اجل ان يتخلص من الهيمنة الامريكية والاوربية ، رافع شعار( الاسلام والسلام ) فسميت  ( الثورة الاسلامية في ايران )، لينقسم بعدها العالم الى قسمين ( القسم الاول يسمى قسم " المستكبرين "، القسم الثاني يسمى قسم " المستضعفون ") ، المبكي والمضحك في ذات الوقت بان جميع الاديان والمذاهب والقوميات تجدها في الطرفين ، اي على سبيل المثال ؛ مسلم يقف مع المستضعفين في قسم المستضعفين ، ومسلم اخر يقف مع المستكبرين في قسم المستكبرين ، لماذا . هنا يقف الشخص حسب بصيرته وايمانه .

كذلك حينما راينا كيف يدعون  مشايخ السنة في السعودية الله عز وجل ان ينصر الصهاينة على حزب الله لبناني في حرب تموز 2006م ، كذلك يوجد في الشيعة من يطالب بعدم نصرة الحوثيين في اليمن ، الفكر واحد والاصطفاف في جهة واحدة وان اختلفت الايدلوجية ، وهؤلاء  يمثل ذراع الغرب في المنطقة .

الذي يعتمد على تسقيط الاسلام كمشروع سياسي و فكري ، هذا ما حدث للإخوان المسلمين في مصر ، كذلك ما يحدث اليوم في افغانستان بعد صراع لسنوات مع حركة طالبان ، توصل الغرب الى حقيقة بان لا سبيل الى النصر في افغانستان الى حين منح السلطة لطالبان ، هذا السبيل الامثل للتخلص منهم .

نفس المشروع كان يجري في العراق بان يمنح الشيعة السلطة حتى نسقطهم ، فكانت النتيجة بان شيعة العراق يكونوا قاعدة سياسية عقائدية وان شابها الكثير ، فانتج الغرب مشروع جديد تحت مسمى ( دولة الخلافة ) ، لكن انتج في المقابل من قسم المستضعفون ( الحشد الشعبي ) ،  الذي مثل قوة عقائدية اخرى في المنطقة بعد الحرس الثوري الايراني .

السؤال المهم والدقيق ؛ هل الغرب يخشى من الحشد الشعبي كقوى  عسكرية ام كقوى عقائدية تستطيع بناء دولة ؟ . ان الغرب يخشى الاثنان معا !، كيف ذلك ، 

يعتبرون بان الحشد قوى عسكرية عقائدية متطورة ، من الممكن ان تكون خطر على مشروعهم الاستعماري في العراق والمنطقة ، كذلك خوف الغرب من انشاء دولة اسلامية شيعية اخرى في المنطقة ، على غرار الدولة الاسلامية في ايران ، هذا هو الكابوس الحقيقي للغرب ولدول المنطقة ، اذ ما علمنا بانة الغرب فشل بنشاء مشروع اسلامي( سني وهابي سلفي) مقابل المشروع الاسلامي الشيعي الذي يعتمد الوسطية والاعتدال مع كافة قضايا العالم ، الذي ينصر ويساعد كافة المستضعفين في العالم بغض النظر عن الدين او العقيدة او القومية .

فاصبح الغرب بين خطتين الاولى ؛ الهاء وانهاك  واشغال الحشد الشعبي في صراعات متعددة وزج اكبر عدد من المنضمات الارهابية حتى لا يتجه الى انشاء دولة ذات عقيدة اسلامية في العراق ، 

الثانية ؛ ضرب منابع الحشد الشعبي وبيئته التي خرج منها ، عبر غسل الادمغة وقولبة الاحداث ، والعب على العقل الجمعي عبر الاعلام ، حتى يحقق غايته في تمزيق وتجريم الحشد الشعبي عبر قواعده الاجتماعية .

واخيرا ؛ يوجد داخل الحشد الشعبي مفكرين وشباب ناضج ، ووعي حقيقي وطاقات هائلة ذما استثمرت بالطريق الصحيح سنحقق دولة حقيقية متطورة ، ونجني حرية للبلد وازدهار على كافة الاصعدة ، وان الحل الانسب للعراق ان يكون لشباب الحشد دور في قيادة الدولة ، وفسح المجال لهم من اجل ان يغيروا الواقع المزري الذي يعيشه الشعب اليوم الى واقع اجمل ومتطور وامن  ، ولا يحدث ذلك الا اذا اراد الشعب الحياة ...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك