المقالات

الانسحاب المزعوم قبله وبعده

1875 2021-12-08

  حافظ آل بشارة ||    منذ ان اعلنت الولايات المتحدة انها ستنسحب بشكل نهائي من العراق ، بدأت انظار خبراء الامن تتجه الى متابعة ما يسمى بالخطط البديلة للاحتلال وقد اتضح ان هناك عدة حقائق يجب معرفتها قبل الانسحاب المزعوم : 1- ان سحب الجنود الامريكيين من القاعدتين الاكبر عين الاسد وحرير لا يعني ان القوات المقاتلة قد انسحبت بالفعل ، لأن السفارة الامريكية تعد قاعدة عسكرية ايضا وفيها وحدات عسكرية مقاتلة بعنوان قوات حراسة لن تنسحب. 2- احتلال اميركا للعراق ليس احتلالا عسكريا تقليديا بل هو احتلال سياسي اقتصادي امني ثقافي ، فسواء انسحب الجنود ام لم ينسحبوا تبقى اميركا هي صاحبة القرار في العراق ، وتحقق اهدافها باساليب غير عسكرية. 3- اميركا تهيمن على العراق من خلال المؤسسات التي تعمل لحفظ مصالحها فالاحزاب الكردية والسنية ونصف الاحزاب الشيعية والرئاسات الثلاث كلها تعمل من اجل حفظ المصالح الامريكية ، فلم تعد اميركا بحاجة الى قواعد عسكرية وجيوش . 4- قبل الانسحاب لابد لأميركا ان تحقق لاصدقاءها بعض تطلعاتهم ، ولذلك مهدت لوضع يد الاكراد على المناطق المختلطة وكركوك تدريجيا كمكافأة لما قدموه من خدمات لهم ، ويتطلب الامر عودة البيشمرگه الى كركوك والمناطق المختلطة ، ولتوفير ذريعة لهذه العودة نفذت عصابات داعش هجمات دموية على مواقع البيشمرگه ومواقع قرب كركوك فطلبت حكومة الاقليم مساعدة المركز فتم تشكيل قوات مشتركة من الجيش والبيشمرگة للانتشار في المناطق المختلطة وكركوك ، كمقدمة لضم كركوك والمناطق المختلطة الى الاقليم ، بما يخدم اي مشروع مستقبلي للانفصال الكردي. 5- مع ان الانسحاب الامريكي مطلب عراقي الا انه مطلب امريكي ايضا لتكريس هيمنة امريكية من نوع آخر في العراق ، الا ان اميركا تسعى الى افتعال حالات من التدهور الامني في بعض المحافظات لكي تقول بأن هذا التدهور يستدعي عدم سحب القوات الامريكية لأن العراقيين عاجزون عن حماية انفسهم من الارهاب ، ويأتي تفجير البصرة الاخير في هذا السياق وقد تحدث تفجيرات وحالات ارباك كبيرة اخرى لتعزيز مطلب بقاء القوات الامريكية. 6- اميركا تستخدم عصابات داعش لتنفيذ خططها فتدفع بهم الى اي مكان يريدون تخريب الاستقرار الامني فيه ، وتعمل هذه العصابات الآن لتوفير اجواء من الرعب تجعل الناس تصدق بأن انسحاب القوات الامريكية هو سبب فقدان الامن ، وترى اميركا ان اشاعة مثل هذا الشعور في الرأي العام وحده يعد انجازا كبيرا.  اذا كانت هناك قوى وطنية مخلصة ومقاومة تسعى الى حماية بلدها وشعبها من اي تهديدات ومخططات اجرامية فعليها على الاقل توضيح هذه الاجندات الامريكية في كردستان ومناطق العراق الاخرى ، من خلال جهد اعلامي متميز وموحد ، وقد يكون الاعلام المقاوم هو المعني قبل غيره بهذا الأمر .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك