المقالات

عاشوراء الأحرار تتجدد


 

حسن الربيعي *||

 

الأمة التي تدأب على إحياء ذكرى شهدائها، وتنقش وجودهم في ذاكرتها، أمة حية، وخالدة بحياة شهدائها الذين قدموا أرواحهم ودمائهم الطاهرة قرباناً لكرامة الأمة وحياتها ووجودها، فكانوا أحياء عند ربهم يرزقون، ويخلدون الأمة ويبعثون الأمل بين أبنائها، ويصنعون مجدها، وما عاشت أمة وخلّدت من دون الشهداء، وخير شاهد ودليل هو حضور سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام في روح الأمة وضميرها، ودوره في إحياء وجودها، والفئة التي تمسكت بنهجه عليه السلام هي الفاعلة على الدوام والقادرة على النهوض والوقوف بوجه الاستكبار في كل زمان ومكان، لأنها تعيش ثقافة الشهادة وحبها، وعشق الفداء والتضحية، ولا ترضى بالذلّة والخضوع.

وكربلاء عصرنا توسعت مساحتها، وتكثر رجالها ونساؤها، وأضحت تتمثل بمحور عابر للحدود السياسية المصطنعة، وقادر على استيعاب المزيد من أبناء الأمة، وتوحّد هذا المحور في وجوده، ليصبح قوة فاعلة ومؤثرة في ميزان القوى العالمي، ومواجهته الاستكبار وتعطيل مشاريعه التخريبية، ولولا وجوده وتأثيره، لتمكن الشيطان الأكبر، وشمر هذا الزمان أمريكا وأعوانها، من تصفية القضية الفلسطينية، وتقسيم العديد من البلدان، وإخضاعها، خصوصا منطقة غرب آسيا. وعندما أدرك العدو خطورة هذا المحور وأهمية قادته وأبنائه، حاول أن يضرب أهم مرتكزاته ونقاط قوته ومبعث حيويته، ليُحدث انتكاسة لمسيرته، وانكسارة لخط تصاعده، فتجرأ على ارتكاب جريمة العصر باغتياله لقادة النصر، الشهيد القائد قاسم سليماني (الشخصية المقاومة الدولية) كما وصفه سماحة السيد القائد الخامنئي رعاه الله، ومجاهد الإسلام الكبير أبو مهدي المهندس (رضوان الله عليهما)، صحيح إن فقدان هذين القائدين العزيزين مرير؛ ولكن استمرار الجهاد لتحقيق النصر النهائي سوف يكون أشد مرارة على القتلة المجرمين، وستصنع هذه التضحية مجداً جديداً، وتعلّي شأن الشهداء والأمة معاً، لتبدأ مرحلة جديدة، هي مرحلة أفول أمريكا ونهاية عصرها وتفردها بقيادة العالم، وسوف لن تتوقف مسيرة الشهداء القادة وهم بعين الله، بل سيتحول نهجهم الى مدرسة ينهل منها المخلصين الشرفاء العزيمة والثبات، بالبصيرة والصبر، وتستمر كربلاء ويستمر العطاء الى أن يشاء الله بظهور صاحب العصر والزمان الإمام المهدي عليه السلام.

 

* مدير مركز تاج الحضارة الثقافي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك