د. حسين فلامرز ||
فجأة إرتفعت اسعار الكهرباء في اوربا الى اضعاف ووصل مبلغ اقل فاتورة كهرباء منزلية الى الف دولار في الاشهر الاخيرة من العام الماضي ولازالت اعلانات الحكومات تطالب شعوبها بالترشيد في وقت وصلت درجات الحرارة الى ناقص عشرة أو أكثر وبدأ الجميع يتحدث عن العودة الى استخدام الحطب والنفط من أجل انتاج الطاقة اللازمة للاحتياجات اليومية، بالاضافة الى ذلك ولكون الدخل الشهري لافضل موظف او صاحب عمل لايتكنه من دفع هكذا مبلغ للكهرباء فقط!
كيف يمكن ان تستمر الحياة مابين وجود الكهرباء من عدمها وإذا كانت الشعوب المزدهرة باقتصادها الجيد المستقر بدأ يشتكي من أسعار الكهرباء التي تتحكم فيها الدول المنتجة للغاز ويدفع ضريبتها الدول المستهلكة لذات الغاز.
ماتناولناه هو مدخل لازمة عراقية حقيقية قد تؤدي الى اختفاء العراق من على الخارطة اذا ما بقيت سياسته تقاد من قبل مخططات خارجية تحاول ان تجفف منابع النعم التي انعم الله عليه سواء أن كان بسبب الموقع الجغرافي أو فيما يملكه في باطن الارض. أنا لا أتحدث عن ترهل الدولة العراقية بمفهوم وزير المالية النفطي الذي هدد العراقيين في قوتهم اليومي!
وإنما أتحدث بمبدأ الاستقلال في القرار والحفاظ على حدود وموارد الدولة بما يتناسب مع الرؤية المستقبلية التي لابد أن تأخذ المعطيات الحالية بنظر الاعتبار. ها هي السعودية ترفع سعر الوقود والعراق يخفض عملته والامارات تعاني من اقتصاد منهار وحرب اقتصادية ضروس ضد دول المقاومة.
بينما نسمع عن مشاريع اقتصادية جبارة في دولة المجاورة للكيان الصهيوني الذي لابد أن تكون هادئة والا صاح الفلسطنين صيحتهم التي قد لاتبقي أخضرا ولايابس! والان ماذا علينا أن نفعل لننعم بكهرباء مستقرة في بلد مستهلك بامتياز وليس لديه اي جدوى اقتصادية لهذا الملف الذي وللأسف يتشارك فيها المجهز والمستهلك سوء الادارة وسوء الاستخدام في انهيار المنظومة الكهربائية.
آن الاوان أن تصارح الدولة شعبها بتفاصيل هذا الملف وأن يجب أن نكون صريحين بانه لايوجد بديل عن الغاز الايراني لانتاج الكهرباء ولابد من اتفاق طويل الامد لضمان وجود كهرباء! ولا ضحك على الذقون بالربط الكهربائي مع مصر او السعودية أو غيرها من البدع والاكاذيب التي لا تخدم الى مؤامرات امبريالية تحاول من وضع رقبة العراقيين تحت مقصلة الكيان الصهيوني الزائل ان شاء الله.
الحقيقة أن إيران هو المورد الأول للعراق من الغاز الذي به يتنفس العراق كهربائيا وبدونه يصبح في ضيق نفس قد يؤدي الى الاختناق وهذه الميزة على العراقيين معرفة قيمتها والتعامل معها بشكل يتناسب مع أهمية م اتفعله إيران وليس بما يتناسب مع سياسات خارجية فارغة هدفها جعل العراق في حالة عزلة من جيرانه الاوفياء وحالة إبتزاز من دول عربية فاقدة للاستقلال ومسلوبة القرار ولايمكنها ان تهش ولاتنش! العراق الى أين ان لم يضع يده في يد الجارة ايران التي تبيع الغاز الى العراق بالتقسيط المريح والذي للاسف مرتهن بقرارات غربية تسمح لنا بالشراء والدفع وحسب مزاجهم.
على العراقيين أن يستفادوا من أزمة الكهرباء في أوربا وأن لايتجازوا ويرهنوا مستقبل العراق وشعبه من أجل سياسات فاشلة تخدم أجندات باطلة وغير منصفة!
كهرباء العراق ستعيش أزمة كارثية في الصيف الماضي إذا لم نحقق اتفاقية عادلة مع إيران وتثقيف الشعب العراقي بأن هذه الموارد هي من أجلهم وليس من أجل الاخرين، كما أن ابعاد ملف الكهرباء عن أي اتفاقات سياسية لاحقط سواء أن كنا متفقين أو مختلفين.
ــــــ
https://telegram.me/buratha