د. حسين فلامرز ||
الجميع يتساءل لماذا هذا القلق والغلق في أوربا وبشكل قل نظيره بالرغم من أن الاصابات كبيرة والوفيات قليلة والحالة ليست غامضة كما كانت قبل سنتين! بصراحة وبكلمات واضحة وقصيرة اعلنت الدول الاوربية ان اجراءاتها الحالية هي من أجل تجنب كارثة صحية عالمية قد تؤدي الى إبادة جماعية متوقعة بسبب تحورات كورونا التي حدثت بعد اكتشاف اللقاحات ذات الاثر القصير المدى!
عدد المتوفين في المملكة النرويجية لم يتجاوز الالف ورغم ذلك اجراءاتهم صارمة ولاتهاون مع من يخالف او يحاول العبث بالصحة العامة!
السويد استسلمت اخيرا وغيرت من سياستها (سياسة القطيع) لتعود الى الركب العالمي وتعلن شروط السلامة الصحية كما هو في الدول الاخرى. اسبانيا اضطرت اليوم للاعلان عن التزام ارتداء الكمامة في المناطق العامة وهي بانتظار المزيد من الضوابط في القريب العاجل. كل ذلك يحدث امام اعيننا ونحن نعيش حالة من الغفيان عن مايدور من خطر وينتشر بسرعة غير معهودة.
نحن في العراق لامناعة ولا ممانعة، لا ضوابط ولا انضباط وقلة العقل سائدة في التعامل مع هذا الوباء الذي ينشط في درجات الحرارة الواطئة والمرتفعة على حد سواء. العراق يعيش يومه العادي في وضع صحي على شفا حفرة بسبب مستشفياته الكرفانية القابلة للاشتعال. ان اكتشاف اميكرون في دول مجاور للعراق وعدم اكتشافه عندنا معناه وبالدليل القاطع ان عملنا خالي من الاعتناء والدقة بما ممكن ان تؤول اليها الامور.
ماذا ننتظر نحن العراقيين من حالة مرضية ممكن ان تفتك بنا؟ اليس من الافضل ان نستبق الاحداث ويتم اتخاذ الاجراءات الصحيحة في حماية ابناءنا من كارثة قد تدمي قلوبنا بشكل اخر عما نحن معتادين عليه. أن المسؤولية ملقاة على عاتق الجميع والوضع الاقتصادي في العراق يتطلب منا المزيد من السلوك الاستباقي لتجنب الكارثة التي ان وقعت هذه المرة فستؤذي بشدة!
لانه ستضرب عصب حياتنا الاهم وهم شريحة الاطفال والشباب الذين لاحول ولاقوة لهم أمام بالغيين سياسين يعانون من سوء تقدير الامور بسبب تقاطع الرؤى والرؤيا. الان الان وليس غدا لابد من اغلاق مؤقت على الاقل لتقليل من حجم الكارثة.
ـــــــ
https://telegram.me/buratha