المقالات

الموظفين أصبحوا يوتيوبرية


  عباس زينل||   بعد توقف الكثير من المصانع والمعامل، والذي أدى إلى إختفاء الأيدي العاملة، وتركهم للصنعات التي يقدرون عليها، وهذه كانت إحدى خطط محاربة اقتصاد العراق، وجعله بلدًا استهلاكيًا غير صانع، حيث شاهدنا بالآونة الأخيرة كيف ان الدولة، تستورد أبسط الأشياء حتى التي يمكننا صنعها بأيدي عاملة بسيطة، وبكلفة قليلة لا تكلف الدولة غير توفير أدواتها. جعل العراق استهلاكيًا أدى إلى كسل الشعب بطريقة مخيفة، وجعل الفرد العراقي يصب جل تفكيره في التعيين بالقطاع الحكومي، وهذا كان أمر وارد تحت ظل إهمال القطاع الخاص ومحاربته، حيث أشارت بعض الاحصائيات بأن العراق، من أكثر الدول من حيث عدد الموظفين، أعلن جهاز الإحصاء العراقي المركزي في بيان، بأن أعداد موظفي مؤسسات الدولة في البلاد، بلغ 1.032 مليون موظف عمومي، من أصل 40 مليون نسمة من سكان العراق، مع أن العدد مخيف جدًا، وقادر على جعل العراق بلدًا صناعيًا من الدرجة الأولى، إلا أن غالبية الموظفين من هذا العدد، جلساء غرفهم الخاصة في مؤسساتهم دون إنتاج إي شيء، والكثير منهم يملكون قنوات وصفحات يديرونها من مكان عملهم، والبعض منهم اشتهر على مواقع التواصل بعنوان " يوتيوبر "، ووصلوا مرحلة  يقدمون العمل المطلوب منهم، مقابل أجور أو رشاوي مالية، وأدى هذا الفساد الإداري في المؤسسات، والذي اشترك فيه الموظفين أيضا بعد ان كان مقتصرًا على المدراء العامين؛ إلى جعل العراق بلد خصب وساحة إعلامية تتقبل وتتحمل جميع الأخبار، فبدل ان يستثمر الموظف وقته في أداء واجبته، يقوم بالانشغال في الهاتف وتناقل الأخبار، وقد يكون عاملا مهما في تناقل الأخبار الكاذبة، والتي باتت تنتشر دون أي رقابة حكومية. الأيام التي مضت أجريت بعض الإحصائيات في التواصل الاجتماعي، وفي المواقع والبرامج مثل اليوتيوب والتيك توك، حيث شاهدت بأن الكثير من مشاهدي البرامج ومشتركي قنوات الشخصيات المشهورة العربية، هم من العراقيين بجميع الاعمار، بمعنى اننا لسنا فقط ساحة إعلامية لتمرير الأفكار الغربية وفقط؛ وإنما نساعد في صعود واشتهار شخصيات لا تستحق إعجابا واحدًا، كيف نعالج هذه الأمور ومن أين نبدأ!، وموظفي الدولة الذين بدل ان يكونون مثالًا يحتذى بهم، فهم أصبحوا سببًا وعاملًا مهما في دمار الأجيال.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك