المقالات

هل دخلت اوكرانيا في حساب الكبار ؟!


  ماهر ضياء محيي الدين ||   اغلب التوقعات والترجيحات تشير ان الازمة الاوكرانية قد تشهد تطورات خطيرة في ظل الكثير من المعطيات والمؤشرات ، وما يزيد الطين بله الاستعانة بالقوات العسكرية من كلا الجانبين في المواجهة المحتدمة . هل دخلت اوكرانيا في حساب الكبار ؟ قد يتصور البعض ان طبول الحرب العالمية الثالثة  قرعت في الازمة الاوكرانية ، وما هي الايام وتفصلنا عن المواجهة المباشرة بين الكبار المتخاصمين ، لنكون مع موعد جديد مع الاسلحة الفتاكة ، وعشرات المدنيين بين قتيل وجريح ومشرد ومفقود ، ودمار في المئات من المدن العسكرية وحتى المدنية ، ويمكن ان نعيش تجربة هيروشيما وكلا الجانبين يمتلكان ترسانة نووية متطورة ومتفوقة عن الاخر، ولكن الحقائق والوقائع المؤكدة غير ذلك تماما، وسيكون كلامنا من محورين : الاولى : ان القوى العظمى  العالمية وهنا اقصد طرفي النزاع يدركان جيدا مدى قوة  والامكانيات العسكرية لكل طرف من حيث العدة والعدد ، وان خاضا الحرب المباشرة بينهما ، ستكون نتائجها وخيمة على الكل ، وخصوصا اطراف المعركة ، بسبب الامكانيات المتاحة لهما ، وثانيا تفاقم النزاعات في هذا الملف والملفات الاخرى المعروفة من الجميع هذا من جانب . ومن جانب  اخر بسبب ما تقدم من قوة وامكانيات ابطال المعركة المرتقبة ، ونتائجها التى ستحرق الاخضر واليابس  ستعمل اطراف دولية  اخرى بكل ما تمتلك من اجل عدم تفاقم الامور الى المواجهة العسكرية ، وستعمل جاهدا على دفع الجميع الى طاولة الحوار والتفاوض من اجل حلحلة الازمة وعدم الوصول الى الطريق المسدود ( الحرب العالمية الثالثة ) ، بل ستضغط على امريكا وروسيا ، وتجبرهما على العمل على تسوية الامور بلغة الحوار لا الحرب المشتعلة . ان حدود المعركة ان حدثت  لن تكون على طول الحدود بين روسيا واكرانيا فقط ، بل سيشمل مناطق اخرى متنازع عليها بين قطبي الصراع بمعنى اخر بمجرد اشتعال فتيل الحرب على الحدود ، ستكون كل القواعد العسكرية محل للاستهداف من كلا الجانبين ،واراضي  وعليها كل دول العالم ستدخل حالة من التاهب والترقب ، والخوف من قادم الايام المخيفة لو دقت ساعة الصفر . الاخطر في الموضوع الاوكراني سيزيد من حالة الانقسام التي تعيشها الدول الكبرى فأمريكا وحلفائها  من جانب ، وروسيا وحلفائها من جانب اخر ، ودول اخرى في جانب اخر فمع شدة تزايد المشاكل والصراعات في العالم يودي في النهاية الى زيادة حجم الانقسام والفرقة ، وشكل التحالفات الدولية , ومدى تأثيره على الساحة الدولية ، والمعادلات والحسابات السياسية والاقتصادية وغيرها من الملفات الاخرى .  نعود الى جواب كلامنا ونقول لن ولن تقوم الحرب بين الكبار في اوكرانيا ولا في اي بقعة من بقاع المعمورة بدليل الازمة السورية والكل مطلع على مجمل الاوضاع كيف بدأت ؟، وماذا حدث ؟ والكل كان يتوقع المواجهة او قيام الحرب ، لكن جرت الامور كماهي عليه اليوم حكومة مركز تسيطر على اجزاء من ارضها ، والبقية مقسم بين الكبار امريكا وتركيا والفصائل ومن يقف ورائها ، ولا يبدو لاي حل يلوح في الافق البعيد ولا القريب ، لتكون ارضيها وخيراتها وثرواتها منهوبة من قبل الدول المتحاربة على ارضيها ، ولن يختلف حالة اوكرانيا عن سوريا مطلقا .   

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك