المقالات

المواطن..الانسان..هو الاصل 


   أياد خضير العكيلي ||   كل من يعتقد إن إدارة الدولة ومؤسساتها يتعلق بمعرفة كيفية إدارة الموازنة المالية للدولة وآليات صرفها ومعرفة أبوابها أوأحالة المشاريع المختلفة وحسب  فهو واهم ولايعرف في الحقيقة شيئا عن مفاهيم أدارة الدولة الصحيحة والسليمة  . فكما أن إدارة الموارد المالية للدولة تحتاج الى خبرة ومعرفة بأبواب الصرف وآلياته ، فان أدارة الموارد البشرية وإدارة المجتمع ومواطنيه بكل متعلقاتهم تحتاج الى خبرة ومعرفة أكبر وأعمق حتى ،  فالانسان في تلك المعادلة هو الاصل قطعاُ وهو من يجب ان تكون له الاولوية والرعاية والاهتمام ، وعليه فالاولى أن يكون بناء البشر قبل بناء الحجر  . وإذا ما أهملت الدولة والحكومة مواطنيها ولم تحسن التعامل معهم ولم تحفظ كرامتهم أو ترعاهم وترعى مصالحهم الاجتماعية والنفسية والصحية وحتى الترفيهية ثم المالية فبالتأكيد هي حكومة ( غير ذكية ) ولن تستطيع أن تحقق أي تقدم أو أزدهار يذكر وكل مشاريعها وخططها ( إن وجدت )  ستذهب هباءاً منثورا . والعراق وحكوماته المتعاقبة خير شاهد ودليل على ذلك . فجميع الحكومات المتعاقبة لم تهتم بالمواطن الانسان  ولم ترعاه جيداً ،  بل ربما فعلت العكس تماماً  وقد كانت بعيدة كل البعد عن تحقيق آماله وطموحاته ، فيما أصبح المواطن العراقي اليوم يعيش حالات من اليأس والبؤس والمعاناة الاقتصادية والمالية والنفسية والاجتماعية والصحية بشكل يفوق العقل والتصور .   أذ بلغت نسب الفقر والعوز والتخلف والجهل والجرائم والمرضى ( والمعاقين ) والمشردين والايتام والارامل والمشاكل الاجتماعية والبطالة وتعاطي المخدرات عالية جدا تكاد تتجاوز ال ٥٠% ، ومع ارتفاع تلك النسب بشكل مضطرد وسريع وقفت الدولة عاجزة ومحبطة من اتخاذ أية إجراءات ناجعة ومفيدة من شانها أنقاذ مواطنيها والاخذ بأيديهم نحو سلم النجاة . فيما لم نسمع او نقرأ او نرى فيما سبق لغاية اليوم وعلى واقع الحال أية ستراتيجيات او خطط اومشاريع تنموية تتعلق بالمواطن الانسان . ونتيجة لذلك فأن اكثر من ١٠٠٠ مليار دولار أنفقت خلال ١٨ عاما لم تستطع الدولة وحكومتها  أن تحقق شيئا ملموسا منها ، ولم تثمر كل تلك الاموال الا عن ( بطالة مقنعة ) وذلك من خلال تعيين مئات الالاف من المواطنين في دوائر ومؤسسات الدولة ( البالية والمترهلة ) والغير مثمرة . ونقول طالما أن الدولة والحكومة لازالوا مستمرين على نفس المنوال ولم يقدموا الخطط والبرامج والستراتيجيات التي تهتم وتعنى بالانسان العراقي قبل كل شيء فأن وضع البلد المزري سيبقى على ماهو عليه ، بل أن الوضع مرشح لان يسوء أكثر من ذي قبل ، وسيذهب الوطن والمواطن الى المجهول المعلوم .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك