د. حسين فلامرز ||
لم يتركوا شاردة او واردة إلا واستثمروها من أجل اسقاط الأمة العراقية التي شيدت على صروح الشهداء منذ اربعة عشر قرنا، جاءوا بكل الطرق وبشتى الاساليب من دون رحمة! هكذا تؤول الامور عندما ينالون من القيم والاخلاق وكل ماله علاقة بالسلوك السوي الذي يجعل من لسان التأريخ طويلا فتمجد أمة احيانا وتستهرىء أمة فيما حدث عكس ذلك، بدأوها حربا واضحة ولكنها شاسعة ومترامية الاطراف حيث نالوا من الدين الذي عشنا في طيات جهاده وعلى ارواح شهداءه! فمن جهة أوصلوا قرودا الى سدة القيادة ومن الجهة الاخرى نالوا من رموزنا القيمية والدينية والوطنية الحقيقة بتلك الاداة التي لاقيمة لها ان هشت او نشت بل ساءوا وأساءوا الى كل ماهو حقيقي ومكنون في كينونة عقائدنا التي لاننثني عنها ابدا وعلى مدى الدهر. تآمر الاقزام على العراق وتآمرت الدويلات والولايات اللقيطة على امة العراق وزحفوا نحو قلاعها بمعاول السفهاء والتافهين الذين تصنعهم الصدفة لاخلاقهم الفاسدة المدفوعة الثمن وماأكثرهم في هذا الزمان. يكون الهدم والردم على اشده عندما يكون من الداخل! تصوروا قرودا في اعلى الهرم يعيثون فسادا وينشرون الكراهية والحقد وفاسدون يعيثون في الارض قذارة ونفاق ناشرين الفرقة والسوء بين ابناء الامة الواحدة في نوايا قاسية همها ان ترضي من دفع لها!!! اذن كيف يكون الحال؟ لاعجب انهم يحاولون أن يسقطوا الرموز ويتاجرون بدماء الشهداء ويحاولون اخضاع الاحرار الى معادلة الاستسلام وهذا بعيد المنال ولن يحدث مهما طال الزمن!!! ولكن مامعنى ذلك؟ هل تبحث الدولة عن المصادمة مع من صان شرفها وحمى عرضها وارجع التاريخ الى صوابه؟ أم تبث في نفوس العراقين بان الزمن هو زمن الاغبياء الذين كلما فسقوا أكثر، كلما زادت رفعتهم في مجتمع امتلأ بالجهلة والافاقين من الذين وضع الله على اعينهم غشاوة. لقد وصل الحال الى المحال وقضي الامر الذي فيه كنتم تستفتيان وسيناريوا القبول بالمنهزمين اصبح لغة الجهلة من أبناء أمتي الذين لابد أن يتوقفوا قبل الضياع وسقوطهم كما سقط من قبلهم الطاغوت الذي انهزم شر هزيمة وهو ذاك الذي اوهموه بانه الطفل المدلل والرجل الاوحد الى ان جاءت اللحظة التي نفذت فائدته وانتهت صلاحياته فانقضوا عليه فخزي في الارض وله الويل في الاخرة. ان النيل من الامة يبدا باسقاط القيم والاعراف فيها! لكن هيهات هيهات وفي أمتنا شهداء للنصر يعلوا صوتهم كلما حاول اعدائنا الصراخ، ودمائهم تشعل الارض نارا كلما وطأت اقدامها الاعداء.
https://telegram.me/buratha