المقالات

فاتورة الكهرباء الف دولار في اوربا! العراق الى اين!

1962 2022-01-02

 

د. حسين فلامرز ||

 

 فجأة إرتفعت اسعار الكهرباء في اوربا الى اضعاف ووصل مبلغ اقل فاتورة كهرباء منزلية الى الف دولار في الاشهر الاخيرة من العام الماضي ولازالت اعلانات الحكومات تطالب شعوبها بالترشيد في وقت وصلت درجات الحرارة الى ناقص عشرة أو أكثر وبدأ الجميع يتحدث عن العودة الى استخدام الحطب والنفط من أجل انتاج الطاقة اللازمة للاحتياجات اليومية، بالاضافة الى ذلك ولكون الدخل الشهري لافضل موظف او صاحب عمل لايتكنه من دفع هكذا مبلغ للكهرباء فقط!

كيف يمكن ان تستمر الحياة مابين وجود الكهرباء من عدمها وإذا كانت الشعوب المزدهرة باقتصادها الجيد المستقر بدأ يشتكي من أسعار الكهرباء التي تتحكم فيها الدول المنتجة للغاز ويدفع ضريبتها الدول المستهلكة لذات الغاز.

 ماتناولناه هو مدخل لازمة عراقية حقيقية قد تؤدي الى اختفاء العراق من على الخارطة اذا ما بقيت سياسته تقاد من قبل مخططات خارجية تحاول ان تجفف منابع النعم التي انعم الله عليه سواء أن كان بسبب الموقع الجغرافي أو فيما يملكه في باطن الارض. أنا لا أتحدث عن ترهل الدولة العراقية بمفهوم وزير المالية النفطي الذي هدد العراقيين في قوتهم اليومي!

وإنما أتحدث بمبدأ الاستقلال في القرار والحفاظ على حدود وموارد الدولة بما يتناسب مع الرؤية المستقبلية التي لابد أن تأخذ المعطيات الحالية بنظر الاعتبار. ها هي السعودية ترفع سعر الوقود والعراق يخفض عملته والامارات تعاني من اقتصاد منهار وحرب اقتصادية ضروس ضد دول المقاومة.

بينما نسمع عن مشاريع اقتصادية جبارة في دولة المجاورة للكيان الصهيوني الذي لابد أن تكون هادئة والا صاح الفلسطنين صيحتهم التي قد لاتبقي أخضرا ولايابس! والان ماذا علينا أن نفعل لننعم بكهرباء مستقرة في بلد مستهلك بامتياز وليس لديه اي جدوى اقتصادية لهذا الملف الذي وللأسف يتشارك فيها المجهز والمستهلك سوء الادارة وسوء الاستخدام في انهيار المنظومة الكهربائية.

 آن الاوان أن تصارح الدولة شعبها بتفاصيل هذا الملف وأن يجب أن نكون صريحين بانه لايوجد بديل عن الغاز الايراني لانتاج الكهرباء ولابد من اتفاق طويل الامد لضمان وجود كهرباء! ولا ضحك على الذقون بالربط الكهربائي مع مصر او السعودية أو غيرها من البدع والاكاذيب التي لا تخدم الى مؤامرات امبريالية تحاول من وضع رقبة العراقيين تحت مقصلة الكيان الصهيوني الزائل ان شاء الله.

الحقيقة أن إيران هو المورد الأول للعراق من الغاز الذي به يتنفس العراق كهربائيا وبدونه يصبح في ضيق نفس قد يؤدي الى الاختناق وهذه الميزة على العراقيين معرفة قيمتها والتعامل معها بشكل يتناسب مع أهمية م اتفعله إيران وليس بما يتناسب مع سياسات خارجية فارغة هدفها جعل العراق في حالة عزلة من جيرانه الاوفياء وحالة إبتزاز من دول عربية فاقدة للاستقلال ومسلوبة القرار ولايمكنها ان تهش ولاتنش! العراق الى أين ان لم يضع يده في يد الجارة ايران التي تبيع الغاز الى العراق بالتقسيط المريح والذي للاسف مرتهن بقرارات غربية تسمح لنا بالشراء والدفع وحسب مزاجهم.

على العراقيين أن يستفادوا من أزمة الكهرباء في أوربا وأن لايتجازوا ويرهنوا مستقبل العراق وشعبه من أجل سياسات فاشلة تخدم أجندات باطلة وغير منصفة!

 كهرباء العراق ستعيش أزمة كارثية في الصيف الماضي إذا لم نحقق اتفاقية عادلة مع إيران وتثقيف الشعب العراقي بأن هذه الموارد هي من أجلهم وليس من أجل الاخرين، كما أن ابعاد ملف الكهرباء عن أي اتفاقات سياسية لاحقط سواء أن كنا متفقين أو مختلفين.

ــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك