المقالات

قبول نتائج الانتخابات المُزوَّرة يعني استسلام للجزار الأمريكي..!

1487 2021-11-14

 

قاسم العجرش ||

 

يوجد مفهومان متناقضان للدولة؛ أولهما يرى أن الدولة؛ أداة للحكم فوق الطبقات والمجتمع، وأن الدولة جهاز في خدمة الشعب، يضمن حقه في الحياة والشغل، والمشاركة في تسيير الشأن العام ويحفظ كرامته، فضلا عن كونها جهازا يحافظ على النظام، ويوفر الأمن والاستقرار، ويسهر على تطبيق القانون، وهي جهاز يضمن حرية”المواطنين” والمساواة بينهم

هذا المفهوم زائف، مضلل ومخادع للجماهير؛ إذ لا يمكن أن توجد دولة للجميع؛ في مجتمع فيه فقير وغني، مُستَغِل ومُستَغَل..

ثمة مفهوم موازي للدولة؛ يرى أن الدولة ليست إلا آلة بيد طبقة، تُحكِمُ بها سيطرتها على المجتمع، وهكذا فإن الدولة جهاز تظلم بواسطته، الفئات المحرومة المستضعفة من المجتمع، وهي بالحقيقة أداة بيد الفاسدين وأصحاب النفوذ، لإخضاع تلك الفئات المضطَهَدة، بالوسائل العسكرية والبوليسية والقضائية والاقتصادية والتربوية والثقافية وغيرها..

في مثل هكذا دولة؛ فإن الحق الانتخابي العام، والجمعية التأسيسية والبرلمان، ليست سوى عناصر تكميلية لمشهد زائف مخادع، يُخفي خلفه دولة اللصوص.

الحقيقة الموضوعية، التي يتجنب كثير من الباحثين مقاربتها، هي أن الدولة القائمة في العراق، منذ مائة عام، أُنْشِئَتْ على أن تكون دولة مصالح، تخدم رأس المال العالمي والدول الاستعمارية، وينعم بخيرات البلاد فيها، كبار السماسرة والملاكين العقاريين والعسكر، والشريحة البيروقراطية المرتبطة بهم..

دولة ما بعد 2003؛ لم تستطع الخروج من شرنقة هذا التوصيف، لأن تغيير نظام القهر والإذلال البعثي، لم يتم بعملية عراقية شعبية ثورية، بل جاء بيد أعتى قوة مستكبرة في العالم، ومن البديهي أن لا تأتي هذه القوة الغاشمة، إلا بنظام خادم لمصالحها، مع أن النظام الصدامي كان أيضا يخدم مصالحها، لكن تلك الخدمة لم تكن بالكفاءة المطلوبة، فضلا عن عدم سلاستها، لا سيما أن النظام الصدامي البعثي، كان نظاما ديكتاتوريا مفضوحا، لذلك توفرت للاستكبار العالمي قناعة تامة بضرورة تغييره، والإتيان بنظام يلبس ثياب الديمقراطية، كبديل مقبول في القرن الحادي والعشرين..وهكذا كان..!

مشكلتنا ومشكلة القوى السياسية العراقية، وخصوصا الإسلامية منها، أنها تعرف هذه الحقيقة، ولكنها تعمل على قاعدة ” لعل وعسى”، وهي مبنية على قاعدة ” درء المفاسد أولى من جلب المصالح “..مع أن هذه القاعدة مقيدة عقلا. لأنه إذا اجتمع في الشيء المنافع، وتساوت المنافع والمضار، فإنه يكون ممنوعاً من أجل المفسدة، وهذا قيد لا بد منه للعقلاء، إذا اجتمعت مصلحة ومفسدة غلب جانب المفسدة التساوي، أما إذا ترجحت المنفعة فإنه يؤخذ بها، وإذا ترجحت المفسدة فإنه يُغلَبُ جانبُها.

هكذا كان تفكير قوانا السياسية، أنهم اعتقدوا أن إزالة صدام ونظامه ولو بيد الأمريكان، فإنه أمر نافع وإن اكتنفته المفاسد، لكن الذي حصدوه وحصدناه، هو المفاسد ولا شيء غيرها، أما المنافع المتحققة، فهي وإن كانت ملموسة، لكن المفاسد أكلتها..

بعد أن انتصر شعبنا على داعش؛ ذلك الغول الذي صنعه الأمريكي، لكبح جماح آمال التغيير الحقيقي، الذي شرعت به المقاومة الإسلامية في العراق، وهو تغيير يعني عمليا انفلات العراق من اليد الأمريكية، وضعت تلك اليد خطة بديلة؛ لإحكام هيمنتها على العراق، مستخدمة البديل الانتخابي، وهو بديل مغري يمكن أن يؤدي لتحقيق الهدف الأمريكي، وهذا ما حصل بعد أن مهدت له أمريكا بسنارة تشرين 2019، الذي ابتلع طعمها كثير من أبناء شعبنا، وهيأت لهذا البديل تكتيكات تتمثل بالتواجد عبر”الانتخابات” وتعيين أتباعها في المؤسسات التنفيذية للدولة، والتوطئة للحصول على الأغلبية عبر “الانتخابات”، وبالتالي إحكام قبضتها على الدولة العراقية برمتها.

الحقيقة أنه ليست هنالك إمكانية؛ لإصلاح النظام الفاسد من الداخل، وأنه لا إمكانية لحل المشاكل الأساسية التي يعاني منها الشعب في إطار النظام القائم،..

كلام قبل السلام: القبول بنتائج الانتخابات الحالية، يعني استسلاما للجزار الأمريكي، وانخراطا في معسكره وخيانة لثوابت شعبنا ..!

سلام ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك