المقالات

امريكا تهرب من العراق بتشريع من الكونغرس ..!


 

متابعة ـ صابرين البغدادي *||

 

بتأييد من بايدن.. العراق على طاولة المشرعين الاميركيين وقرار مهم قريباً

يخوض أعضاء الكونغرس الامريكي نقاشا حول إلغاء التفويض الرئاسي الذي منح الضوء الأخضر للحرب الأميركية في العراق عام 2003، وسط إقبال الديمقراطيين لإبطاله ومعارضة بين صفوف الجمهوريين.

وقد يمهد إلغاء تفويض الحرب في العراق الطريق أمام إنهاء العمل بتفويض آخر يخص أفغانستان، والذي تعرض لانتقادات واسعة بسبب صياغته الخالية من المحددات الجغرافية والجهات التي قد تستهدفها القوات الأميركية في عملياتها العسكرية.  

قانون "الإذن باستخدام القوة العسكرية ضد العراق لعام 2002" أو "2002 AUMF"، منح الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش الابن، التفويض لشن حرب ضد نظام صدام .

واستخدم هذا التفويض مؤخرا في يناير كانون الثاني 2020، عندما أمر الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بشن غارة بطائرة مسيرة في العاصمة العراقية، بغداد، أدت إلى استشهاد القائد في الحرس الثوري الايراني، قاسم سليماني ونائب رئيس هيأة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وعدد من رفاقهما.

البعض انتقد استخدام التفويض الخاص بالعراق في اغتيال سليماني، وأن "ترك القانون معلقا قد يشجع سوء استخدامه من قبل الرؤساء المقبلين"، وفقا لما ذكره موقع "أكسيوس".

·        الفرق بين التفويضات وإعلان الحرب

وتوفر القوانين الأميركية العديد من الصلاحيات العسكرية للرئيس الأميركي، الذي يعتبر أيضا قائد القوات المسلحة، فالمادة الثانية من الدستور تمنحه تفويضا باستخدام القوة في حالات محددة، بعد الحصول على موافقة الكونغرس.

وتمنح "إعلانات الحرب" (declarations of war) الرئيس الأميركي الاستخدام الكامل وغير المشروط للجيش الأميركي، بشرط الحصول على "تفويض زمني محدد" (specific statutory authorization) من الكونغرس، أو في حال الدفاع عن النفس بعد تعرض البلاد لهجوم وإعلان حال طوارئ.

وكانت الولايات المتحدة قد أصدرت آخر "إعلان للحرب"، عام 1942، ضد رومانيا خلال الحرب العالمية الثانية.

لكن الكونغرس أقر بعدها عددا من التفويضات التي خرجت عن المألوف الدستوري، والتي تسمح للرئيس الأميركي بشن العمليات العسكرية في حالات محددة، دون الحاجة لموافقة الكونغرس.

وشنت الولايات المتحدة حروبها في فيتنام والخليج وأفغانستان والعراق وفقا لهذه التفويضات. 

وبعد أربعة أيام من هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001، أصدر الكونغرس تفويض "AUMF 2001"، الذي سمح لأي رئيس أميركي باستخدام القوة العسكرية وفقا لمحددات وضعها الكونغرس تحت تصنيف "الحرب على الإرهاب"، دون الحاجة لأخذ موافقة مسبقة.

لكن صياغة هذا التفويض، لم تتضمن أي حدود جغرافية، ما سمح بأخذ إجراءات ضد كل من "خططوا أو أذنوا أو ارتكبوا أو ساعدوا" تنظيم القاعدة في شن الهجمات الإرهابية وأولئك الذين "آووا" المهاجمين، وبالتالي مهد لشن الحرب الأميركية على أفغانستان التي احتضنت مقاتلي القاعدة.

وهذه الصياغة "الفضفاضة" ساهمت بشن الولايات المتحدة 41 عملية في 19 دولة، وفقا لما ذكره موقع منظمة "Friends Committee on National Legislation".

أما تفويض "2002 AUMF"، الخاص بالحرب الأميركية في العراق حدد الصلاحيات المتوفرة للرئيس باستخدام القوات المسلحة بالشكل "الضروري والأنسب" من أجل "الدفاع عن الأمن القومي للولايات المتحدة ضد التهديد المستمر الذي يشكله العراق" و"تنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالعراق".

·        تصويت حاسم

ومن المتوقع أن يصوت مجلس الشيوخ، هذا الأسبوع، لإلغاء تفويض "2002 AUMF"، الخاص بالعراق، كجزء من إقرار مشروع قانون تفويض الدفاع السنوي، الذي تبلغ قيمته 768 مليار دولار.

وبعد حوالي 20 عاما، قللت الولايات المتحدة من عدد قواتها في العراق لتصل 2500 من أصل 170 ألفا، وأضحت الحكومة العراقية حليفا مقربا لواشنطن.

·        المؤيدون

ويسعى الديمقراطيون إلى إعلان نجاحهم في إنهاء حروب أميركا الأبدية، وظهر هذا بشكل واضح عند إعلان الولايات المتحدة الانسحاب من أفغانستان، لتنهي أطول حرب شهدتها على الإطلاق. 

ويؤيد الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن، قرار إلغاء التفويض الخاص بالعراق، واعترف أن الولايات المتحدة "ليس لديها نشاطات عسكرية تعتمد حصريا على 2002 AUMF وفقا لأساس قانوني محليا".

ويمكن لإلغاء القانون أن يتيح تفويضا أكثر تحديدا للتحديات الراهنة.

إذ يسعى المشرعون لإلغاء التفويض الخاص بأفغانستان (AUMF 2001)، ويرون أن إلغاء تفويض العراق أولا يعد خطوة ضرورية وأساسية لفعل ذلك. 

وقال السيناتور الديمقراطي، تيم كاين، الذي قاد جهود إلغاء تفويض أفغانستان إن أعضاء من لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ يجرون مباحثات مع البيت الأبيض لإلغاء "AUMF 2001" واستبداله.

لكنه أكد أن "الفكرة كانت دائمًا أننا سنلغي تفويضا آخر أولاً".

ويرى النقاد أن تفويض أفغانستان بمثابة "شيك على بياض" استخدم لشن العمليات العسكرية في العراق واليمن والصومال وليبيا وسوريا والنيجر وجيبوتي وإثيوبيا وأريتيريا وكينيا والفلبين. 

من جهته قال السيناتور الديمقراطي ورئيس لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ، بوب مينينديز، لأكسيوس: "أعتقد أنه يجب على الكونغرس منح الموافقة لاستخدام القوة، وعند إتمام الغرض منه، يجب أن يقوم بإلغائه لضمان عدم سوء استخدامه".

وحذر مينينديز من أن إلغاء تفويض أفغانستان "يعد أمرا معقدا"، مضيفا أن تفويض 2001  "لا يتعلق فقط بإلغائه بل باستبداله".

وشاركه في الموقف السيناتور الجمهوري، راند بول، الذي قال لأكسيوس: "أعتقد أنه سيكون أمرا عظيما أن نتمكن من إلغاء تفويض 2002 (العراق)"، لكنه حذر من أن إلغاء تفويض أفغانستان "سيكون معقدا أكثر".

من جهته أبدى عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي، بين كاردين، اهتماما أكبر بإلغاء تفويض أفغانستان، لأن الرؤساء فسروه "بأنه يسمح لهم بتنفيذ كل يريدونه"، بحسب ما ذكره لأكسيوس. 

·        المعارضون

لكن بعض الجمهوريين يخشى من أن إلغاء تفويض العراق، قد يشجع جماعات مسلحة في البلاد، نفذت هجمات ضد القوات الأميركية المتمركزة هناك.

ونقل موقع "أكسيوس" عن مصادر مقربة لزعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، أنه يتوقع إلغاء التفويض، لكنه سيطالب بإبقائه.

من جهته، قال عضو مجلس الشيوخ الجمهوري، تيد كروز: "أنا أؤمن بقوة في تنفيذ الكونغرس صلاحياته في شن الحروب".

 

*(الفرات نيوز)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك